شويغو أكد أن هزيمة داعش فيها وفي العراق زادت هجرة مسلحيه إلى دول أخرى … الرئيس الروسي: سنواصل دعم سورية في مكافحة الإرهاب
| وكالات
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، أن روسيا ستواصل دعم سورية في مكافحة الإرهاب حتى القضاء عليه نهائياً، مشدداً على أن روسيا لا تملي إرادتها أبداً على الدول الأخرى وأنها ستبذل كل ما بوسعها لتهدئة النزاعات وحل المشاكل الدولية عبر الحوار. وبدوره حذر وزير الدفاع الروسي سيرغى شويغو من أن الهزيمة التي تكبدها تنظيم داعش الإرهابي في سورية والعراق تسببت في زيادة هجرة مسلحيه المدربين إلى دول أخرى، وأن العالم ينزلق بسرعة إلى نزاع جديد أخطر مما كان في عهد الحرب الباردة.
الرئيس بوتين وفي كلمة له خلال افتتاح مؤتمر موسكو التاسع للأمن الدولي لفت حسب وكالة «سانا»، إلى أن نظام الأمن والقانون الدولي يتآكل والاضطرابات الجيو- سياسية وخطر الإرهاب وأسلحة الدمار الشامل تتزايد، إضافة إلى استمرار محاولات استخدام القوة لتمرير مصالح شخصية وتعزيز الأمن الخاص على حساب أمن الآخرين.
واعتبر أن هذه التحديات تتطلب تضافر جهود كل الدول للعمل المشترك على أساس القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة للحيلولة دون وقوع حرب عالمية جديدة.
وشدد بوتين على أنه ينبغي أن تكون الأمم المتحدة مظلة لتحديد أي قواعد لعبة جديدة، وأن أي طريق آخر يهدد بالفوضى ويصعب التنبؤ بتبعاته.
وشدد على أن روسيا لا تملي إرادتها أبداً على الدول الأخرى وأنها ستبذل كل ما بوسعها لتهدئة النزاعات وحل المشاكل الدولية عبر الحوار، مشيراً إلى ضرورة بناء العلاقات الدولية على أساس التكافؤ وتوازن المصالح وتقليص المخاطر عبر الاتفاقيات بما في ذلك الرقابة على الأسلحة.
وأوضح بوتين، أن روسيا تطور قدراتها الدفاعية استناداً إلى مبدأ الكفاية المعقولة، ولا تسعى إلى كسب تفوق عسكري أحادي الجانب وميل كفة الميزان إلى جانبها، لكنها لن تسمح لأحد بميل هذه الكفة لمصلحته أيضاً، مذكراً بالاقتراح الذي قدمته موسكو لوضع معادلة الأمن الجديدة التي يجب أن تشمل جميع العوامل التي يتأثر بها الاستقرار الإستراتيجي.
وبيّن أن الإرادة السياسية والاستعداد للتوصل إلى حل وسط قد يثمران نتائج إيجابية، مشيراً في هذا الصدد إلى تمديد معاهدة «ستارت الجديدة» الخاصة بتقليص الأسلحة الإستراتيجية الهجومية بين روسيا والولايات المتحدة حتى عام 2026.
وأعرب بوتين عن قلق روسيا من تعزيز حلف «الناتو» قدراته العسكرية وبناه التحتية قرب حدودها ورفضه النظر بشكل بنّاء إلى ما تقدمه موسكو من الاقتراحات لخفض التوترات، آملاً في أن تسود العقلانية والرغبة في تطوير علاقات بناءة في نهاية المطاف.
وأشار إلى أن معظم الأراضي السورية تحررت من التنظيمات الإرهابية، مؤكداً أن روسيا ستواصل دعم سورية في حربها على الإرهاب حتى القضاء عليه.
ولفت إلى حرص روسيا على علاقاتها مع دول الجوار وتحقيق أمنها وازدهارها وإلى دورها في تسوية النزاع في إقليم ناغورني قره باغ وتوفير القوات الروسية لحفظ السلام والأمن والاستقرار فيه.
من جهته، حذر وزير الدفاع الروسي من أن العالم ينزلق بسرعة إلى نزاع جديد أخطر مما كان في عهد الحرب الباردة، ولفت إلى أن هناك تصعيداً في تثبيت نهج التصدي العسكري، حيث يقوم حلف «الناتو» بتعزيز وجوده العسكري ونشر الأسلحة بالقرب من الحدود الروسية والبيلاروسية، كما يتم توسيع «الناتو» من حلف إقليمي إلى حلف دولي «مهمته الأساسية ردع روسيا والصين».
وبيّن شويغو أن نشر الصواريخ الأميركية المتوسطة والقصيرة المدى في الدول الأوروبية يشكل خطراً ليس على روسيا فقط وإنما على الدول الأوروبية، لافتاً إلى أن الوضع الحالي في أوروبا قابل للانفجار ويتطلب خطوات محددة لتخفيف التوترات، ومعرباً عن استعداد بلاده لتبني إجراءات لزيادة الشفافية بشأن الترسانات الصاروخية.
وأوضح أن كيفية تطور الوضع الأمني في أوروبا ولاسيما فيما يخص الرقابة على التسلح تتوقف إلى حد كبير على مواقف الولايات المتحدة، لافتاً إلى أن لقاء القمة الذي عقد مؤخراً بين الرئيسين بوتين والأميركي جو بايدن أكد أهمية استئناف الحوار الإستراتيجي بين الدولتين لحل المسائل الكثيرة المتراكمة.
وأشار شويغو إلى أن مشكلة مكافحة الإرهاب أفسحت المجال لإنشاء تحالفات عالمية جديدة، وقال: في الآونة الأخيرة ركزنا على مشاكل مكافحة الإرهاب في عالم متعدد الأقطاب واليوم يظهر اتجاه جديد في العلاقات الدولية وتقسيم العالم إلى أصدقاء وأعداء ويتم وضع الدول أمام خيارات مصطنعة لإقامة تحالفات ونشر الأسلحة على أراضيها.
وبيّن أن مختلف التنظيمات الإرهابية ما زالت تشكل تهديداً رئيسياً لاستقرار المنطقة، محذراً من أن الهزيمة التي تكبدها تنظيم داعش الإرهابي في سورية والعراق تسببت في زيادة هجرة مسلحيه المدربين إلى دول أخرى، وذلك حسبما ذكر الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم».
وأشار إلى أن أكبر عدد من هؤلاء المسلحين انتقلوا إلى ليبيا، بالإضافة إلى رصد أنشطة خلايا إرهابية في مالي وجمهورية إفريقيا الوسطى وموزمبيق.