على الرغم من فوز الديمقراطيين ومرشحهم الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن بالانتخابات الرئاسية التي جرت في تشرين الثاني 2020 إلا أنه لن يكون من السهل عليهم -على ما يبدو – التخلص من الرئيس السابق دونالد ترامب الذي مازال رافضاً لنتيجة الانتخابات التي أخرجته من البيت الأبيض. فبعد غياب دام ستة أشهر عاد ترامب ليظهر من جديد أمام مناصريه مساء السبت الماضي في مهرجان انتخابي لدعم المرشح الجمهوري في انتخابات الكونغرس النصفية السيناتور ماكس ميلر عن ولاية أوهايو. ترامب المعروف بخطاباته الشعبوية التي كانت السبب الذي ساعده في الوصول إلى البيت الأبيض، أكد أمام مناصريه المجتمعين في «ويلنغتون أوهايو» أن الجمهوريين سيستعيدون السيطرة على مجلسي الكونغرس وأن عليهم محاسبة النواب الجمهوريين الذين صوتوا ضد الرئيس السابق في قضية عزله كالنائب الحالي عن ولاية أوهايو أنتوني كونزالز. وأطلق ترامب على المهرجان اسم «المهرجان الانتخابي الأول لانتخابات 2022» وأكد أن انتخابات العام القادم ستؤدي إلى أغلبية كاسحة للجمهوريين في كلا المجلسين.
يرى الكثيرون أن خطاب ترامب في المهرجان مؤشر مهم على عودته إلى المهرجانات الانتخابية الشعبوية وهذا ما أكدته لجنة ترامب للأعمال السياسية التي تدعى «أنقذوا أميركا». إذ قالت اللجنة إن مشاركة الرئيس السابق في مهرجان أوهايو هو الأول من ضمن مجموعة كبيرة من المشاركات لدعم المرشحين الجمهوريين في الانتخابات التشريعية. يقول المحللون السياسيون إن هذه المهرجانات مصممة لإعطاء ترامب المنبر المناسب لإعادة تثبيت نفسه كقائد للحزب الجمهوري وللترويج لنظريات المؤامرة المتعلقة بالانتخابات الرئاسية السابقة. ويقول أستاذ العلوم السياسية في جامعة أكرون ديفيد كوهين إن «هذه مجرد بداية لرحلة التظلم الخاصة بترامب».
بدأ ترامب خطابه مساء السبت الماضي بالهجوم على أعدائه الديمقراطيين كهيلاري كلينتون ورئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي والإعلام الذي نشر الدعاية الكاذبة حول الانتخابات وفوز جو بايدن، كما قال إنه خجل من تصرفات المحكمة العليا التي رفضت مساندته في مسألة تزوير الانتخابات. وأكد ترامب في الخطاب أنه لا يحاول إضعاف الديمقراطية الأميركية بل يحاول إنقاذها.
ووصل مناصرو ترامب إلى المهرجان بعد الظهر وهم يحملون الأعلام ويرتدون قمصاناً كتب عليها «فاز ترامب» إشارة إلى الانتخابات الرئاسية 2020. إذ قالت ليزلي دود القادمة من ولاية بانسلفانيا إن «ترامب مازال رئيسها». وكان استطلاع للرأي قامت به جامعة ماموث مؤخراً أظهر أن 57بالمئة من الجمهوريين يؤمنون أن الرئيس بايدن فاز بالتزوير. كما اظهر استطلاع آخر قامت به محطة «إن بي سي» الإخبارية في نيسان الماضي أن 44بالمئة من الجمهوريين يساندون ترامب أكثر مما يساندون الحزب.
لم يقل ترامب في المهرجان علانية أنه قد يشارك في الانتخابات الرئاسية المقبلة 2024 إلا أنه لمح لذلك، فكيف يمكن أن تكون الجولة القادمة من المنافسة بين بايدن وترامب؟