رياضة

مواجهات لاهبة في ربع نهائي كوبا أميركا والأسهل أمام الأرجنتين … السيليساو يصطدم باللاروخا في لقاء آخر بطلين

| خالد عرنوس

تقام يومي السبت والأحد (فجراً) مباريات ربع نهائي كوبا أميركا بنسختها السابعة والأربعين على الأراضي البرازيلية حيث تبدأ مرحلة الجد والحسم فيها بعد الدور الأول الممل إلى حدّ ما بنظام التأهل الفضفاض، ففي الساعة (12) منتصف ليلة الجمعة السبت يلتقي منتخب البيرو وصيف بطل النسخة الأخيرة مع الباراغواي وصيف نسخة 2011 على ملعب لوديفيكو في غويانا، وفي الثالثة فجر السبت يبدأ السيليساو البرازيلي الرحلة الجدية للدفاع عن لقبه أمام سلفه اللاروخا التشيلياني في ملعب نيلتون سانتوس في ري ودي جانيرو، وفي الواحدة فجر الأحد يلتقي زعيم المسابقة الأوروغوياني مع نظيره الكولومبي على ملعب ماني غارينشيا في العاصمة برازيليا، ويختتم هذا الدور في الرابعة فجر الأحد بلقاء الأرجنتين والإكوادور على ملعب بيدرو لوديفيكو ويتطلع فيها راقصو التانغو إلى بلوغ نصف النهائي للمرة الخامسة في عصر ليونيل ميسي الذي يتطلع إلى قلع عين إبليس بلقب فريد مع منتخب بلاده.

فكر أرجنتيني

يدرك منتخبا الباراغواي والبيرو أنه مجرد التفكير بمركز الوصيف الذي احتله الأول قبل 10 سنوات والثاني قبل عامين يعتبر حلماً لهذا الجيل من لاعبيهما لاسيما بوجود الثلاثي الكبير في القسم اللاتيني من القارة الأميركية، ولذلك فإن الهدف المعلن هو تجاوز هذا الدور ومن ثم انتظار المنافس القادم في نصف النهائي، ولم يقدم الفريقان في البطولة ذلك الأداء الكبير خاصة أن منتخب البيرو جدد الخسارة العريضة أمام البرازيل قبل أن يصحو ويسجل نتائج جيدة احتل بها المركز الثاني في مجموعته الثانية بفضل تألق النجم أندريه كاريللو الذي كان وراء هدف التعادل بمرمى الإكوادور ثم هدف الفوز على فنزويلا، ولم يقدم الفريق تحت قيادة المدرب الأرجنتيني غاريكا نتائج جيدة ففشل بالفوز خلال خمس مباريات أولى بالتصفيات المونديالية قبل أن يحقق انتصاره الأول في المباراة السادسة فاحتل مؤخرة الترتيب عن جدارة واستحقاق، وتشكل البطولة للمدرب ولاعبيه منعطفاً جديداً للعودة إلى المنافسة من خلال استذكار إنجاز 2019 ورفع المعنويات قبل إكمال التصفيات المونديالية بعد شهرين.

وبالمقابل فإن المدرب الأرجنتيني (كذلك) للبيروخا الباراغوياني إدواردو بيريزو لا يتطلع لأكثر من بلوغ نصف النهائي خاصة إذا ما علمنا أن منافسه القادم ربما يكون المنتخب البرازيلي، ويعتبر مربع الكبار شيئاً جيداً لبيريزو الذي تسلم المنتخب مطلع 2019 ولم يحقق أي فوز خلال مشاركته في كوبا صيف ذلك العام، فتجاوز الدور الأول من الباب الضيق (بتعادلين) ويحسب له فقط الخروج أمام السيليساو البطل فيما بعد بركلات الترجيح، وإن كان جيداً خلال التصفيات المونديالية بعدم الخسارة في أول خمس جولات لكنه تعادل بأربع منها فاحتل المركز السادس، قبل أن يسجل فوزين في البطولة الحالية مقابل هزيمتين والأهم فوزه على تشيلي.

بطلان على المحك

سيكون موعد المنتخب البرازيلي بطل النسخة الماضية والمرشح الأول للاحتفاظ بلقبه مع سلفه اللاروخا التشيلياني وتحمل ذكريات متباينة للفريقين، فاللقاء الأخير بينهما في البطولة انتهى برازيلياً بنتيجة ساحقة قبل 14 عاماً لكن بالمقابل يستذكر التشيليون أنهم آخر فريق من أميركا الجنوبية هزم السيليساو في مباراة رسمية وذلك في افتتاح تصفيات مونديال 2018 ولم يخسر بعدها فريق المدرب تيتي سوى مباراة واحدة كانت في ربع نهائي ذلك المونديال أمام بلجيكا، وسار الفريق في طريق تصاعدي بعد الخسارتين، فلم يهزم في 17 مباراة في تصفيات 2018 وعقب الخسارة في النهائيات لم يخسر أي مباراة رسمية، فأكمل كوبا أميركا 2019 بطلاً مع 6 مباريات في التصفيات ثم 4 مباريات في البطولة الحالية، ويستعد فريق الكناري بقيادة نيمار وكاسيميرو والبقية لأن يكونوا أبطالاً للمرة الثانية على التوالي كما فعل أسلافهم في نسختي 1997 و1999 ثم في 2004 و2007، وتبدو كل الأمور تسير في هذا الاتجاه بعدما أوجد المدرب التوليفة المناسبة لإعادة راقصي السامبا إلى عصرهم الذهبي.

على الضفة الأخرى نجد اللاروخا لا يعيش أياماً جميلة منذ تتويجه الثاني بالكوبا عام 2016 ففشل بالتأهل إلى المونديال ثم خسر لقبه القاري من ربع نهائي 2019 وهاهو يتخبط بالتصفيات العالمية الحالية باحتلاله المركز السابع، وفي البطولة الحالية بدأ بتعادل جيد مع الأرجنتين وحقق فوزه الوحيد على بوليفيا قبل أن يتعادل مع الأوروغواي ويخسر من الباراغواي وبالتالي فهو غير مؤهل لاستعادة اللقب (على الورق) مع تقدم نجومه بالعمر لكن المدرب الأورغوياني للاروخا لاسارتي يعول على براعة برافو وكفاءة فارغاس أحد الهدافين التاريخيين في البطولة وبالطبع على صحوة من أرتورو فيدال الذي لم يظهر على ما يرام حتى الآن في البطولة.

أحلام واقعية

الكل في الأرجنتين يعيش حالة رغبة جامحة بتتويج ميسي بطلاً لكوبا أميركا في آخر ظهور متوقع له فيها، بدءاً من الجماهير والعشاق وانتهاءً بزملائه الذين يسعون بكل جهدهم لإفراح شعبهم وبالتالي نجمهم المحبوب الذي مازال جميع أنصار كرة التانغو يثقون بقدرته على منحهم لقباً عزّ عليهم طويلاً، فالمنتخب الذي يقوده المدرب سكالوني قدّم حتى الآن بطولة معقولة وهو الوحيد إلى جانب البرازيلي لم يخسرا في البطولة أو حتى في تصفيات المونديال ولذلك فالترشيحات تجمعهما في النهائي المنتظر في العاشر من تموز، ويحسب للمدرب الذي لم يخسر في 16 مباراة متتالية وفي 11 مباراة رسمية أخيرة أنه أوجد اللاعب المكمل لميسي في خط الوسط ونقصد النجم ألخاندرو غوميز (الاكتشاف المتأخر) والبالغ من العمر 32 عاماً، فقد شكل ثنائياً رائعاً مع ليو وساهم بثلاثة أهداف وإذا أضيف إليهم لاوتارو يكتمل الثلاثي المنشود في مقدمة الفريق الذي يخوض أسهل مواجهات ربع النهائي أمام الإكوادور الفريق الذي تأهل بثلاثة تعادلات دون أي فوز والذي لا يملك فرصاً كثيرة بالنجاة من ربع النهائي وإن كان قد سجل 3 انتصارات في تصفيات المونديال وضعته بين ثلاثي المقدمة فيها.

طموحات مرتفعة

منذ تتويجه بلقب 2011 عاش منتخب الأوروغواي زعيم البطولة أياماً سوداء فخرج من الدور الثاني لمونديال البرازيل ثم من ربع نهائي المونديال الروسي وفشل بتجاوز الدور ذاته في ثلاث نسخ من كوبا أميركا ورغم وجود أسماء كبيرة وكثيرة إلى أن السيليستي فقد الكثير من توهجه واسمه الكبير وبات يعامل على أرض الملعب مثل الفرق المتوسطة وهاهو يتخبط في التصفيات المونديالية الحالية وأصبحت مواصلته الظهور في قطر 2022 محل شك، وفي البطولة الحالية لم يقدم سواريز وكافاني ورفاقهما الأداء الذي يؤهلهم ليكونوا منافسين على اللقب وإن كانت الأمور تقاس بالنتائج بعيداً عن المستوى، إلا أن النتائج لم تكن بدورها كبيرة فالفوز على بوليفيا ثم بركلة جزاء على الباراغواي لا يمكن القياس عليه ومع هذا يبقى السيليستي مرشحاً على الورق أمام نظيره الكولومبي الذي لا يختلف كثيراً عنه من حيث التراجع أداء ونتائج، فاحتلاله المركز الخامس في التصفيات المونديالية لا يعني أنه ضمن الوصول إلى النهائيات مع بقاء 12 جولة قادمة، وفي البطولة لم يقدم سوى فوز يتيم على الإكوادور قبل أن يتعادل مع بوليفيا ويخسر من البرازيل والبيرو، وعلى مورييل وزاباتا وبقية الكوفيتيروس بذل الكثير لتجاوز السيليستي.

مواجهات سابقة

البيرو × الباراغواي

هي المواجهة الأكثر تقارباً على مستوى الأرقام التاريخية، فقد تقابل الفريقان البيروفي والباراغوياني 36 مرة منذ 1929 ففاز البيروخا 13 مرة لآخرها عام 2014 ودياً بنتيجة 2/1، مقابل 12 مرة للبلانكو روخا آخرها عام 2019 ودياً كذلك بهدف يتيم، وتعادلا 11 مرة آخرها 2/2 في تصفيات مونديال 2022 الحالية قبل نحو ثمانية أشهر والأهداف 53/49 للباراغوياني، ومنها 17 مواجهة في كوبا أميركا ففاز الباراغوياني 7 مرات مقابل 4 مرات للبيروفي و6 تعادلات وأشهرها وآخرها على المركز الثالث في نسخة 2015 وانتهت بيروفية بهدفين دون ردّ، والفوز الأعلى للبيروخا كان في المواجهة الأولى بخماسية نظيفة، أما الفوز الأعلى للبيرو فكان بنتيجة 4/1 وتكرر مرتين عامي 2003 و2016 ضمن التصفيات المونديالية.

البرازيل × تشيلي

تواجه السيليساو مع اللاروخا 66 مرة تاريخياً، ففاز الأول 48 مرة آخرها بثلاثة أهداف دون مقابل في إياب تصفيات مونديال 2018 مقابل 5 مرات فقط للثاني آخرها في ذهاب التصفيات ذاتها بهدفين دون ردّ مقابل 12 تعادلاً آخرها بنتيجة 2/2 ودياً عام 2013، ومنها 21 مرة في كوبا أميركا، ففاز اللاروخا 3 مرات أولها 1956 بنتيجة 4/1 وأشهرها بنتيجة 4/صفر في نسخة 1987 وآخرها عام 1993 بنتيجة 3/2، وتعادلا مرتين في النسخة الأولى 1916 ثم في النسخة الخامسة 1922 بالنتيجة ذاتها وفاز السيليساو 16 مرة أكبرها بستة أهداف للاشيء عام 1919 وآخرها بنتيجة 6/1 في نسخة 2007.

الأوروغواي × كولومبيا

33 مرة التقت الأوروغواي مع كولومبيا، فانتهت 16 منها للسيليستي آخرها في تصفيات مونديال 2022 أواخر العام الماضي بنتيجة 2/صفر في بارانوكيا الكولومبية مقابل 10 انتصارات للكوفيتيروس آخرها وأهمها وأشهرها في دور ثمن نهائي مونديال 2014 بنتيجة 2/صفر وتعادلا 7 مرات والأهداف 50/42، ومنها 11 مرة في كوبا أميركا، ففازت الأوروغواي ست مرات آخرها في بطولة 2004 بنتيجة 2/1 على المركز الثالث مقابل 4 مرات لكولومبيا آخرها بهدف في نسخة 1999، وكان الفريقان قد تبادلا الفوز في نصف نهائي نسخة 1975 ففاز الكولومبيون 3/صفر قبل أن يخسروا مباراة الرد بهدف.

الأرجنتين × الإكوادور

تقابل منتخبا الأرجنتين والإكوادور 34 مرة والكفة تميل لراقصي التانغو بواقع 21 فوزاً آخرها في تصفيات مونديال 2022 بنتيجة 1/صفر مقابل 9 تعادلات و4 انتصارات للكافيتيروس آخرها في تصفيات مونديال 2010 في كويتو بنتيجة 2/صفر والأهداف 90/31، ومنها 15 مرة في كوبا أميركا، ففاز الأرجنتينيون 9 مرات آخرها بنتيجة 6/1 في نسخة 2004 علماً أن المواجهة الأولى في نسخة 1941 انتهت بالنتيجة ذاتها مقابل 6 تعادلات آخرها صفر/صفر في نسخة 1997،

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن