الخبر الرئيسي

استقبل كبير مساعدي وزير الخارجية الإيراني ووفداً من المشاركين باجتماع المكتب الدائم لاتحاد المحامين العرب … الرئيس الأسد: من دون الهوية والانتماء تصبح فكرة القومية عبارة عن إيديولوجيا فارغة من أي مضامين

| الوطن

بحث الرئيس بشار الأسد الأوضاع في المنطقة وعدداً من المواضيع ذات الشأن السياسي، ولاسيما جدول أعمال اجتماعات مسار أستانا، خلال استقباله أمس كبير مساعدي وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية الخاصة علي أصغر خاجي والوفد المرافق.
اللقاء تناول العلاقات الإستراتيجية بين البلدين، وأهمية الدور الذي تقوم به اللجان المشتركة لتعزيز التعاون الثنائي في المجالات كافة، وخاصة على الصعيد الاقتصادي بما يحقق مصلحة البلدين والشعبين الصديقين، وجرى التأكيد على ضرورة استمرار الجهود السياسية التي تبذل على مسار «أستانا»، لتحقيق نتائج إيجابية لمصلحة سورية وشعبها، وأهمية متابعة لجنة مناقشة الدستور عملها من دون أي تدخلات خارجية.
وهنّأ الرئيس الأسد الجمهورية الإسلامية الإيرانية قيادة وشعباً بنجاح الانتخابات الرئاسية، معتبراً أن هذا النجاح يشكل ضربة جديدة لكل القوى التي تحاول المساس بأمن وسلامة إيران.
من جانبه أكد خاجي أن المشاركة الشعبية الواسعة التي شهدتها الانتخابات الرئاسية في سورية ما هي إلا رسالة واضحة على قوة إرادة شعبها، مجدداً حرص بلاده على لعب دور فعال في عملية إعادة الإعمار في سورية، والمساهمة في دعم اقتصادها في مختلف القطاعات، بما يخفف من أعباء الحصار الغربي الجائر على الشعب السوري.
وفي تصريح لـ«الوطن»، أشار مصدر دبلوماسي إيراني إلى التصريحات التي أدلى بها أصغر خاجي عقب لقائه الرئيس الأسد، حيث اعتبر خاجي أن زيارته لسورية تأتي هذه المرة مختلفة عن باقي الزيارات السابقة كونها تأتي بعد الانتخابات الرئاسية السورية التي أثبتت إرادة الشعب السوري في مقاومته وصموده ودعمه لحكومته وتصديها للإرهاب، وقال: «جئنا إلى سورية لنبارك للرئيس بشار الأسد بفوزه بالانتخابات الرئاسية».
ولفت أصغر خاجي، وفق المصدر إلى أن زيارته لسورية تأتي كما في السابق في إطار التنسيق بين البلدين لاسيما أن جولة «أستانا» الجديدة ستعقد بداية الشهر القادم، وهناك تنسيق لابد أن يحصل بخصوص الموقف من الحراك الذي تقوم به الأمم المتحدة بما يخص الدورة السادسة لاجتماعات لجنة مناقشة الدستور السوري، حيث جرى تنسيق المواقف المشتركة بين البلدين بما يخص هذه الملفات، وكذلك الوضع الميداني والسياسي، وتم الوصول إلى تصور مشترك يدعم الرؤية السورية في تحقيق الأمن والسلام في البلاد.
وأدان أصغر خاجي العدوان الأميركي على المنطقة الحدودية السورية العراقية، معتبراً حسب المصدر، أنه انتهاك سافر للقانون الدولي، حيث تم اختراق سيادة بلد مستقل وعضو بالأمم المتحدة، وأكد أن الولايات المتحدة تسعى لزعزعة الأمن والاستقرار في كل بلدان المنطقة، معلناً وقوف بلاده إلى جانب سورية في تصديها للإرهاب.
الرئيس بشار الأسد استقبل أمس وفداً يضم المشاركين في اجتماع المكتب الدائم لاتحاد المحامين العرب الذي عقد في دمشق. حيث أكد أهمية الدور الفكري الذي يجب أن يقوم به اتحاد المحامين العرب لتعزيز فكرة القومية العربية عبر فتح الحوارات لمواجهة التيارات التي تروّج لفقدان الانتماء والهوية، معتبراً أنه من دون الهوية والانتماء تصبح فكرة القومية عبارة عن إيديولوجيا فارغة من أي مضامين، لافتاً إلى أهمية اللغة العربية كعامل أساسي يوحّد الشعوب العربية ومنطلق لتعزيز الفكر القومي.
بدورهم بيّن أعضاء الوفد أن اتحاد المحامين العرب كان حريصاً على عقد اجتماعه في سورية، كونها الدولة التي انبثقت منها فكرة تأسيس الاتحاد، ولأنها تقف في الصف الأول في الدفاع عن القضايا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية، ومواجهة المخططات التي تستهدف المنطقة.
وأشاد أعضاء الوفد بصمود الشعب السوري خلال السنوات العشر الماضية في مواجهة الحصار والإرهاب العسكري والاقتصادي وإصراره على مواصلة الإنتاج وإعادة بناء كل ما دمره الإرهاب.
الأمين العام المساعد لاتحاد المحامين العرب ورئيس لجنة توحيد التشريعات عن لبنان معين غازي أكد في تصريح لـ«الوطن»، أن المحامين العرب تفاجؤوا بالتواضع الذي يتحلى به الرئيس بشار الأسد، مضيفاً: الرئيس الأسد قال لنا في الاجتماع «سوف نتخاطب كأصدقاء».
وأوضح غازي أن اللافت في الاجتماع الذي استمر لساعات كان موقف نقيبي المحامين المغربيين الذين قالوا للرئيس الأسد «يا سيادة الرئيس نحن نعتذر منك ومن الشعب السوري لأننا كنا مضللين واليوم بعد أن جلسنا معك سنكون سفراء لسورية في بلدنا».
ولفت غازي إلى أن الوفد عبّر عن سعادته عندما خرج من الاجتماع مع الرئيس الأسد لأنه وجد أنه حاضن الأمة العربية والرجل العربي الأول الذي مازال صامداً.

وأشار إلى أن الرئيس الأسد عبّر عن سعادته حينما علم أن الاتحاد ألغى الاتفاقية مع الاتحاد الدولي للمحامين بسبب عضوية إسرائيل فيه، وتعليق عضوية من أمضى على هذه الاتفاقية وأيّد التطبيع مع إسرائيل من دون الرجوع إلى الأمانة العامة للاتحاد لأن ذلك يخالف مبادئه، وأضاف: «الرئيس الأسد كان حريصاً على أن يطّلع على كل القرارات التي اتخذها الاتحاد في اجتماعه في دمشق، مشيداً بعمل الاتحاد لأنه دائماً في طليعة الوقوف إلى جانب الشعوب».
وبيّن أنه في الاجتماع تم الحديث عن وحدة سورية وتكسُّر المؤامرة عليها والتفاف الشعب السوري حول قائده فكانت المداخلات من معظم النقابات العربية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن