سورية

دعوا لوقف إطلاق النار وتوسيع آلية الأمم المتحدة للمساعدات عبر الحدود! … الولايات المتحدة تمرّر أجندتها في «مؤتمر روما»

| وكالات

كرّر المشاركون فيما يسمى «المؤتمر الوزاري الموسع الخاص بسورية»، الذي انعقد أمس في العاصمة الإيطالية روما على هامش اجتماع «التحالف الدولي» الذي تقوده أميركا بذريعة محاربة تنظيم داعش الإرهابي، الأجندات التي تطالب بها الولايات المتحدة.
وترأس المؤتمر وزير خارجية الولايات المتحدة أنتوني بلينكن وشارك فيه 15 من نظرائه في مجموعة السبع الكبرى (كندا، فرنسا، ألمانيا، إيطاليا، اليابان، بريطانيا، الولايات المتحدة)، والمجموعة المصغرة (الولايات المتحدة، فرنسا، بريطانيا، ألمانيا، مصر، السعودية، الأردن)، وتركيا وقطر والاتحاد الأوروبي، والمبعوث الأممي الخاص إلى سورية غير بيدرسون، إضافة إلى إيرلندا والنرويج المسؤولتين عن الملف الإنساني في مجلس الأمن،
وأشار المجتمعون في بيانهم الختامي المشترك لما سموه الأهمية الحاسمة لتلبية الاحتياجات الإنسانية، بما ‏في ذلك المساعدة المنقذة للحياة والاستجابة لـ«كوفيد 19» لجميع السوريين المحتاجين من خلال ‏جميع الطرق، وتوفير وتوسيع آلية الأمم المتحدة لإرسال المساعدات الإنسانية عبر الحدود من دون موافقة الحكومة السورية الشرعية بحجة أنه «لا يوجد ‏بديل مناسب لها»، من دون الإشارة إلى الإجراءات القسرية التي تفرضها الولايات المتحدة على سورية والتي تمنع السوريين من الحصول على الحد الأدنى من مقومات العيش والدواء.
مجتمعو روما أشاروا أيضاً، حسب وكالة «رويترز»، إلى «أهمية استمرار الدعم للاجئين السوريين والدول المضيفة حتى يتمكن السوريون ‏من العودة طواعية إلى ديارهم بأمان وكرامة بما يتماشى مع معايير المفوضية، مرحبين بالإحاطة التي ‏قدمها بيدرسون، مؤكدين مجدداً الدعم القوي للجهود التي ‏تقودها الأمم المتحدة لتنفيذ جميع جوانب قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، بما في ذلك الدعم ‏المستمر لوقف إطلاق النار الفوري على مستوى الدولة، وإيصال المساعدات من دون عوائق وبشكل ‏آمن، والقانون الدستوري، وكذلك مكافحة الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره». ‏
ولم ينس بيان روما التأكيد على وحدة سورية وسلامة أراضيها، من دون ذكر الدور الذي يقوم به الاحتلالان الأميركي والتركي في زعزعة الاستقرار واحتلال أجزاء من الأراضي السورية، ودعم العصابات الإرهابية التي تستهدف الآمنين، حيث أعادوا التذكير بالتزامهم بمواصلة العمل بنشاط للوصول ‏إلى حل سياسي موثوق به ومستدام وشامل استناداً إلى القرار 2254، والذي تنتهكه الولايات المتحدة عبر احتلالها للأراضي السورية والعدوان عليها.
الولايات المتحدة التي استثمرت المؤتمر بما يكفي قبيل جلسة مجلس الأمن المرتقبة بخصوص التمديد لآلية العمل بوصول المساعدات الإنسانية عبر الحدود من دون موافقة الحكومة السورية الشرعية، تعهدت رسمياً وفق تصريح لوزير خارجيتها بتقديم مبلغ 436 مليار دولار أميركي كمساعدات للمدنيين السوريين المتضررين والمساهمة بفاعلية فيما سمته حل الأزمة الإنسانية في سورية!
وفيما بدا أن الإصرار الأميركي على دعوة الجامعة العربية بمثابة محاولة أميركية للمقايضة والمساومة بين تمرير قرار إدخال المساعدات عبر الحدود والتطبيع العربي مع دمشق، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط: إن الجامعة ترفض تقسيم سورية عملياً إلى مناطق نفوذ بين قواتٍ وجيوش أجنبية توجد على أراضيها، محذراً من أن تجميد ما سماه «الصراع» في سورية وخفض حدة العنف لا ينفي حقيقة ما يواجهه السوريون من تدهور متسارع في كافة ظروف الحياة، بحيث صار 11 مليوناً بحاجة إلى مساعدات غذائية.
وشدّد أبو الغيط على أن الحل السياسي يبقى السبيل الوحيد لمعالجة جذور الأزمة السورية، بدلاً من معالجة مظاهرها أو تسكين أعراضها، معرباً عن خيبة الأمل حيال غياب أي تقدم على المسار السياسي لتسوية الأزمة حتى الآن.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن