مَنْ يريد إسقاط الملائكة بالضربة القاضية؟ … شبيب: نعمل لمصلحة اللعبة ونحن تحت تصرف المنظمة
| ناصر النجار
تعود لعبة الملاكمة إلى الواجهة من جديد إنما من باب التمرد والمشاكل والشغب، والسبب ابتدعه البعض في سبيل الإساءة إلى اتحاد الملاكمة لأهداف شخصية.
لسنا هنا بصدد تقييم أعمال اتحاد الملاكمة أو اعتراضات بعض الملاكمين، فهذا شأن يخص أسرة الملاكمة ويمكن أن تتم تصفيته وحلّه عبر الأطر القانونية، لكننا أمام حالة شغب فريدة وصلت إلى درجة التمرد والتطاول وخلق النزاعات وإفشال البطولات الرسمية، وهذا أولاً وأخيراً مرفوض جملة وتفصيلاً.
هل من المعقول أن تتم المطالبة بحل اتحاد اللعبة بطريقة مقززة وغير حضارية؟ وهل من المعقول أن يتم تناول القائمين على اللعبة في أعراضهم؟
وهل الشغب بدرجة عالية مسموح به على مرآى ومسمع من المكتب التنفيذي؟
المكتب التنفيذي شكّل لجنة تحقيق ستتوصل بلا شك إلى قرارات تنصف اللعبة أولاً وأخيراً؟
واتحاد اللعبة أصدر عقوباته بحق المسيئين وكانت على الشكل التالي:
فرض عقوبة الإيقاف لمدة سنة بحق المدرب محمد خير قداح ومنعه من دخول صالة المنتخب وعدم تكليفه بأي مهمة أخرى، فرض عقوبة عدم المشاركة في البطولات والمعسكرات الداخلية والخارجية لمدة ستة أشهر بحق كل من الملاكمين: حسين المصري ومحمد خير مستت وأحمد غصون ومحمد مليس.
الرياضة أخلاق
محمد كامل شبيب الخبرة الدولية رئيس اتحاد الملاكمة تعليقاً على ما حدث ويحدث قال لـ«الوطن»: لا شك أن ما حدث ويحدث هو خروج عن الآداب الرياضية وأخلاقها الفاضلة، ونحن مستغربون مثل هذه التصرفات وهذا التجييش غير المبرر، أنا مستعد أن أتنازل عن كل تاريخي الرياضي، لكن لن أتنازل عن كرامتي، وهذا الموضوع وما يحدث فيه من إساءة للأعضاء اتحاد الملاكمة بعهدة المكتب التنفيذي ونحن تحت تصرف المنظمة ومستعدون لتقبل أي قرار يصدر عن اللجنة المشكلة.
وعن اعتراضات بعض الملاكمين قال: هناك مشكلة مالية يسوقها بعض الملاكمين، وهي ليست من اختصاصنا، فالمكتب التنفيذي مشكوراً وضع نظاماً للمكافآت للملاكمين المتفوقين حسب الإنجاز والعطاء، وهذه ليست ثابتة، فإن نقصت غضب الملاكمون واعترضوا، حتى إن بعض الملاكمين غاب عن المشاركة في تجارب المنتخب الوطني احتجاجاً على النقص في مكافأته.
هذا الأمر له مقاييس واعتبارات لدى المكتب التنفيذي وليس لنا به أي علاقة ودورنا أن نقدّم الثبوتيات الخاصة بالملاكمين.
احتج بعض الملاكمين على عدم تسريحهم من الخدمة العسكرية بعد دخولهم الخدمة الاحتياطية واعتبروا أن اتحاد اللعبة مقصّر في ذلك، والحقيقة أننا رفعنا أسماء هؤلاء الملاكمين إلى اللجنة الرياضية العسكرية، وهي التي تقرر هذا الوضع وفق آليات وضوابط وضعتها، دورنا يقتصر على تقديم الأسماء مع الثبوتيات الرسمية فقط، أما موضوع التسريح فليس لنا أي علاقة به، وعلى الجميع أن يعرف أن كل مراسلاتنا تتم عبر المكتب التنفيذي ضمن نظام المؤسسات ونحن غير مخولين بالقضايا المالية أو مخاطبة الجهات الأخرى، كل ذلك يتم عبر منظمة الاتحاد الرياضي العام.
المشاركات الخارجية
جميع المراسلات التي تأتينا للمشاركات الخارجية ندرسها بعناية لمعرفة مدى الفائدة في هذه المشاركات، وجميع الدعوات لبيناها وحققنا فيها الفائدة والنتائج المرجوة.
هناك العديد من العوائق التي تواجهنا والتي تكون خارج السيطرة ولا ذنب لنا بها، كموضوع كورونا الذي عطل الكثير من المشاركات وكذلك معسكرات إعداد المنتخب، فليس من المعقول أن نقيم معسكراً للمنتخب الوطني والاتحاد الرياضي أوقف كل النشاطات.
المشاركات الرسمية على مستوى العالم وآسيا والأولمبياد تحتاج إلى تأهل، وعندما لا ينجح ملاكمونا بالتأهل إلى هذه البطولات فمن الطبيعي ألا نشارك فيها، فهذا الموضوع متعلق بكفاءة الملاكم وخبرته وجاهزيته لحضور نزالات التأهل.
أتيحت لنا المشاركة في بطولة العالم بألمانيا، لكن ألمانيا رفضت منحنا فيزا الدخول فحرمنا من المشاركة، وهذا ليس لنا به أي ذنب.
بطولة آسيا كان من المقرر أن تقام في الهند، لكن ارتفاع عدد إصابات وباء كورونا في الهند نقل البطولة إلى الإمارات.
كنا قد أرسلنا جوازات السفر وكل الوثائق المتعلقة بالبعثة إلى الهند، وتم قبولها، عندما نقلت البطولة إلى الإمارات أرسلنا الملف ذاته من صور جوازات سفر وغيرها من وثائق مطلوبة، لكن اللجنة المنظمة كانت كل يوم تطلب طلباً، حتى استكملنا كل شيء حسب طلبهم وليس حسب الطلبات المتعارف عليها في كل البطولات الدولية والقارية، وتابعنا إصدار الفيز بشكل يومي في السفارة الألمانية، وكل يوم كانوا يعتذرون إلى اليوم التالي، حتى وصلت الفيز بعد بدء البطولة بيومين، رغم كل محاولاتنا في المراسلات والسفارة لتعجيل وصول الفيز، وعلى ما يبدو أن هناك أمراً أعاق وصول الفيز بالوقت المناسب لا نعرف ما هو، علماً أن البعثة استعدت وأجرت اختبار كورونا وحجزنا للسفر ولم يكن ينقصنا إلا الفيز، وهذا العائق كان خارجاً عن إرادتنا.
أمور فنية
أما ما يتعلق بمعسكرات المنتخب واللاعبين المدعويين إليه (والكلام لكامل شبيب) فإن هذه الأمور الفنية متعلقة بلجان مختصة مخولة بذلك، ويتم الانتقاء عبر البطولات والتجارب وحسب النتائج المسجلة، والملاكمة ليست استثناء عن غيرها من الرياضات التي تجد اعتراضات على التحكيم أو عملية التجارب والانتقاء، هذه المشكلة تعاني منها كل الألعاب الرياضية وكل لاعب يخسر لابد أن تكون له حجة لخسارته يلصقها بأي أحد، ونحن نؤمن بمقولة (إرضاء الناس غاية لا تدرك) لكننا مؤمنون بعملنا وراضون عنه وضميرنا مرتاح.
وهذه هي الرياضة فيها فائز وخاسر، لكن مشكلتنا أننا لا نؤمن بهذا الشعار ويجب أن نكون كلنا فائزين وهذه قضية معقدة لا يمكن أن تحل دون أن نكتسب الثقافة الرياضية الصحيحة والفكر الرياضي المتطور.