مؤلف «الكندوش» ومخرجه يتبادلان الاتهامات… فمن الجاني؟!
منذ عرض حلقاته الأولى في رمضان الماضي، ومسلسل «الكندوش» بجزئه الأول يتصدر المشهد عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة أنه حصد الانتقادات الأكثر والأوسع وأثار بعدها الكثير من الجدل بين أصحاب وصنّاع العمل.
هذا العمل جمع تحت سقفه نجوماً عدة، فأعاد ثنائية أيمن زيدان وسلاف فواخرجي إلى الواجهة بعد ست سنوات على ثنائيتهما الأولى في مسلسل «حرائر»، لكن شخصيتهما في «عزمي بيك» و«ياسمين» أسالت الكثير من الحبر بسبب المشاهد التي جمعتهما على باب وداخل منزل الأخيرة.
كما أعاد سامية الجزائري إلى الأضواء، واستقطب الكثير من النجوم كصباح الجزائري وفايز قزق وشكران مرتجى وكندا حنا ومحمد حداقي وأيمن رضا وآخرين، لكن ذلك لم يشفع له من تفادي مرمى الانتقادات.
ورغم أن المسلسل الشامي هو الأول من حيث قنوات العرض، إلا أنه لم يحقق النجاح المطلوب على الصعيد الجماهيري، الأمر الذي أسفر عن تقاذف الاتهامات بين أطراف عدة، لعل أهمها وأبرزها الصراع الإعلامي بين الكاتب حسام تحسين بيك والمخرج سمير حسين.
«الوطن» التقت الاثنين في حوارين نضع تفاصيلهما بين أيديكم:
الانتقادات التي وجهت للكندوش كانت مجيشة… وانتقادات حسام تحسين بيك مردودة عليه … سمير حسين لـ «الوطن»: لو تم تنفيذ الكندوش مثلما كان مكتوباً لكان كارثة عظمى
|هلا شكنتنا
سمير حسين مخرج سوري عرف بأسلوبه الإخراجي الجميل ونقله للصورة بطريقة مختلفة بهدف إمتاع المشاهدين، وقد أخرج الكثير من الأعمال التي تلقت ردود أفعال إيجابية وحققت نجاحاً كبيراً منها مسلسل «وراء الشمس» و«فوضى» و«ورد أسود»، وآخرها مسلسل «الكندوش» الذي انقسمت آراء الجمهور حوله.
وفي حوار خاص مع «الوطن» أخبرنا المخرج سمير حسين بالآتي:
في البداية دعنا نتحدث عن الانتقادات التي وجهت لعمل «الكندوش» بشكل كبير وخاصة عبر مواقع التواصل الاجتماعي؟
صراحة هذه الانتقادات التي وجهت للعمل عبر مواقع التواصل الاجتماعي كانت تشبه مقولة «اكذب ثم اكذب ثم اكذب حتى يصدقك عدوك»، وهذا التجييش الذي حصل من قبل رواد هذه المواقع والذي يعتبر عالماً سفلياً وسافلاً، كان يحمل في داخله نوعاً من الانتقادات المقصودة وأبطالها هم زملاء فنانون وشركات منتجة لهم خصومات مع بعض صناع العمل، خاصة أن شركة «MB» رفعت سقف الأجور والإنتاج، وهذا الأمر لم ينل إعجاب بعض الشركات التي كانت مسيطرة على الساحة الفنية، وذلك خوفاً على مصالحهم ووجودهم على أرض الواقع، ولقد قلتها سابقاً إن الانتقاد الموجه لأي عمل هو حق طبيعي وبنّاء في بعض الأحيان، لكن الذي حصل مع «الكندوش» كان مجيشاً من الحلقة الأولى.
برأيك لو أن العمل كان من إنتاج شركة أخرى، فهل كان سيتعرض لكل هذه الانتقادات؟
برأيي لو أن عمل «الكندوش» تم إنتاجه من قبل شركة أخرى، وتم تنفيذه مثلما كان مكتوباً على الورق لكان أصبح كارثة عظمى لأن الورق كان أسوأ مما عرض، وكلامي نابع من ناحية قدرة الشركة على التعاقد والتعامل مع نجوم الدراما السورية وعلى رأسهم الممثل أيمن زيدان والممثلة سامية الجزائري وصباح الجزائري وسلاف فواخرجي.
لكن في الحقيقة العمل كان يوجد فيه نوع من بطء الأحداث وتكرارها، وخاصة بوجود شخصية «الحرامي» التي كانت من أسباب توجيه الانتقادات للعمل؟
دعيني أوضح شيئاً في شخصية «الحرامي» لم تظهر إلا في ثلاث حلقات أثناء العمل، وبالنهاية طبيعة هذه الشخصية تعتبر سلبية وحدث إشكال عليها في أولى حلقات العمل لكونها تمثل خطراً على الحارة لذلك ذكرت أكثر من مرة في بعض الحلقات، وأعيد وأكرر هذه الجملة «اكذب ثم اكذب ثم اكذب حتى يصدقك عدوك».
من جانب آخر قد وجّه لك الكاتب والممثل حسام تحسين بيك بعض الانتقادات ومنها بأنه لم يشاهد عالشاشة ما كتب على الورق، وذلك بسبب تدخلك بالنص، فما ردك؟
كلامه غير صحيح، لأنني وأغلب الممثلين منذ البداية قالوا: إن العمل سردي ويعاني من بعض المشكلات، كما يحتاج لتعديل وحذف بعض المشاهد المكررة، وخاصة أن العمل كان يتجاوز المئة حلقة بسبب تكرار الكلمات والمشاهد، وقد تم اختصاره لستين حلقة لكي يظهر بشكل جيد، إذاً بأي حق يتحدث الكاتب حسام تحسين بيك ويقول عني هذا الكلام؟! لذلك أقول له هذا الكلام مردود عليك.
تحدث أيضاً الكاتب بأنك قمت بتشويه صورة المرأة الدمشقية في أحد مشاهد شخصية «ياسمين» التي جسدتها الممثلة «سلاف فواخرجي»، فهل هذا الأمر صحيح؟
المشهد الذي تحدث عنه البعض كان مكتوباً بالشكل الذي عرض به، وذلك منها خلال رفع شخصية «ياسمين» الغطاء عن وجهها أمام شخصية «عزمي بيك» لمطالبته بالنظر إليها بمحاولة منه لإغاوئه، وقد تم تصويره مثلما كتب بالحرف لأنها تعتبر شخصية جريئة وسوف تصل إلى مرحلة «الوقاحة» في الجزء الثاني، وأريد القول بأنه هو من كتب هذه المشاهد ومنها مشهد دخول «عزمي بيك» إلى بيتها، بالتالي الكاتب كان يقصد إظهار الشخصية بشكل جريء، وأريد أن أضيف شيئاً بأن العمل منذ البداية كان متفقاً بأن يتم تعديله أثناء التصوير للتخلص من التكرار، وكان الكاتب يعترض على هذه التعديلات، ومعظم الحوارات التي تم حذفها كانت تحوي على كلمات بذيئة وإشارات لا تصلح وغير مناسبة للعرض ضمن مجتمعنا، بالإضافة إلى إصرار الكاتب على ظهور بعض الأغاني التي تحوي أيضاً على إيحاءات غير مناسبة ولقد قمت بحذفها لذات السبب أيضاً.
برأيك لماذا وجه لك الكاتب حسام تحسين بيك كل هذه الانتقادات؟
صراحة هنالك بعض الفنانين تأثروا بحالة التجييش التي حصلت على مواقع التواصل الاجتماعي، وربما لو العمل حصد ردود أفعال إيجابية بشكل أكبر لكان نسب النجاح إليه، ولكن في المقابل وبسبب الانتقادات كنت قد حمّلت نفسي المسؤولية كافة، لكن في النهاية لم يفهم هذا الأمر بالطريقة المهنية والمحترمة وتم الرد عليّ بطريقة غير مهنية.
المشهد لم يكن مكتوباً بهذا الشكل أبداً… هي تطلب منه أن ينظر إليها فيرفض .. حسام تحسين بيك لـ«الوطن»: يا عيب الشوم عليه.. والكلام مردود عليه
| وائل العدس
يقول المخرج إنك لستَ بكاتب محترف، وكتبت مجموعة من الحوادث التي تحتوي سرداً هائلاً، وإنه حاول تقديم بعض المقترحات التي تطور النص، لكنه اصطدم بسد منيع من الرفض بتغيير أي شيء، فما ردك؟
هذا الكلام مردود على أصحابه، أولاً هو قرأ النص وأعجب به وقال لي إنه من أجمل ما قرأ من نصوص، وأشخاص آخرون عملوا معنا قالوا لي إن النص لا يشبه أي نص وإنه جميل ومحبوك بشكل جيد.
لكن المخرج كما يبدو أراد أن يجتهد، فأتى اجتهاده بغير محله، فترهلت المشاهد، وأجرى معالجة درامية لم تكن صحيحة لعدة شخصيات، أهمها شخصية «ياسمين» التي أدتها النجمة الصديقة سلاف فواخرجي فقدمها بعكس ما هي مكتوبة على الورق، لأنها امرأة مهمة وذكية ومثقفة ولطيفة ومهذبة، لكنه أخرجها على أنها امرأة وقحة، وهنا ألومه وألومها كيف سمحت له أن يظهرها بهذه الصورة.
في النص هنالك عدة زيارات من «عزمي بيك» على بيت «ياسمين».. لكنها اعترضت على طريقة إخراج المشهد، فما السبب؟
المشهد لم يكن مكتوباً بهذا الشكل أبداً، هي تطلب منه أن ينظر إليها فيرفض، فتترجاه وتقول له «أرجوك برحمة أمواتك وحياة بناتك انظر إلي»، فينظر إليها بطرف عينيه ويتراجع لكنه يلاحظ أنها امرأة صغيرة ويقول لها «ظننتك كبيرة»، فترد عليه: «ولذلك أطلب منك ألا تتركني بين أيدي الناس».
فهي لم تقف في وجهه بوقاحة ولم تقم بحركات إيمائية ولم يقترب منها ولم يحاول لمسها، لا يوجد أي نوع من هذا القبيل أبداً، لأن «عزمي بيك» يتردد عليها لأنها تلعب عليه وتستغل قضية المفتاح.
وبالمناسبة، هو لم يكن يريد الدخول إلى المنزل، لكنها ترعبه وتربكه وتقول له «كيف بدي حاكيك أمام الناس».
المختار أخبر «عزمي بيك» أن زوجها «الفهد» استشهد في معركة ضد الاحتلال الفرنسي فترك وراءه أولاداً يتامى، فيتعاطف معها لأنه رجل محسن ويساعد الناس، فتستغل هذه الصفات به، فهي لا تريد رجلاً بل تريد أحداً تستند إليه، فهي امرأة ناعمة ورقيقة وذكية، بعكس ما ظهرت به على الشاشة.
المرأة الدمشقية ليس هكذا، أنا قدمتها كوثيقة على أنها ذكية ومثقفة وتصل لأهدافها بشرف، لكن ليقل المخرج ما يقوله، لم تعد تفرق معي، ولن أتواصل مع أحد، فأنا قدمت ما عندي وانتهى.
قال المخرج إن بعض الأغنيات التي حذفها كانت تحتوي كلمات بذيئة وتخدش الحياء، فما تقول؟
«يا عيب الشوم عليه»، لأنو هو من لحق بي وطالب بالأغاني لأنه أحبها كثيراً، والتي تكلم عنها هي أغنية واحدة تتعلق بالبرغوت، وهو شيء متداول في الشام قديماً وأنا طرحته بشكل مختلف.
لكني بشكل عام، لا أريد الدخول بمهاترات ولا أن أنزل إلى هذا المستوى، وليقل ما يقوله.
لكن المخرج قال إن بعض المشاهد فيها إيحاءات بذيئة جداً مثل حوار «سعيد الحلاق» و«إبراهيم العطار» لا تصلح أن تدخل البيوت وأن يتابعها المشاهد، فقام بحذفها.
عادي، هنالك مسلسلات سورية تضم شتائم وكلاماً نابياً، لكن عن أي كلام يتحدث؟ عن التحميلة ربما، تم طرحها من شخصية تضحك على أخرى وتتسلى معها.
هكذا كان أصحاب المحلات يقضون وقتهم قديماً بالتسلية والمزاح في الحارات، وهو شيء كان موجوداً وحقيقياً وليس اختلاقاً، وقد كتبت نصي من باب غيرتي على البيئة الشامية.
بعد كل المشاكل، هل تود قول شيء ما؟
الشركة المنتجة قدمت كل ما طلب منها للعمل، لكنها وثقت في أشخاص لم يكونوا على قدر المسؤولية، صديقي أيمن رضا يتحمل جزءاً من المسؤولية، والمخرج الذي أعطوه كل ما طلب وخاصة أنه طلب من الشركة أكثر من اللازم، لكني أؤكد أن الشركة ليس لها ذنب ولم تقصر أبداً.