من محاربة الوباء والتقليل من الفقر إلى الدفع بالإصلاحات … النظام الحزبي الصيني يقدم مساهماته الخاصة في الحضارة السياسية العالمية
| وكالات
أصدرت الصين يوم الجمعة الفائت، كتاباً أبيض بعنوان «النظام الحزبي السياسي الصيني: تعاون وتشاور»، يستعرض بشكل شامل تطور النظام الحزبي السياسي الفريد في البلاد، ويوضح الخصائص المميزة للنظام ونقاط قوته.
هذا النظام وحسب وكالة «شينخوا»، يوفر إلهاماً أساسياً واحداً، وهو أن النظام الحزبي السياسي في بلد ما، ينبغي تحديده من خلال تقاليده التاريخية والظروف الوطنية الحالية.
النظام الصيني، الذي يدمج نظرية الأحزاب السياسية الماركسية مع واقع البلاد، يمكن أن يعود بجذوره إلى التراث الثقافي الصيني والثورة الديمقراطية منذ العصر الحديث، حيث أظهر تطور النظام الحزبي على مدى العقود السبعة الماضية وأكثر، للعالم مزاياه الفريدة وحيويته القوية، وظل يلعب دوراً لا غنى عنه في تعزيز حوكمة أفضل وأكثر فاعلية للبلاد.
استلهام رئيسي آخر وهو أنه عندما تتمتع الأحزاب السياسية المختلفة في بلد ما، بنموذج علاقة يتميز بالتعاون والوحدة والانسجام، فإنها يمكن أن تخدم بشكل أفضل، المصالح الأساسية للأغلبية العظمى من أبناء شعبها، ففي هذا النظام، يمارس الحزب الشيوعي الصيني سلطة الدولة، وتشارك الأحزاب الثمانية الأخرى مشاركة كاملة في إدارة شؤون الدولة تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني، وتقوم بالتعاون على أساس مبادئ التعايش طويل الأمد، والرقابة المتبادلة، والصدق، وتشاطر السراء والضراء، ولذلك فإن عمل هذا النظام يعكس الأهداف المشتركة للجميع، ويعزّز اتخاذ القرارات السليمة والتنفيذ الصحيح، ويضمن حوكمة فعالة للدولة.
من محاربة الوباء إلى تقليل الفقر، ومن معالجة الفساد إلى دفع الإصلاحات الصارمة والتنمية الإيكولوجية، ويلعب النظام دوراً لا غنى عنه، حيث أظهر تقرير أعدته جامعة هارفارد العام الماضي، بناء على استطلاع أجرته على مدى 13 عاماً في الصين، أن الرضا العام للشعب الصيني عن الحكومة المركزية، تجاوز 93 بالمئة، ووجدت العديد من الاستطلاعات المماثلة أيضاً معدلات تأييد عالية للحكومة الصينية.
الصين وفي كتابها الأبيض أوضحت أنها ستتعلم، كما هو الحال دوماً، من التجارب الإيجابية للدول الأخرى، لكنها لن تقلّد بشكل ميكانيكي أنظمة أحزاب سياسية أخرى، أو تفرض نظامها الخاص على أي بلد آخر، وهي تحترم حق البلدان الأخرى في اختيار نظام حزبي سياسي يتماشى بشكل أفضل مع واقعها، وعلى أساس المساواة والاحترام المتبادل، فالصين مستعدة لتعزيز التعاون والتعلم المتبادل مع البلدان الأخرى، وتعزيز الديمقراطية على الساحة الدولية، بما يحقق في النهاية بناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية.