شؤون محلية

زيادة في الأمراض المزمنة عند العمال … مدير الصحة والسلامة المهنية في التأمينات: 178 ألف منشأة يراقبها 33 مفتشاً ومراقباً فقط في جميع المحافظات

| محمود الصالح

كشف مدير الصحة والسلامة المهنية في المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية عدي عامر خلال الندوة التي أقامها الاتحاد المهني لعمال الأخشاب ومواد البناء، حول الصحة والسلامة المهنية، عن تراجع في عدد حوادث العمل في وقت زاد فيه عدد العمال الذين تعرضوا للأمراض المهنية.
وأكد عامر في تصريح لــ«الوطن» أن الأمراض المهنية هي من أبرز المخاطر التي يتعرض لها العمال، خصوصاً مع تقدمهم في السن وفي سنوات العمل، مما يراكم لديهم أثر ما تعرضوا له خلال أدائهم للعمل.
وقال: من خلال متابعتنا في المؤسسة لتوفير الخدمات الصحية للعمال في القطاعين العام والخاص نجد ازدياداً في عدد الأمراض المزمنة التي تعرض لها العمال، فقد كانت في عام 2014 حالات إصابات العمل بأمراض مهنية 809 حالات فقط، وتزايد عددها لتصل في عام 2020 إلى 1847 حالة، في الوقت ذاته انخفض عدد الحوادث التي تعرض لها العمال في معرض تأديتهم لعملهم، وذلك نتيجة ازدياد الوعي في التعامل مع وسائل الإنتاج، وزيادة وسائل الحماية في أماكن العمل، حيث انخفض عدد حوادث العمل من 2448 حادث عمل في عام 2014 وبشكل تدريجي إلى 869 حادث عمل في عام 2020، وهذا مؤشر جيد على التزام العمال بالتعليمات الصحية والسلامة المهنية، ونتيجة تفعيل دور المديرية في إقامة دورات وورش عمل، وتأمين تجهيزات حديثة.
وعن النفقات التي تقدم في معالجة إصابات العمل بين عامر أنه تم صرف معاشات ونفقات إصابات عمل في عام 2014 تجاوزت 1.8 مليار ليرة، وأصبح هذا المبلغ يرتفع حتى وصل إلى 6.1 مليارات ليرة سورية في عام 2020.
وأكد عامر أن هناك أكثر من 174547 منشأة قائمة في القطاع الخاص و3229 منشأة قائمة في القطاع العام و377 منشاة في القطاع المشترك و34 منشاة في القطاع المساهم، وكلها تحتاج إلى متابعة وإشراف وكشف، في وقت لا يوجد لدى المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية سوى 24 مفتشاً على مستوى القطر و9 مراقبين لجميع مديريات التأمينات الاجتماعية في المحافظات. وأكد الحاجة الكبيرة لتطوير مخبر السموم في المؤسسة ودعمه بالتجهيزات الإضافية اللازمة لكشف التسممات بالمواد الكيميائية العضوية وتطوير الجهاز القائم المتعلق بكشف المعادن الثقيلة ليشمل أكبر طيف ممكن من هذه المعادن.
المشرفة الصحية رحاب الشومري قالت: إن من أهم الأسس والمرتكزات للتنظيم النقابي، ترسيخ الحقوق العمالية وتوفير الحماية القانونية لها، وذلك من خلال نشر الوعي العمالي وتعميقه لدى الطبقة العاملة وجعلها من الأدوات الرئيسية في مسيرة البناء والتنمية، وانطلاقاً من هذا المفهوم تأسست عدة منظمات دولية تُعنى بالسلامة والصحة المهنية.
وتُصنف المخاطر التي تواجه العامل لمخاطر هندسية مثل خطر السقالات والرافعات الشوكية والمتحركة، ومخاطر فيزيائية، التعرض لدرجة حرارة أكثر من 30 مْ لمدة طويلة.. وهناك مخاطر حيوية هي التي تسببها الجراثيم والبكتيريا والفيروسات المسببة لتلوث الهواء والماء والغذاء والتربة ومثال عليها جائحة كورونا. ومخاطر كيميائية كالمواد المخرشة ومخلفات مكافحة الحشرات وبقايا المنظفات الكيميائية والمواد المسرطنة والمواد السريعة الاشتعال والمواد الطيارة.
ولفتت إلى أهمية التثقيف الصحي كأهم وسيلة لمكافحة الخطر، الذي يجب أن يبدأ من إدارة المنشأة ومن ثم العمال، فعند إدراك الإدارة للمخاطر المحتمل حدوثها في المنشأة ووضع الخطط لتلافيها، وتفعيل السلامة والصحة المهنية داخل المنشأة، يمكن حماية العمال والممتلكات بآن معاً.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن