الأولى

على غرار سيناريو «M5» ولفتح الطريق أمام «عاصمة النصرة» … إرهابيو جبل الزاوية بإدلب يخشون تضحية النظام التركي بهم

| حلب- خالد زنكلو

يضع إرهابيو جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي يدهم اليمنى على الزناد واليسرى على قلوبهم خشية تضحية النظام التركي بهم وتركهم فريسة أمام عمل عسكري محتمل للجيش العربي السوري في المنطقة الإستراتيجية التي تعد خط دفاع متقدم أمام طريق عام حلب- اللاذقية أو ما يعرف بطريق «M4»، وذلك على غرار سيناريو طريق «M5» الذي يصل حماة بحلب والذي سيطر عليه الجيش العربي السوري مطلع العام ٢٠٢٠.
وكشفت مصادر معارضة مقربة من «الجبهة الوطنية للتحرير»، أكبر تكتل عسكري شكّلته تركيا من اتحاد ١١ ميليشيا في إدلب لـ«الوطن»، بأن إرهابيي جبل الزاوية يدركون جيداً أنهم كبش فداء لا بد من التضحية بهم عندما يحين موعد تقديم القرابين، فالنظام التركي مخادع ولا يهمه سوى مصالحه وأجندته الاستعمارية التي لا تقيم ودّاً مع أقرب الحلفاء إليه، وسبق أن تخلى عن ميليشياته في مناطق أكثر أهمية بريف حماة الشمالي وريفي حلب الجنوبي والغربي.
وبيّنت المصادر أن هؤلاء الإرهابيين مقتنعين أن النظام التركي حنث بوعوده مراراً أمام الضامن الروسي لـ«اتفاق موسكو»، الذي ينص على وضع «M4» في الخدمة أمام حركة السير والترانزيت، منذ سريان مفعوله في ٥ آذار ٢٠٢٠ وأن خطوط التماس الثابتة منذ هذا التاريخ لا بد أنها ستتحرك أمام حركة مجنزرات الجيش السوري الذي سيعيد الطريق السريع لعهدة الدولة السورية الشرعية.
وأوضحت أن الإرهابيين يعوّلون في قرارة أنفسهم على أن التصعيد الذي يمارسونه راهناً في آخر منطقة لـ«خفض التصعيد» بإدلب ضد الجيش السوري تحكمه مآرب جلية وواضحة من مشغلهم التركي بسبب «استحقاقات» دولية يعمل على انتهازها لرفع سقف مفاوضاته، وهي ستنتهي وتودي بمستقبلهم إلى المجهول.
ويوم أمس كان الأعنف بحجم عدد الخروقات لاتفاق وقف إطلاق النار مع حلول بعض «الاستحقاقات» ودنو موعد بعضها الآخر، والتي لن تقدم أو تؤخر في تصميم وإرادة الجيش العربي السوري في المضي قدماً نحو تحرير المنطقة من الإرهابيين، وبتكتيك القضم التدريجي الذي يتقنه جيداً.
وأوضحت أن موعد قضم جبل الزاوية قد اقترب للوصول إلى مدينة أريحا وجبل الأربعين، على طريق حلب- اللاذقية، والذي يفتح الطريق باتجاه مدينة إدلب المركز الإداري للمحافظة وعاصمة «جبهة النصرة» الإرهابية، ويمهد لتقدم الجيش العربي السوري على الطريق الدولي نحو مدينة جسر الشغور مدخل بوابة اللاذقية، حيث آلاف الإيغور الذين استوطنوا مع عائلاتهم المنطقة بدعم من النظام التركي.
وأكدت أن نقاط المراقبة لجيش الاحتلال التركي في جبل الزاوية، والتي وصل عددها إلى ١٦ نقطة غير شرعية، لن تحمي ظهر إرهابييه، بدليل وقوف النقاط التركية الـ١٢، التي حاصرها الجيش السوري في المناطق التي حررها خلال عمليته العسكرية مطلع العام الماضي وأرغمها على الانسحاب، عاجزة عن وقف تقدمه.
ولذلك، لم يعد إرهابيو جبل الزاوية يأبهون لما يقوله ضباط ارتباط نقاط المراقبة الأتراك في منطقتهم بأنهم جاؤوا لحمايتهم من تقدم الجيش العربي السوري في حال إطلاقه عملية عسكرية جديدة لتحرير الجبل الذي إذا سقط تسقط إدلب بالكامل، حسب قول المصادر.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن