الأولى

الصين تحيي اليوم الذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني … السفير مصطفى: الصين حقّقت الكثير في ظل قيادة الحزب وتدرك أن عليها مواصلة العمل الدؤوب

| الوطن

تحتفل الصين اليوم بالذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني، حيث تقيم احتفالاً ضخماً في ميدان «تيان آن من» في العاصمة بكين، يحضره الرئيس الصيني شي جينبينغ، الذي سيلقي كلمة مهمة بهذه المناسبة.
سفير سورية في الصين عماد مصطفى والذي يحضر احتفالية اليوم، اعتبر في مقالة خص بها «الوطن»، أن المهتم بالشؤون الدولية والعلاقات الإستراتيجية لا يسعه إلا وأن يغتنم هذه الفرصة للتأمل في الدور التاريخي لهذا الحزب، ونجاحه منقطع النظير في انتشال الصين من هوة الفقر، والضعف، والتخلف لجعلها دولة عظمى تتمتع بالثراء، والقوة، وتتبوأ مكانة سامية في مجال العلوم والتقانة الحديثة، وقال: «وبما أننا نتحدث هنا عن الحزب الشيوعي الصيني، وليس عن الدولة الصينية، أي جمهورية الصين الشعبية، سنركز حديثنا على نشأة هذا الحزب وتاريخه، وتمكنه من قيادة الصين لتحقيق تطور لا مثيل له بالمقارنة مع إخفاقات الأحزاب الشيوعية الأخرى التي حكمت لفترة زمنية طويلة الاتحاد السوفييتي ومجموعة من الدول الأوروبية المحيطة به. والأهم من ذلك، سنحاول الإجابة عن السؤال الكبير التالي: هل ما زالت الصين شيوعية؟، ومن هذا السؤال الذي يراود أذهان الكثيرين، يتفرع السؤالان التاليان: ما الفرق اليوم بين الصين والدول التي تتبع النموذج الرأسمالي والاقتصاد الحر المحكوم بقوى السوق؟ وأخيراً: ما المقصود بالاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الحديث؟، قد تبدو الإجابة عن هذه الأسئلة بدهية، فالحزب الشيوعي الصيني هو الحزب القائد للدولة والمجتمع وفقاً لما نصّ عليه الدستور الصيني، إلا أن الأمور لا تبدو محسومة بهذه البساطة لمن يقدر له أن يزور الصين أو يقيم فيها».
السفير مصطفى الذي استعرض في مقالته جذور الحزب الشيوعي الصيني ونشأته وتاريخه والمراحل التي مر بها وصولاً إلى عقيدته الحالية وطريقته في حكم الصين وإدارتها اليوم، بهدف فهم موقع الصين السياسي والعقائدي الحالي والمسار الذي سيسلكه في المستقبلين قصير المدى وطويله، خلص إلى القول: «لاشك في أن الصين قد حققت الكثير في ظل قيادة الحزب الشيوعي الصيني، ولكنها تدرك أن عليها مواصلة العمل الدؤوب للانتقال كلياً من المرحلة الرأسمالية الوسيطة إلى المرحلة الاشتراكية النهائية، وإلى أن يتحقق هذا يواصل الحزب الشيوعي الصيني قيادة الدولة باتجاه تحقيق المزيد من الرفاهية لشعبه، في بيئة صحية مستدامة، واقتصاد حديث يقوم على أسس الإبداع العلمي والتكنولوجي، فالصين عاقدة العزم على الانتقال من مرحلة «صنع في الصين» التي أصبحت خلالها أكبر دولة صناعية في العالم، إلى مرحلة «أُبدع في الصين» التي تعتمد بالدرجة الأولى على الإبداع والاختراع وتطوير التقانات الجديدة في شتى فروع العلوم، ولاسيما التقانات الحيوية، والذكاء الصنعي، وأنصاف النواقل. وبموازاة مسيرة تحقيق هذه الأهداف، لا ينفك الحزب الشيوعي الصيني، بقياداته وكوادره، عن ترديد الشعار التالي: «لا تنسَ أين كان قلبك في البدايات، وحافظ بثبات على مهمتك الأولى».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن