سورية

الاحتلال التركي يواصل تسخين «خفض التصعيد».. والجيش يرد ويودي بحياة العديد من الإرهابيين

| حلب - خالد زنكلو - حماة - محمد أحمد خبازي

واصلت الميليشيات المدعومة من الاحتلال التركي، بأوامر مباشرة منه، خروقاتها لوقف إطلاق النار، الذي نص عليه «اتفاق موسكو»، في منطقة «خفض التصعيد» بإدلب والأرياف المجاورة لها، في مسعى لقلب الحقائق واستدرار عطف الداعمين الدوليين له وقبيل حلول موعد «استحقاقات» مهمة على صلة بالملف السوري.
وعلى غرار التصعيد الذي مارسه الاحتلال التركي في «خفض التصعيد» قبيل اللقاءين الثنائيين اللذين جمعا رأس النظام التركي رجب طيب أردوغان بالرئيس الأميركي جو بايدن والأخير مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في 14 و16 الشهر الجاري على التوالي، تابع النظام التركي نهجه العدواني ذاته عبر ميليشياته وتنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي بتسخين المنطقة واتهام الجيش العربي السوري وقوات الجو الروسية بالتصعيد، وعينه على الاجتماعات و«الاستحقاقات» المرتقبة لتمرير قرارات تخدم أهدافه.
وخلال الأيام الثلاثة الماضية، استهدفت ميليشيا «الفتح المبين»، التي تقودها «النصرة» وما تسمى «الجبهة الوطنية للتحرير» وتشرف على العمليات في إدلب، نقاط ارتكاز الجيش العربي السوري على طول خطوط التماس من جبل الأكراد ومدينة سلمى بريف اللاذقية الشمالي مروراً إلى سهل الغاب بريف حماة الشمالي الغربي وجنوب جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي ووصولاً إلى مدينة سراقب بريف إدلب الشرقي وحتى ريف حلب الغربي من دون استثناء جبهات ريف حلب الشمالي جنوبي عفرين وريف حلب الشمالي الشرقي في محيط منبج والباب، حسب قول مصدر ميداني لـ«الوطن».
وذكر المصدر أن الميليشيات الممولة من النظام التركي، ركزت قصفها أمس على مواقع الجيش العربي السوري في مدينة كفرنبل بريف إدلب الجنوبي ومحيطها وفي سهل الغاب، ما دفع الجيش للرد على مصادر النيران في البارة وبينين وفليفل والفطيرة وكفر عويد وتحقيق إصابات مباشرة أودت بحياة العديد من الإرهابيين وجرحت العشرات منهم، إضافة إلى تدمير عتاد عسكري لهم، وذلك بعد استهدف الجيش في اليوم السابق مواقع الإرهابيين في محيط بلدتي الزيارة والعنكاوي بسهل الغاب ومحور كبانة شمال شرق اللاذقية رداً على خروقاتها المتكررة.
وأكد خبراء عسكريون لـ«الوطن»، أن ممارسات واستفزازات النظام التركي في «خفض التصعيد» مكشوفة ولا تخفى على أي متابع للوضع الميداني في المنطقة، «فمع أي استحقاق خاص بالملف السوري على الصعيد الدولي، تسعى أنقرة إلى استخدام ورقة التصعيد العسكري مبدية قلقها من موجات نزوح جديدة للسكان والعزف على وتر النواحي الإنسانية والإغاثية، وتتوعد الدول الأوروبية بفتح باب الهجرة غير الشرعية باتجاه حدودها، وهو ما فعلته مؤخراً نحو قبرص التي طلبت من «وكالة حماية الحدود»، التابعة للاتحاد الأوروبي، التدخل لمنع تدفق المهاجرين القادمين من تركيا بعدما أدان قادة دول الاتحاد الأوروبي خلال اجتماعهم يوم الجمعة الفائت في بروكسل ببلجيكا استخدام اللاجئين أداة للمساومة من تركيا لكنهم وعدوا بدراسة دعمها بمبلغ 3.5 مليارات لمواصلة «استضافتها» اللاجئين السوريين حتى عام 2024، حيث يذهب جزء كبير من هذا المبلغ إلى جيوب رموز النظام التركي.
وبيّن الخبراء أن من دلالات التصعيد التركي الأخير، توجيه رسائل للدول الغربية والولايات المتحدة وبمكاسب سياسية وميدانية تحت عنوان «الملف الإنساني»، إذ تتجه الأنظار اليوم الإثنين إلى مؤتمر روما الوزاري الموسع الخاص بسورية والأربعاء القادم إلى بنود اجتماع وزراء خارجية دول ما يسمى «التحالف الدولي» لمكافحة الإرهاب في روما أيضاً الأربعاء المقبل وبيانها الختامي، فيما يخص إدخال المساعدات الإنسانية «العابرة للحدود» من تركيا إلى مناطق هيمنة «النصرة» من خلال معبر «باب الهوى»، الذي تديره «النصرة»، في ظل تلويح روسيا باستخدام «فيتو» يحول دون ذلك وإصرارها على إدخال المساعدات عبر «الممرات الإنسانية» التي أنشأتها الدولة السورية مع «خفض التصعيد».
وأضاف الخبراء: ينتهز النظام التركي الفرصة قبيل انعقاد أي جولة من مسار «أستانا» لتصعيد الأعمال العسكرية في «خفض التصعيد»، لتبرير استمرار وقف إطلاق النار، الذي تعمد ميليشياته إلى خرقه باستمرار، وهو ما يفعله راهناً قبل الجولة المقبلة الـ 16 من المسار المقرر بين 6 و8 الشهر القادم.
وأما في البادية الشرقية، فقد بيَّنَ مصدر ميداني لـ«الوطن» أن الطيران الحربي السوري والروسي شن صباح أمس غارات مكثفة على مواقع لتنظيم داعش الإرهابي بعمق البادية الشرقية.
وبيَّنَ، أن الطيران الحربي مسح مثلث حماة- حلب- الرقة وبادية دير الزور بعدة طلعات، واستهدف مواقع للدواعش بعمق البادية كانوا يتخذونها مخابئ لهم بعد زرع عبوات ناسفة أو ألغام مضادة للدروع في بعض المحاور، التي تعبرها آليات عسكرية للجيش والقوات الرديفة.
وأوضح أن الغارات من شأنها إضعاف قدرة الدواعش على الاعتداء والاختباء بعمق البادية، ولفت إلى أن الجيش يتابع بمساندة القوات الرديفة، عمليات تمشيط البادية ما بين تدمر ودير الزور، وفي القطاعات الشرقية من بادية حماة والرقة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن