سورية

استقبل نائب رئيس الوزراء الروسي.. والأخير شارك بجلسة محادثات رسمية مع عزام في رئاسة مجلس الوزراء … الرئيس الأسد: دمشق حريصة على الاستثمارات المشتركة التي تعود بالنفع على الشعبين الصديقين

| وكالات

أكد الرئيس بشار الأسد، أمس، حرص سورية على إنجاح الاستثمارات السورية- الروسية المشتركة التي تلعب دوراً أساسياً في استمرارية وتوطيد التعاون المشترك وتعود بالنفع والمصلحة على الشعبين الصديقين، في حين أكد نائب رئيس وزراء روسيا الاتحادية يوري بوريسوف، تميّز العلاقات بين البلدين واستعداد بلاده الدائم لتقديم الدعم لسورية في المجالات كافة، وأعلن عن حدوث تقارب روسي أميركي في وجهات النظر فيما يتعلق بالملف السوري.
والتقى الرئيس الأسد أمس بوريسوف الذي يزور سورية على رأس وفد حكومي واقتصادي، حسب وكالة «سانا» للأنباء التي أوضحت أنه جرى خلال اللقاء بحث التعاون الثنائي القائم بين سورية وروسيا وخاصة على الصعيد الاقتصادي والاستثماري والجهود المشتركة لتوسيعه ليشمل مجالات إضافية وخاصة التعاون في مجال الطاقة والتقنيات الحديثة والصناعة والزراعة.
وتم التأكيد على أن الديناميكية التي تتسم بها العلاقات بين البلدين تعطي المرونة لتوسيع آفاق التعاون بشكل دائم ومستمر.
وأعرب الرئيس الأسد، عن ارتياحه للمستوى المتقدم الذي وصل إليه التعاون بين البلدين، وحرص سورية على إنجاح الاستثمارات السورية- الروسية المشتركة والتي تلعب دوراً أساسياً في استمرارية وتوطيد التعاون المشترك وتعود بالنفع والمصلحة على الشعبين الصديقين.
وأكد الرئيس الأسد، أهمية الاستمرار بالتشاور والتنسيق مع الحلفاء الروس والذين كانوا شركاء للسوريين في محاربة الإرهاب ووقفوا معهم سياسياً واقتصادياً لمساعدتهم في استعادة الأمن والاستقرار وتجاوز آثار الإرهاب الاقتصادي المفروض على المواطن السوري.
من جانبه، هنّأ بوريسوف الرئيس الأسد بمناسبة فوزه بالانتخابات الرئاسية والشعب السوري على النجاح في إنجاز الاستحقاق الرئاسي، لافتاً إلى أن المشاركة الشعبية الواسعة في هذا الاستحقاق، أكدت إرادة الشعب السوري وإصراره على الصمود والتحدي رغم كل ما تعرض له من إرهاب وحصار.
وأكد بوريسوف تميّز العلاقات السورية- الروسية واستعداد بلاده الدائم لتقديم الدعم لسورية في المجالات كافة، بما يسهم في تخفيف الأعباء الناجمة عن العقوبات الاقتصادية الجائرة المفروضة عليها والمشاركة في إعادة الإعمار، إضافة إلى عزمها توريد دفعات إضافية من لقاح «كوفيد 19» إلى سورية.
كما وضع نائب رئيس الوزراء الروسي الرئيس الأسد بصورة القمة التي جمعت الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي جو بايدن وخاصة فيما يتعلق بالشأن السوري، مشدّداً على موقف روسيا المبدئي المبني على الشرعية الدولية والالتزام بالقانون الدولي واحترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.
الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم» من جهته نقل عن بوريسوف قوله خلال اللقاء: «نحن في المرحلة النهائية من إعداد اتفاقية حكومية ستنظم تعاوننا التجاري والاقتصادي لفترة طويلة».
وأكد بوريسوف، أن روسيا مستعدة لمواصلة تقديم المساعدات العسكرية والإنسانية لسورية، وأن بلاده تعمل كل ما في وسعها وكل مشاريعها موجهة لمساعدة الشعب السوري، لاسيما في هذه الظروف الصعبة.
وعقدت أمس في مبنى رئاسة مجلس الوزراء بدمشق جلسة مباحثات رسمية سورية- روسية ترأسها عن الجانب السوري وزير شؤون رئاسة الجمهورية منصور عزام وعن الجانب الروسي بوريسوف.
وتم خلال الجلسة، حسب «سانا» بحث توسيع مجالات التعاون المشترك ومتابعة تنفيذ الاتفاقيات الموقعة واستكمال مشاريع التعاون الثنائي ووضع الأرضية المناسبة تمهيداً لانعقاد الدورة الـ 13 للجنة السورية- الروسية المشتركة للتعاون التجاري والاقتصادي والتقني والعلمي وتذليل الصعوبات التي تعترض العمل المشترك وإيجاد الحلول لها.
وشملت المباحثات التعاون الاقتصادي والتجاري والصناعي والزراعي والاستثماري والجمركي والطاقة والنقل البحري والسكك الحديدية والاتصالات والتقنيات الرقمية والمنتجات الطبية والأدوية وكذلك تسهيل وصول السلع الروسية إلى السوق السورية وتوفير البيئة المناسبة لإقامة مشروعات تنموية واقتصادية تسهم في دعم الاقتصاد السوري.
وأكد بوريسوف، مواصلة بلاده تقديم الدعم لسورية في المجالات كافة ولاسيما إعادة الإعمار وتأهيل البنى التحتية في مجالي الطاقة والكهرباء ورفع القدرات الإنتاجية لهما واتخاذ كل الإجراءات التي تدعم الاقتصاد السوري.
من جانبه، أكد عزام، أن الحكومة السورية تعمل على تعزيز وترسيخ التعاون الإستراتيجي مع روسيا الاتحادية وبذل أقصى الجهود لتنفيذ الاتفاقيات الثنائية والمشاريع الحيوية المشتركة وتوسيع التعاون الاقتصادي وزيادة حجم التبادل التجاري وتشجيع الاستثمار المتبادل.
حضر اللقاء من الجانب السوري وزيرا الاقتصاد والتجارة الخارجية، محمد سامر خليل، والمالية، كنان ياغي، ورئيس هيئة التخطيط والتعاون الدولي عماد الصابوني والأمين العام لرئاسة مجلس الوزراء، قيس خضر، ومعاون وزير الخارجية والمغتربين، أيمن سوسان، وحاكم مصرف سورية المركزي، محمد هزيمة، ومن الجانب الروسي الوفد المرافق لنائب رئيس الوزراء الذي ضم ممثلين عن وزارات التنمية الاقتصادية والمالية والخارجية والعديد من الجهات الرسمية الروسية والسفير الروسي بدمشق ألكسندر يفيموف.
وفي وقت لاحق من يوم أمس وقبيل مغادرته مطار دمشق الدولي، أكد بوريسوف في تصريحات صحفية مشتركة مع عزام، مواصلة بلاده العمل على تعزيز سبل التعاون مع سورية ودعم شعبها وإعداد اتفاقية إستراتيجية طويلة الأمد لتوسيع التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين.
وبيّن بوريسوف أنه نقل للرئيس الأسد تهاني وتقدير الرئيس بوتين بعد الانتصار الساحق والعظيم في الانتخابات الرئاسية في سورية والذي يعبر عن ثقة الشعب برئيسه المنتخب، مؤكداً أن هذا الفوز سيساعد على تعميق وتوسيع التعاون بين البلدين.
ووصف بوريسوف لقاءه مع الرئيس الأسد بأنه كان بناء ونتائجه مثمرة وستؤدي إلى مزيد من التعاون، حيث تم بحث سبل مواصلة التفاعل والشراكة بين البلدين، مؤكداً دعم بلاده جميع المبادرات واقتراحات الجانب السوري فيما يخص توسيع التعاون ودعم الشعب السوري في ظل العقوبات الاقتصادية المفروضة عليه.
وبخصوص الاتفاقية الإستراتيجية طويلة الأمد، أشار بوريسوف إلى مواصلة العمل لإعدادها لتوسيع التعاون بين البلدين وتتمثل أهميتها لكونها ذات طابع إستراتيجي ستشمل مجالات الاقتصاد والتجارة والصناعة والطاقة والزراعة والتعليم والنقل وإعادة إعمار البنية التحتية والحيوية.
ولفت بوريسوف إلى أهمية اتفاقية استثمار ميناء طرطوس التي تمت منذ فترة والذي يعتبر موقعا مهما لإجراء النقل اللوجستي بين البلدين بما في ذلك التصدير من سورية إلى روسيا واستيراد البضائع الروسية إلى سورية ودوره في دعم الاقتصاد السوري، مبيناً أن الشركة الروسية معنية بملف إدارة الجزء المدني من هذا الميناء وتحديثه وبناء المنشآت الجديدة لتخزين البضائع التي تفسد بسرعة.
وردّاً على سؤال حول القمة التي جمعت بين بوتين وبايدن وخاصة فيما يتعلق بالشأن السوري، أوضح بوريسوف أن هناك تقارباً في وجهات النظر، حيث تم ترسيم إمكانية استئناف الحوار المباشر بين الطرفين حول الشأن السوري، مؤكداً أن فوز الرئيس الأسد في الانتخابات يشكل الرسالة الأقوى لأعداء سورية ومعارضيها بأنه من الضروري الأخذ بعين الاعتبار خيار الشعب السوري الذي دعم الرئيس الأسد بقوة، معرباً عن أمله بأن تساعد هذه الرسالة على تخفيف الضغوط الغربية ولاسيما العقوبات المفروضة على البلاد والتي تؤثر على الشعب السوري وعلى الناس العاديين.
وأضاف: «إن روسيا تعمل كل ما بوسعها لمساعدة الشعب السوري ولاسيما في الظروف الصعبة بسبب الحصار والعقوبات الغربية وتحاول إرسال المواد الغذائية إلى سورية بما في ذلك القمح والمشتقات النفطية ومستعدة لتنفيذ المشاريع ذات الأهمية الكبرى المتعلقة بإعادة بناء البنية التحتية الحيوية في سورية».
من جهته، أكد عزام أن المشاريع المشتركة بين البلدين مشاريع إستراتيجية تحفظ مصلحة الشعبين بما فيها المرفأ والطاقة ومعمل السماد وتحظى باهتمام خاص من روسيا لرفع قدراتنا الإنتاجية لزيادة الاستثمار في هذه المجالات.
وبيّن عزام أن الزيارة تضمنت جولة مباحثات مع الوزارات المعنية للتحضير لاتفاقية التعاون بين البلدين وللجنة المشتركة رقم 13 في وقت سيقرر لاحقاً، مضيفاً: «إن وجود بوريسوف مهم جداً في هذا النوع من المباحثات لأننا نلمس حرصه على العمل من أجل تذليل الصعوبات وتعزيز فرص التعاون بين البلدين ورفعها إلى أعلى مستوياتها».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن