اقتصاد

لأنني أحب الحقيقة وأحبكم أقول: سِلْسِلةٌ مِنَ المُتَشَابِهَات البَارَاسَايكُلُوجِيّة

| بقلم: طلال أبو غزالة

إن تحليل البيانات فنّ، لا يختلف عن فنّ الإدارة، ولا أظن أن تشابه التّصريحات بين شخصٍ وآخر، هو محض «تخاطر» فقط، بل هو من تأثّر العالم أجمع بمصالح مشتركة، فما يهتمّ به في الشّرق، لا ينفصل عمّا يهتم به في الغرب.
وكنت قد سبقت بتصريحات استنتجتها من مختلف ما حللته وقرأته ووعيته عن مراكز الدراسات والبحث في العالم… مصورةً الأحداث التي جرت بين عامي 2020/2021 التي شابهتها فيما بعد بالتّخاطر تصريحات عددٍ من المسؤولين.. فقد صرّحتُ في 19 كانون الثاني 2020 عن «الحرب الأميركيّة الصّينيّة»، وقلتُ: «إنّها ليست كالحربين العالميتين؛ فلا جيوش ستعبر أراضي الأخرى، بل هي احتكاكات عسكريّة في بحر الصّين، وستكون محدودة الطّابع.
ثم توالت الأخبار حول هذه الحرب، فنُشِر في 27 آب 2020 عن إطلاق (بكّين) لحاملات طائراتها رغم تحذيرات الولايات المتحدة، كما نُشِرَ مرور المدمّرة الأميركيّة عبر مضيق تايوان، وتحذير الصين لها، وتراشق الطّرفين للاتّهامات!
وقد صرّحتُ في 30 أيار 2020 عن «أزمة الديمقراطيّة» وفقدانها لـ«أمّ» ترعاها وتزايد تهديدات «الشّعبويّة» لها.. وهذا ما صرّح به الرّئيس الأميركيّ (جو بايدن) بعد تبرئة سلفه (دونالد ترامب) قائلا: «إن الدّيمقراطيّة هشّة، وإنّها بحاجة لمن يدافع عنها»، واتّهم روسيا في 19 شباط 2021 بـمهاجمة ديمقراطية أميركا، وإضعاف مشروعها في حلف شمال الأطلسي؛ لأنه من الأسهل عليها تهديد دول وحيدة بدلاً من التّفاوض معها مجتمعة!
ولقد صرّحتُ في 29 آذار 2020 عن «وباء الكورونا» الذي يشكّل أزمة عالميّة لن تنتهي بسهولة! وستستمر إلى وقتٍ طويل، حدّدتُه في 19 نيسان 2020 بأربعة أعوام مستبعداً أن يعود عالمنا نظيفاً كما كان من جديد!
ووافق تصريحي لعدد السنوات في 13 أيار 2020 كبار علماء منظمة الصّحة العالميّة، مرجّحين أن كورونا قد لا يختفي أبداً! ومنهم (سوميا سواميناثان).
وصرّحتُ في الأول من شهر أيار 2020 عن «أزمة المناخ العالميّة التي تهدّد الوُجود البشريّ»، وأشرتُ إلى انسحاب أميركا من اتّفاق باريس وخطورته! وهو تصريح (بيل غيتس) نفسه في 6 أيلول2020، حين وجّه العالم إلى محاربة خطر الاحتباس الحراري؛ لأنه سيكون أقسى من خطر كورونا!
كما شهدنا في 20 كانون الثاني 2021 كيف أعاد الرّئيس الأميركي (جو بايدن) بلاده إلى اتفاق باريس؛ من أجل محاربة تغيّرات المناخ.. وكيف حذّر البشر من أزمة تغيّرات المناخ! التي جعلته يضع أميركا في «حالة استعداد»؛ من أجل مواجهتها.
وأخيراً فقد تحدثتُ في 11 تشرين الأول 2020 عن «(مارك زوكربيرغ) الرجل الأكثر تأثيراً في أحداث العالم»، وكان حديثي بمناسبة «انتخابات أميركا»، وقلتُ إن له التأثير الأكبر بها من خلال ما سيُبثّ في الفيسبوك، ووصفته بـ«سلطان الإعلام»! ثم تبع تصريحي منشور له في 7 كانون الثاني 2021 يشير فيه إلى موافقته على تعليق حسابات الرئيس الأميركي (ترامب) بعد مخاطبته مؤيدين له هاجموا مبنى الكونغرس!
وهكذا ففي العالم اليوم مؤثّرات، وأزمات، لم تكن موجودة من قبل، وإنّ بعضها قد صنعته أيدينا.. على أنه وإن لم تصنع البعض الآخر أيدينا مثل وباء كورونا.. فإنّنا بأنانيّتنا، وانفراديّتنا.. ساهمنا في سيطرتها على كوكبنا، بدلاً من الإسراع في ترحيلها!

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن