أكد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أمس، أن مرحلة القطب الواحد انتهت والعالم يتغير بسرعة وبشكل جذري، لافتاً إلى أن العقوبات ضد روسيا عادت عليها بالفائدة وتمكنت من تطوير قدراتها.
وأضاف بوتين خلال الدورة الـ18 من حوار «الخط المباشر» السنوي مع المواطنين الروس: إن «العالم يتغير بشكل كبير والشركاء في الولايات المتحدة يدركون ذلك، لكنهم يحاولون الحفاظ على الاحتكار»، وذلك حسبما ذكر الموقع الالكتروني لقناة «روسيا اليوم».
وذكر بوتين، أنه يعول على أن «يتخذ النظام العالمي طابعاً أفضل»، وأن تعود العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة إلى طبيعتها.
وحول رد موسكو على العقوبات الغربية، قال بوتين: إن روسيا لن ترد على العقوبات بشكل يمكن أن يلحق بروسيا ضرراً، لكن يمكنها أن ترد بطريقة غير مماثلة على العقوبات.
وبخصوص التهديدات الأميركية بفرض عقوبات جديدة ضد روسيا، بعد اللقاء الذي جمع زعيمي البلدين في جنيف الشهر الجاري، وإذا ما كان الرئيس جو بايدن يمكنه لعب دور مهم في العلاقات بين البلدين، قال بوتين: إنه على الرغم من أن لدى الولايات المتحدة، نظامها السياسي الخاص، وتوجد بعض الضوابط والتوازنات، لكن الكثير من الأشياء تتوقف على الرئيس هناك.
وأوضح بوتين، وفق وكالة «سبوتنيك»، أنه لا يعتقد أن العالم كان على وشك حرب عالمية ثالثة، بسبب حادثة القرم مع المدمرة البريطانية، وأضاف: إن أميركا وبريطانيا لن تخرجا منتصرتين من هذا الوضع.
وتابع: «إنه عمل استفزازي بالطبع، هذا أمر واضح… لم يقم به البريطانيون فقط، بل والأميركيون أيضاً، وذلك لأن المدمرة البريطانية دخلت إلى مياهنا الإقليمية ظهراً، وقبل ذلك في الصباح الباكر، في الساعة 07,30، حلقت طائرة استطلاع إستراتيجية أميركية من أحد مطارات حلف الناتو في اليونان، في كريت على ما أعتقد».
ومضى بوتين قائلاً: «لقد رأيناها بوضوح وتابعناها. كان من الواضح أن المدمرة دخلت وتسعى وراء هدف عسكري، وتحاول بمساعدة طائرة استطلاع الكشف عن تصرفات قواتنا المسلحة لاعتراض مثل هذه الاستفزازات، نظرنا إلى ما تم تشغيله وأين وكيف يعمل… لقد رأينا وعرفنا ذلك، لذلك قدمنا هذه المعلومات التي اعتبرناها ضرورية…».
وتساءل بوتين: «من أجل ماذا هذه الاستفزازات في القرم بعد اجتماع جنيف، من أجل إثبات أنهم لايحترمون رأي وقرار سكان القرم».
وحول أوكرانيا، وصف بوتين القيادة الحالية لأوكرانيا بأنها غير ودية في علاقاتها مع روسيا، مضيفاً إنه لا يعتقد أن الشعب الأوكراني غير ودود، فنحن واحد، إلا «أن قيادة أوكرانيا غير ودية معنا، وهذا أمر واضح تماماً».
وقال: «ما الفائدة من اللقاء مع زيلينسكي إذا كان قد منح بلاده للسيطرة الخارجية. المسائل المهمة التي تمس أوكرانيا لا يتم حلها في كييف، وإنما في واشنطن، وبرلين وباريس. عن ماذا سنتحدث؟ في الوقت نفسه، أنا لا أرفض لقاء من هذا النوع، لكن نحتاج إلى أن نفهم عن ماذا سيدور الحديث؟».
ورداً على سؤال حول عدم إدراج أوكرانيا في لائحة الدول غير الصديقة لروسيا، أجاب بوتين قائلاً: «لقد تحدثت بالفعل عن هذا عدة مرات ويمكنني أن أكرره مرة أخرى، أعتقد أن الأوكرانيين والروس بشكل عام شعب واحد. ولأنني لا أعتقد بأن الشعب الأوكراني غير ودود معنا».
وشكلت القضايا المتعلقة بالرعاية الصحية خلال الدورة الـ18 من الحوار «الخط المباشر» السنوي مع المواطنين الروس، أكثر المواضيع تداولاً خلال النقاش وبخاصة في فترة تفشي جائحة «كورونا»، بالإضافة لمواضيع تتعلق بالاقتصاد والتعليم واستعداد المدارس للعام الدراسي الجديد، ومواضيع السياحة والصناعة.
يذكر أن برنامج «الخط المباشر مع فلاديمير بوتين» ينظم سنوياً منذ عام 2001، باستثناء عامي 2004 و2012، وتجاوزت مدة أطول هذه الحوارات 4 الساعات و45 دقيقة عام 2013.