مليار ليرة مشروع عاجل لمياه الشرب في الرقة … الصالح: انقطاع الكهرباء المتكرر في الريف الشرقي وانعدامها في الغربي يؤثران في توفير مياه الفرات
| محمود الصالح
كشف مدير عام المؤسسة العامة لمياه الشرب والصرف الصحي في الرقة أحمد الصالح عن موافقة رئاسة مجلس الوزراء على تنفيذ خط مياه لتغذية عدد من التجمعات السكانية في ريف الرقة المحرر الشرقي بكلفة تقارب مليار ليرة سورية، لتأمين مياه الشرب النقية من نهر الفرات.
المدير العام في تصريح خاص أكد لـ«الوطن» أن المؤسسة ومنذ الأيام الأولى لتحرير تلك المناطق بادرت إلى العمل على تأهيل شبكات المياه ومحطات الضخ التي خربتها المجموعات الإرهابية المسلحة وقامت بتوفير المياه لجميع المناطق التي عاد إليها سكانها المهجرون.
ولفت الصالح إلى أنه وعلى الرغم من عدم توافر الكهرباء في المناطق المحررة قامت المؤسسة بتشغيل محطات الضخ على الديزل في ظل ظروف صعبة جداً في توفير المازوت والتكاليف العالية، تنفيذاً لتوجيهات الحكومة بتوفير مياه الشرب للمناطق المحررة بشتى الوسائل.
وأشار إلى أن المؤسسة استطاعت صيانة الخطوط وإصلاح المضخات لتأمين المياه المطلوبة، لكن بعد عودة أغلب أبناء المناطق المحررة إلى بيوتهم ازدادت الحاجة إلى كميات أكبر من المياه ولم تعد الشبكة الحالية قادرة على تأمينها، ما تطلب زيادة كميات الضخ من نهر الفرات، ما أدى إلى أعطال كثيرة في الخطوط، وكان الحل باستبدال الشبكة على مراحل وفق الاحتياج الأكبر ونظراً لقلة المياه في زور شمر والغانم العلي تمت دراسة استبدال الشبكة القديمة المكونة من أنابيب الاترنيت والتي لم تعد قادرة على استيعاب كمية الضخ وعدم وجود قطع تبديل لصيانتها فتمت دراسة المشروع لتحويل تلك الشبكة إلى أنابيب البولي ايتيلين وبطول 3100م وزيادة قطر هذه الشبكة من 200سم إلى 315 سم وبضغط 12.5 باراً.
وبمتابعة من وزير الموارد المائية ولضرورة المشروع تم إقرار المشروع بسرعة استثنائية وتقرر التعاقد مع الشركة العامة للتعمير لتنفيذ المشروع بكلفة 939مليون ليرة.
وعن واقع مياه الشرب في الريف المحرر الشرقي بين المدير العام أنه توجد في الريف الشرقي خمس محطات ضخ منصوبة على نهر الفرات ومحطة ضخ واحدة مقامة على قناة ري شنان ومحطتي رفع معدان وشنان، وفي ظل الظروف الحالية فإن الوضع بالشكل العام جيد ويتم العمل على تحسينه أفضل من خلال تنفيذ خطة مشاريع المؤسسة لعام 2021 حيث كانت جميع عمليات الضخ قبل عام 2019 على الديزل والآن هناك وصول للكهرباء بشكل قليل للريف الشرقي.
أما في الريف الغربي فالوضع أقل كفاءة من الريف الشرقي بسبب عدم وجود تغذية كهربائية نهائياً ويتم تشغيل مضخات المياه بتغذيتها بالكهرباء من مجموعات توليد الديزل الاحتياطية حيث توجد محطتا ضخ مقامتان على بحيرة الأسد وتوجد محطة رفع أخرى تتم تغذيتها بالمياه من المحطة المقامة على البحيرة، ولدينا في خطة المؤسسة عدة مشاريع سيتم تنفيذها قبل نهاية هذا العام ما يسهم في تحسين واقع مياه الشرب، منها مشروع إعادة تأهيل محطة ضخ الكدرو بالدبسي. وحالياً تم فض العروض. وخلال شهر سيتم تصديق العقد مع إحدى شركات القطاع العام.
وأشار إلى وجود مشروع التزمت به منظمة الصليب الأحمر من نهاية عام 2020 وهو إعادة تأهيل محطة ضخ الخامية والنقية بالدبسي. وهذا الالتزام تم الاتفاق عليه وسينفذ فوراً ويتضمن استبدال مجموعات الضخ بمحطتي الخامية والنقية بالدبسي واستبدال النظام الكهربائي.
وعن الصعوبات التي تعاني منها عملية توفير مياه الشرب في الريف المحرر أوضح أنها تتمثل في الانقطاع المتكرر للكهرباء في الريف المحرر الشرقي من المصدر من مناطق ما يسمى ميليشيات (قسد) العميلة للاحتلال الأميركي ما يسبب عدم استقرار بعمل شبكة مياه الشرب.
والمشكلة الأكبر عدم وجود تغذية كهربائية في الريف الغربي ما يحول دون تشغيل مضخات المياه لساعات أطول، حيث إن جميع عمليات تشغيل محطات الضخ في الريف الغربي تعتمد على الديزل وهذا يؤدي لمشاكل كثيرة ناجمة عن أعمال مجموعات الضخ وتكاليف الصيانة وكذلك تكاليف المحروقات، وهذا الحال ينطبق على ساعات طويلة في الريف الشرقي خلال انقطاع التيار الكهربائي الوارد من الشبكة.