سورية

إدانات سورية عراقية روسية إيرانية للعدوان الأميركي.. والمقاومة العراقية تتوعد برد قاسٍ.. وروسيا تدعو لمناقشته في مجلس الأمن … دمشق: يثبت تهوّر سياسات واشنطن وضرورة سحب قواتها المعتدية.. وبغداد: انتهاك للسيادة الوطنيّة وخروج عن المواثيقِ الدوليّة

| وكالات

أدانت دمشق وبغداد وموسكو وطهران، العدوان الأميركي على مناطق حدودية في سورية والعراق منتصف ليل أمس، في حين توعدت المقاومة العراقية الولايات المتحدة برد قاسٍ، في وقت دعت فيه روسيا إلى وجوب مناقشة العدوان في مجلس الأمن الدولي.
وقال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية والمغتربين: تدين الجمهورية العربية السورية العدوان الأميركي السافر على المنطقة الحدودية السورية العراقية وتعتبره انتهاكاً فاضحاً لحرمة الأراضي السورية والعراقية، حسبما ذكرت وكالة «سانا».
وأضاف المصدر: إن هذا العدوان الذي وجهت به أعلى القيادات الأميركية يثبت مرة أخرى تهور السياسات الأميركية وضرورة سحب قواتها المعتدية منها تلبية لرغبات شعوبها ومؤسساتها الدستورية.
وتابع: إن هذه الاعتداءات تزيد من حدة تفجر الأوضاع الدقيقة في المنطقة وتثبت ما قلناه مراراً وتكراراً في سورية بأن الوجود العسكري الأميركي في منطقتنا موجّه أساساً لخدمة الأهداف الإسرائيلية والقوى الانفصالية وبما يتعارض مع مصالح شعوبها.
وختم المصدر بالقول: تجدّد الجمهورية العربية السورية مطالبتها الإدارة الأميركية بضرورة احترام وحدة أرض وشعب سورية والعراق والتوقف فوراً عن ممارسة هذه الاعتداءات على استقلال البلدين.
من جهتها، أدانت وزارة الخارجية العراقية، العدوان، وأكد المتحدث باسم الوزارة أحمد الصحاف في بيان رفض الوزارة التام أن يكونَ العراقُ طرفاً في أي صراعٍ أو مواجهةٍ لتصفيةِ الحسابات على أراضيه وبما يُعَدُّ اعتداءً وانتهاكاً للسيادة الوطنيّة وخروجاً صريحاً عن الأعرافِ والمواثيقِ الدوليّة»، وذلك حسب موقع «السومرية نيوز» العراقي.
من جانبه، أكد الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية اللواء يحيى رسول أن العدوان يشكل انتهاكاً سافراً ومرفوضاً لسيادة البلاد، وبيّن في بيان أن العراق سيقوم بالتحقيقات والإجراءات والاتصالات اللازمة على مختلف المستويات لمنع حصول مثل هكذا انتهاكات.
وفي السياق، أكدت «هيئة الحشد الشعبي» العراقي في بيان احتفاظها بالحق القانوني للرد على هذه الاعتداءات ومحاسبة مرتكبيها على الأراضي العراقية، وفق قناة «الميادين».
وأوضح البيان، أن الاعتداء أسفر عن ارتقاء 4 شهداء كانوا يؤدون واجبهم الاعتيادي لمنع تسلل مسلحي تنظيم داعش الإرهابي من سورية إلى العراق ضمن الواجب الرسمي لقوات الحشد تحت قيادة العمليات المشتركة وغير منخرطين بأي نشاط ضد الوجود الأجنبي في العراق والذي سبق للهيئة أن أوضحت موقفها منه مراراً وتكراراً، في حين أكدت «سانا» استشهاد طفل وثلاثة مدنيين في الاعتداء الأميركي على المنطقة الحدودية مع العراق في أقصى ريف دير الزور الشرقي.
وأكد الحشد في البيان، أن نقاط الحشد التي تعرضت للعدوان لا تضم أي مخازن أو ما شابه خلافاً للادعاءات الأميركية التي سردتها من أجل تبرير جريمة استهداف مقاتلي الحشد.
من جانبها، أعلنت تنسيقية المقاومة العراقية في بيان، أنها لن تسكت على استمرار وجود قوات الاحتلال الأميركيّ المخالفة للدستور ولإرادة الشعب العراقيّ، حيث شدّد أمين عام كتائب سيد الشهداء العراقية، أبو آلاء الولائي، على أن «تنسيقية المقاومة أخذت على عاتقها الردّ على الانتهاكات الأميركية، وأن عملية الردّ ستكون قاسية».
دولياً، دعا رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الدوما الروسي ليونيد سلوتسكي إلى وجوب مناقشة العدوان الجوي الأميركي على نقاط الحدود السورية العراقية في مجلس الأمن الدولي، حسبما ذكرت وكالة «سانا».
ووصف سلوتسكي، إقدام واشنطن على هذا العدوان بأنه سلوك همجي وغير منطقي، وانتقد مشروع القرار الغربي لتمديد ما يسمى الممرات الإنسانية التي تستخدمها الولايات المتحدة بذريعة إرسال شحنات إنسانية إلى سورية، وقال: إن هذه المساعدات الأميركية غير مفهومة، حيث تقصف واشنطن بيد وترسل شحنات إنسانية بيد أخرى ما يدل على سلوك همجي وغير منطقي.
وشدّد على أن منصة مجلس الأمن الدولي كفيلة بحل كل القضايا الخلافية على طاولة المفاوضات وخاصة تلك المتصلة بالأرض السورية التي عانت وتعاني الكثير.
بدوره، أكد نائب رئيس لجنة الدفاع في مجلس الدوما يوري شفيتكين، أن العدوان يعد عملاً عدوانياً، وخرقاً لمبادئ وحدة واستقلال الدولتين سورية والعراق، ويعبّر عن تدخل مفضوح في الشؤون الداخلية لهما، مشدداً على أن العدوان تصرف غاشم يفتقد لأي شرعية.
على خط موازٍ، أكدت وزارة الخارجية الإيرانية، أن العدوان جزء من الغطرسة الأميركية وهدفه تأجيج التوتر في المنطقة، ودعت الإدارة الأميركية الجديدة إلى تغيير سلوكها وتصحيح أخطائها وأن توقف تدخلاتها في المنطقة، وذلك حسب وكالة «سانا».
في المقابل، زعم وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، أن بلاده اتخذت ما سماه «إجراء ضرورياً ومناسباً ومدروساً بالضربات الجوية في سورية والعراق»، وادعى أن الهدف منها هو «الحد من احتمالات التصعيد، حسب الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم»، في حين كشف المتحدث باسم «البنتاغون» جون كيربي في بيان أن «الضربات الجوية» نفّذت بتوجيه من الرئيس جو بايدن، زاعماً أنها استهدفت منشآت تشغيلية وتخزين أسلحة في موقعين في سورية وموقع واحد في العراق.
كما زعمت «البنتاغون»، أن المنشآت التي تم استهدافها استخدمت من قبل كتائب حزب اللـه وكتائب سيّد الشهداء.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن