حفل فني وثقافي في مرور 80 عاماً للعدوان النازي على الاتحاد السوفييتي … فلاديسلاف سابرونوف لـ«الوطن»: هذا العدوان تراجيديا كبيرة مازال عالقاً وحيّاً في قلوبنا
| سارة سلامة
يبدو أن تاريخ 22 من شهر حزيران من كل عام سيبقى عنواناً يوثقه التاريخ، حيث تستعيد روسيا في كل عام الذكرياتِ الأليمة التي مرت عليها من خلال عدوان القوات النازية في هذا التاريخ من عام 1941، ما دفع بالاتحادِ السوفييتي للدخول في حربٍ دمويةٍ خلّفت ملايينَ الشهداء والضحايا والجرحى والمصابين، قبل أن تضع حداً للزحف النازي في أوروبا والعالم.
هي معركة كبيرة مرت بمحطات كثيرة، لعل من أهمها حصار مدينة ليننغراد الذي استمر عاماً ونصف العام تقريباً وخلّف نحو ثمانمئة ألف قتيل، وقد كانت هزيمة ألمانيا في معركة ستالينغراد، التي كانت الأكثر شراسة في التاريخ، مقدمة لهزائم لاحقة من أبرزها معركة كورسك التي تعد أكبر معركة بالدبابات في التاريخ، وكان انتصار الجيش السوفييتي فيها منطلقاً لهجوم مضاد لم يتوقف إلا باحتلال برلين في أيار عام 1945.
حيث أحيا المركز الثقافي الروسي في دمشق الذكرى الثمانين لبداية الحرب الوطنية العظمى وقام الأطفال والكبار بغناء الأغاني الحربية وقراءة الشعر، وتم عرض نشرات إخبارية للأيام الأولى من الحرب، بالإضافة إلى معرض صور ضوئية مقدم من سفارة جمهورية بيلاروسيا في سورية.
تراجيديا حية
وفي تصريح خاص لـ«الوطن»: كشف فلاديسلاف سابرونوف السكرتير الثاني للسفارة البيلاروسية في سورية: «إن دول العالم كلها تعرف أن ثلث الشعب في بيلاروسيا كان ضحية حرب بشعة، وهي تراجيديا كبيرة بالنسبة للشعب البيلاروسي ولشعوب الاتحاد السوفييتي السابق، هذه التراجيديا مازالت موجودة وحية في قلوبنا، لأنه لا يوجد أحد على الإطلاق إلا واستشهد له قريب ومن كان له جريح».
وأضاف سابرونوف: «إنني على المستوى الشخصي كل ما مرّ هذا التاريخ أتذكر جدي الذي هو مثال لجميع البيلاروسيين، لأنه استشهد في هذه الحرب بموجب التعذيب الذي وقع عليه بمعسكرات الاعتقال، وعمل وخاض الحرب في تلك المعسكرات، وبالتالي أنا أتذكر ذلك الجد العظيم الذي هو مثال لكل بيلاروسيا».
أيام حزينة
بينما بين مدير المركز الثقافي الروسي في دمشق نيكولاي سوخوف: «إن اليوم ذكرى الأيام الحزينة في تاريخ شعوب الاتحاد السوفييتي الروسي والأوكراني والبيلاروسي، لأن هذه الجمهوريات هاجمتها قوات ألمانيا النازية دون إعلان الحرب، مفاجأة في تمام الساعة الرابعة صباحاً تاريخ 22 حزيران عام 1941، وصادف هذا التاريخ مع يوم الأحد عطلة في الاتحاد السوفييتي، وكان بداية الحرب الوطنية العظمى واسمها الحرب العالمية الثانية، في الاتحاد السوفييتي الذي خلّف نحو 30 مليون ضحية، والكثير من المصابين وامتدت الحرب لأربع سنوات ودمرت الكثير، وشهدت انسحاب القوات السوفييتية، ولكن في السنة الأخيرة بدأ التقدم والهجوم وغزو أوروبا الشرقية، وجزء من أوروبا الغربية وما يسمى تحرير البلدان من ألمانيا النازية وتحرير ألمانيا نفسها من النازية الفاشية».
وأفاد سوخوف: «نحن كشعب روسي ومعنا شعب شقيق وهو بيلاروسيا نتذكر هذا اليوم دائماً لنعطي الفكرة التاريخية لأطفالنا وأحفادنا ولا بد أن هناك الكثير من الأخطاء السياسية التي تسببت في هذه الحرب العالمية وحصلت تنازلات سياسية من قبل الدول الغربية والاتحاد السوفييتي نفسه تجاه ألمانيا الفاشية وهتلر حتى وصلنا إلى هذه النتائج الحزينة».
لحظة فارقة
ومن جهته بيّن الدكتور علي الأحمد أن: «دخول الفاشية عام 1940 كانت لحظة فارقة في حياة البشرية، ولولا انتصار الاتحاد السوفييتي في تلك اللحظة، لن نتوقع ما هو مصير البشرية جمعاء، حيث دفع الاتحاد السوفييتي أكثر من ثلاثين مليون ضحية من أجل
النصر، ودمرت أيضاً مئات المدن وآلاف القرى من أجل هذه القضية، ورغم ذلك نهض الاتحاد السوفييتي نهضة كبيرة جداً بعد أقل من عشرة أعوام، حيث قدّم أول قمر صناعي عام 1957 وشهد صعود أول رائد فضاء، وجاءت نتائج النصر كبيرة جداً».
وأضاف الأحمد: «إن البشرية يجب أن تتذكر هذا الحدث الأليم بشكل دائم، وها نحن اليوم نحيي ذكراه بعد مرور 80 عاماً، لنذكر العالم بجرائم الفاشية، وهذه العصبية المبنية على الحقد والكراهية التي تنهش في المجتمعات كالصدأ في الحديد، وأول من تقتل.. تقتل صاحبها، لذلك نتذكر هذا اليوم رغم كل الألم الذي خلّفه».