الزامل لـ«الوطن»: لكسر الجمود في العلاقات السورية العربية.. طعمة لـ«الوطن»: ركزت على مجالات نقل الغاز والكهرباء … سورية والأردن تدشنان مرحلة جديدة في تاريخ العلاقات الثنائية
| الوطن
بما يمكن اعتباره تدشيناً لمرحلة جديدة في تاريخ العلاقات الثنائية بين البلدين، وفي خطوة هي الأولى من نوعها منذ نحو عشر سنوات، بدأ وزيرا الكهرباء غسان الزامل والنفط والثروة المعدنية بسام طعمة، أمس في العاصمة الأردنية عمان، زيارة عمل تستمر ليومين، لبحث إمكانية إعادة وصل كل من شبكة الربط الكهربائي العربي وخط الغاز العربي إلى سورية من مصر وعبر الأردن.
طعمة والزامل بحثا، خلال جلستين صباحية ومسائية، مع وزيرة الطاقة والثروة المعدنية الأردنية هالة زواتي، مجالات التعاون في قطاعي النفط والكهرباء وسبل تعزيزها بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الشقيقين.
وفي تصريح هاتفي خاص لـ«الوطن» من عمان أكد الزامل أن الزيارة تمت تلبية لدعوة تلقاها من الوزيرة زواتي، وهي بالدرجة الأولى تهدف إلى كسر الجمود في العلاقات السورية- العربية عموما ومع الأردن خصوصاً، ونحن لبينا الدعوة بشكل أساسي لهذا الغرض تحديداً حتى لو لم نتمكن من تحقيق أي شيء ملموس على أرض الواقع، ولكننا متفائلون.
وقال الزامل: استعرضنا خلال الاجتماعين اللذين حضرهما مسؤولون في قطاع الطاقة من البلدين، وضع شبكة الربط الكهربائي بين سورية والأردن ووضع البنية التحتية لخط الغاز العربي الواصل بين البلدين وناقشنا سبل تعزيز التعاون في مجال الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة.
وأضاف: في جلسة المحادثات المسائية جرى التركيز على ملف الطاقة المتجددة واطّلعنا على التجربة الأردنية في هذا المجال، وبحثنا سبل التعاون واستقدام بعض المستثمرين الأردنيين في مجال الطاقة المتجددة إلى سورية.
وكشف الزامل أن جدول أعمال زيارة الوفد السوري إلى عمان يتضمن اليوم استكمال المحادثات مع الوزيرة زواتي، إضافة لاجتماع مع رجال أعمال ومستثمرين أردنيين في مجال الطاقة المتجددة، مشيراً إلى وجود تحسس كبير من قانون قيصر ولكننا قدمنا من جانبنا لهم بعض الحوافز التشجيعية، ومتفائلون بلقاءاتنا.
ووصف الزامل الاستقبال الأردني الرسمي للوفد السوري بالجيد جداً من نقطة الحدود، وقال: كانت لقاءاتنا مفيدة ولمسنا خلالها تعاًونا كبيراً وعبروا عن رغباتهم في إطلاق التعاون الثنائي في جميع المجالات، والمعوق الأساسي بالنسبة لهم هو قانون قيصر، وهناك محادثات للالتفاف على هذه العقوبات الأحادية المفروضة على سورية، وسنواصل بحث هذه المواضيع خلال زيارة الوزيرة الأردنية إلى دمشق، حيث وجّهنا لها الدعوة ووعدتنا بتلبيتها.
وفيما يتعلق بإعادة ربط سورية بخط الغاز العربي وبشبكة الربط الكهربائية العربية أوضح ان المحادثات ستتواصل في هذا المجال لكن الخطوط غير جاهزة حالياً من الجانب السوري وتحتاج إلى وقت وإلى تكاليف مالية كبيرة، وليست هناك من مشاكل إلا اللوجستية المتعلقة بإعادة تأهيل هذه الخطوط المتضررة بشكل كبير.
وبيّن أن الجانب الأردني أبدى استعداده لإعادة تزويد سورية بالكهرباء وبدا متشجعاً كثيراً لوجود فائض طاقة كهربائية لديه، أما فيما يتعلق بتأمين الغاز الطبيعي فسيكون من مصر عبر الخط العربي، وهذه المهمة ستتولاها وزارة الطاقة الأردنية.
وفي تصريح هاتفي آخر لـ«الوطن» قال وزير النفط والثروة المعدنية بسام طعمة إن الموضوع الأساسي الذي تمت مناقشته هو التعاون بين البلدين في مجالات نقل الغاز عبر الأردن وسورية ونقل الكهرباء، وتابع: تمت الاستفاضة في تحليل الواقع الفني ومدى الجاهزية لخطوط الكهرباء والغاز، مع التركيز على مبدأ إعادة تأهيل خط الغاز العربي ليصبح جاهزاً، وخصوصاً أن الجانب العراقي كان قد طلب في مرحلة سابقة بيان إمكانية نقل الغاز المصري عبر الأردن وسورية إلى العراق.
وكالة الأنباء الأردنية «بترا»، نقلت عن الوزيرة زواتي أهمية تفعيل التعاون بين البلدين في مجال الطاقة انطلاقاً من روح العلاقة الأخوية بينهما وفي إطار سياسة تضع بالاعتبار التكامل الاقتصادي الذي يخدم مصالح البلدين.