رياضة

بعد الدعم الكبير من المكتب التنفيذي … هل ينجح اتحاد السلة في بناء منتخب للمستقبل؟

| مهند الحسني

يبدو أن بلوغ منتخبنا الوطني بكرة السلة للرجال نهائيات آسيا التي ستقام في العاصمة الأندونيسية جاكرتا شهر آب المقبل لم يصل بنا إلى نهاية المطاف، ولم نبلغ منتهى الطموح، ولن يعرج بنا إلى مصاف التطلعات لأننا كعشاق للسلة السورية لم يعد يكفينا هذا الإنجاز وبدأ يشطح بنا الخيال إلى نتائج أفضل وأقوى للسلة السورية في النهائيات الآسيوية.

دعم كبير

ما جعلنا نتحدث بهذه اللغة الممزوجة بتفاؤل كبير هو تصميم القيادة الرياضية على جعل مشاركتنا القادمة بالنهائيات استثنائية بنتائجها ومستواها وحضورها، ولهذا حشدت كل الإمكانات وأكدت دعمها المطلق لتحضيرات المنتخب القادمة، لذلك بات لدينا ما يحفزنا لفعل شيء جديد أو تحقيق نتيجة مشرقة من شأنها أن تضيف بعض المتممات أو الرتوش، أو تضمن استمرارية نشوة النتائج الإيجابية على أقل تقدير، فلم يجد رئيس الاتحاد الرياضي فراس معلا غضاضة في التغني بما حققه المنتخب والتأسيس عليه لمرحلة مستقبلية قادمة في ظل الصعوبات والمنغصات التي اعترضته خلال مباريات النافذة الأخيرة، بما يوحي أن شيئاً من هفوات التحضير سيتم سدها وأن ما عانى منه المنتخب قبل المشاركة الأخيرة سيكون له حلول قريبة وعاجلة، وبالتالي فعلى هذا المنتخب أن يتابع مشواره الآسيوي بما أتيح له من مقومات ودعم ومتابعة دون أي زيادة أو نقصان. ‏

مدرب قادم

الأخبار الواردة إلينا تؤكد أن إدارة المنتخب صرفت النظر عن تعاقدها مجدداً مع المدرب الروسي ميخائيل الذي قاد المنتخب في النافذة الثالثة، وربما سيأتي التعاقد معه لقيادة أحد منتخبي الشباب أو الناشئين في المرحلة المقبلة، وتتجه النية لإعادة فتح قناة اتصال مع المدرب الأميركي جوزيف ساليرنو الذي قاد المنتخب في النافذة الثانية وحقق فوزاً غالياً على المنتخب الإيراني، ويأتي هذا الانفراج في إعادته بعد حصوله على الأوراق الرسمية الكاملة الخاصة بإقامته بكندا وبأنه بات جاهزاً لتلبية الدعوة في حال وجهت له.

فابيان مجدداً

بعد تعذر إدارة المنتخب في ضم اللاعب السوري الأصل فابيان السعدي لصفوف المنتخب بصفة لاعب وطني نتيجة سلسلة من المنغصات، تسعى إدارة المنتخب لضمه مجدداً في النهائيات الآسيوية بعد أن استكملت جميع أوراقه الثبوتية الخاصة وباتت في انتظار القرار الرسمي لضمه للمنتخب، وهو من اللاعبين المتميزين الذين سيعول عليهم مدرب المنتخب إلى جانب اللاعب السوري كميل جنبلاط واللاعب المجنس الذي سيتم اختياره بهدوء وترو على أن يكون من طراز السوبر ستار، وهناك العديد من اللاعبين الوطنيين المغتربين على طاولة اتحاد السلة وهو بصدد انتقاء الأفضل ليتم العمل على استكمال أوراقه بشكل رسمي بعيداً عن أي منغصات.

تساؤل

هذا الدعم اللامحدود الذي توليه القيادة الرياضية لكرة السلة يضع القائمين عليها تحت مسؤولية كبيرة وضغط جماهيري عال، خاصة بعدما استعادت الجماهير ثقافة الفوز وباتت تطلعاتها أكبر وأحلامها أقوى في رؤية منتخبنا بالنهائيات العالمية، وهذا أمر صعب لكنه ليس مستحيلاً في ظل العطاء السخي، لكن ثمة ما يدعو إلى التساؤل حول ماهية الأهداف التي سنبتكرها بعد مشاركتنا في النهائيات، وهل لدى اتحاد السلة قائمة أهداف مرحلية وبنك للأهداف الإستراتيجية للمنتخب ما بعد النهائيات خاصة أن معدل أعماره يتجاوز 31سنة، أم إن هناك خلطاً وتداخلاً في كل شيء، بعيداً عن الارتجالية في القرار، ولماذا لا يكون هناك منتخب بمثابة بداية مشروع نهضوي سلوي نؤسس عليه للمستقبل لا مجرد إشراقة لا تلبث أن تخبو، أو شذرة مصيرها المحتوم الاضمحلال؟ فإن لم تكن نقطة الانطلاق في بناء منتخب للمستقبل من الفئة العمرية الصغيرة ووضع خطة إعداد تمتد لثلاث سنوات على أقل تقدير ووضع أهداف واضحة، فهل يصح الادعاء أننا نخطط للمستقبل ونعمل من أجله؟! ألا تقتصر جهودنا على إنجاز آني أو طفرة لحظية، وهل سيبقى المنتخب الأول الذي نتمنى العمل على بنائه هاجساً يؤرق القائمين على سلتنا، دون أن يحشدوا له كل الطاقات والإمكانات مكتفين بالتغني على أطلال التأهل الأخير للنهائيات الآسيوية وهو السابع لسلتنا الوطنية في تاريخها؟

خلاصة

لسنا في وارد أن نكون مدّاحين للقيادة الرياضية، لكن الشيء بالشيء يذكر، فهي أكدت وعلى لسان رئيسها فراس معلا أن الدعم سيستمر وبطريقة أكبر للمنتخب في النهائيات الآسيوية، فكل الشكر للقيادة الرياضية التي نجحت في تحويل أحلامنا إلى واقع عبر التحضير المثالي والجيد، لتؤكد بالدليل القاطع أن الرياضة وإنجازاتها لن تتحقق إلا بالدعم المادي الوفير والتخطيط السليم والمتابعة الدؤوبة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن