سورية

رفض تقرير مصير الرئيس والنظام من دول خارجية … خامنئي: حل الأزمة في سورية بانتخابات تعقب وقف دعم المعارضة بالسلاح وإنهاء الحرب

وكالات :

أعلن المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران علي خامنئي أن الانتخابات هي طريق حل الأزمة في سورية لكنه ربط تنفيذها بوقف «الدعم العسكري والمالي للمعارضة» و«إنهاء الحرب والاضطرابات في البداية»، مشدداً على رفضه «اجتماع بعض الدول مع بعضها لتقرير مصير نظام حكم ورئيس لدولة».
لدى استقباله وزير الخارجية محمد جواد ظريف وسفراء ومسؤولي البعثات الدبلوماسية الإيرانية، أكد خامنئي أن الأهداف الإيرانية في المنطقة تختلف عن الأهداف الأميركية بـ180 درجة، ولا معنى لإجراء مفاوضات مع واشنطن حول القضايا الإقليمية.
ونقل موقع قناة «العالم» الفضائية عن خامنئي، قوله: إن «الأميركيين يريدون فرض مصالحهم وليس حل القضايا، إنهم يريدون فرض 60 أو 70 بالمئة من مطالبهم بالتفاوض وتحقيق ما تبقى من أهدافهم بطرق غير قانونية وفرضها وتنفيذها.. فماذا تعني المفاوضات إذاً؟».
وعن الوضع في سورية، قال خامنئي: «إن كلامنا فيما يتعلق بهذه القضية هو الأكثر صلابة»، وأعرب عن إيمانه في أن «اجتماع بعض الدول مع بعضها لتقرير مصير نظام حكم ورئيس لدولة أخرى (أمر) لا معنى له»، معتبراً ذلك «بدعة خطرة لا يقبل بها أي نظام في العالم». وأوضح أن طريق حل الأزمة السورية هو «الانتخابات»، لكنه أضاف قائلاً: «ومن أجل تطبيق ذلك، يجب إيقاف الدعم العسكري والمالي للمعارضة، يجب إنهاء الحرب والاضطرابات في البداية لكي يتمكن الشعب السوري من انتخاب أي شخص يريده في أوضاع آمنة ومستقرة».
وأكد أن السعودية تتدخل عسكرياً باليمن بذريعة طلب الرئيس اليمني الفار عبد ربه منصور هادي، ولا تستجيب لطلب الرئيس بشار الأسد بوقف دعم المسلحين.
في غضون ذلك كشف مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون الإفريقية والعربية حسين أمير عبد اللهيان عن فصول جديدة مما جرى في اجتماع فيينا، والنجاح الإيراني في فرض أجندة للاجتماع تتوافق مع حقوق الشعب السوري.
وأكد عبد اللهيان في حديث مع إحدى القنوات الإيرانية، نقل موقع «العالم» مقتطفات منه، «ألا وجود لأي صفقة بشأن المستقبل السياسي لسورية» تم الاتفاق عليها خلال اجتماع فيينا، مبيناً أن بلاده شددت على مواقفها الثابتة والصريحة خلال الاجتماع، ولم تسمح باتخاذ أي قرار نيابة عن الشعب السوري. وأوضح أن مشاركة بلاده في الاجتماع أدت إلى أن «يحظى بالاهتمام ما كنا نسعى إليه في إطار إستراتيجيتنا خلال الأعوام الخمسة الماضية، وأن نصل عبر حوارات ومداولات صعبة استمرت 7 ساعات إلى حصيلة تم في ضوئها إدراج قضايا مهمة في البيان الختامي».
وأكد أن الوفد الإيراني لم «يقدم في الاجتماع أي تنازل ولم يساوم حول مستقبل سورية السياسي، بل أعلن عن مواقف إيران الصريحة والواضحة بصوت عال. وأضاف قائلاً: «في ظل الاستدلال والمنطق، تراجع المشروع الأميركي المقترح، الذي كان من المقرر وضعه على الطاولة، أمام أفكار إيران السياسية في إطار القانون الدولي والدفاع عن الشعب السوري». واستطرد قائلاً: «لا يمكن لأي دولة سواء تركيا أو أميركا أو السعودية أو حتى إيران أن تبدي وجهة نظرها حول حق الشعب السوري».
وأشار إلى أن العراق ولبنان وعمان وروسيا أدت دوراً مساعداً خلال اجتماع فيينا، على حين واجهت إيران التحديات. وبيّن أن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير دخل اجتماع فيينا «الصعب والمعقد»، من أجل إقرار جدول زمني قصير لتنحي الرئيس الأسد، ولم يسع أساساً من أجل مفاهيم كحق وإرادة الشعب السوري لتقرير مصيره وأدلى بتصريحات خاطئة. ولفت إلى أن الوفد الإيراني أراد عدم الدخول في مواجهة مع السعودية خلال اجتماع فيينا، وركز على طريق الحل السياسي للقضية السورية واستدرك: «إلا أن الجبير أدلى بتصريحات غير متزنة ولا أساس لها، وأبدى سلوكاً لا يليق بوزير خارجية دولة، ما حدا بالوزير ظريف للرد عليه بحدة».
من جهة أخرى حذر عبد اللهيان، وفقاً لموقع «العالم»، وزير الخارجية السعودي من نفاد صبر إيران حيال تصرفات بلاده في المنطقة، مشدداً على ضرورة أن تتوقف السعودية عن تقديم الدعم العلني والسري للإرهابيين في العراق وسورية واليمن، والمنطقة عموماً، مشيراً إلى أن الرياض حولت الدول الصغيرة كالبحرين إلى إلعوبة لتنفيذ سياساتِها الخاطئة ويجب أن تضع حداً لهذه الممارسات.
في الغضون أكد المتحدث باسم هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية العميد مسعود جزائري أن ما يجري حالياً في سورية وباقي دول المنطقة يتم بمخطط أميركي لتشكيل ما يسمى «الشرق الأوسط الكبير».
وجدد جزائري في تصريح له أمس، نقلته وكالة «سانا» للأنباء، تأكيد استمرار بلاده بدعم قوى المقاومة في المنطقة لمواجهة هذه المخططات، لافتاً إلى أن بلاده تعمل وتقدم إمكاناتها لمنع تمرير السياسات والمشاريع الأميركية التي تستهدف المنطقة.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن