الخبر الرئيسي

موسكو ترفض مشروع القرار الأممي بفتح ممر ثانٍ لنقل المساعدات إلى سورية وتذكّر بيدرسون بمهامه … بوتين: لا حرب عالمية ثالثة ومرحلة القطب الواحد انتهت والعالم يتغيّر بشكل جذري

| الوطن- وكالات

كشفت روسيا أمس الغطاء عن موقفها إزاء جملة من القضايا الدولية، والتي تسعى الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون إلى استئناف تسخينها بغية مواصلة التصعيد وكسب المزيد من الوقت ريثما تتضح صورة العالم الجديد والذي تغير بالتأكيد وفقاً لما صرح به الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وفيما تتواصل محاولات واشنطن المستميتة لفرض أجندتها الخاصة بمسألة المعابر وتجنيدها ما يلزم من أطراف ومؤتمرات وبيانات استباقية لجلسة مجلس الأمن المرتقبة الشهر الحالي، أوضحت موسكو موقفها مما سيجري بوضوح، معلنة رفضها فتح ممر ثانٍ لنقل المساعدات عبر الحدود إلى سورية، مذكرة الولايات المتحدة بأن القلق على حياة السوريين يمر من بوابة إنهاء مسببات المعاناة والتي يأتي على رأسها عقوبات قيصر والسطو على ثروات السوريين وأموالهم.
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعلن خلال حواره السنوي (الخط المباشر) أمس، أن مرحلة القطب الواحد انتهت والعالم يتغير بشكل كبير وجذري، وأضاف: إن العقوبات ضد روسيا عادت علينا بالفائدة وتمكّنا من تطوير قدراتنا، وأوضح أن «العالم يتغيّر بشكل كبير والشركاء في الولايات المتحدة يدركون ذلك، لكنهم يحاولون الحفاظ على الاحتكار»، لافتة إلى أنه يعوّل على أن يتخذ النظام العالمي طابعاً أفضل، وأن تعود العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة إلى طبيعتها.
وحول رد موسكو على العقوبات الغربية، قال بوتين: إن روسيا لن ترد على العقوبات بشكل يمكن أن يلحق بروسيا ضرراً، لكن يمكنها أن ترد بطريقة غير مباشرة على العقوبات.
وبخصوص التهديدات الأميركية بعقوبات جديدة ضد روسيا، بعد اللقاء الذي جمع زعيمي البلدين في جنيف الشهر الماضي، وما إذا كان الرئيس جو بايدن يمكنه لعب دور مهم في العلاقات بين البلدين، قال بوتين: إنه «على الرغم من أن لدى الولايات المتحدة، نظامها السياسي الخاص، وتوجد بعض الضوابط والتوازنات، لكن الكثير من الأشياء تتوقف على الرئيس هناك».
بوتين الذي رآى حادث مدمّرة «ديفيند» البريطانية قبالة سواحل شبه جزيرة القرم يجب أن يكون قد وضع العالم على حافة حرب عالمية جديدة. قال: «حتى لو أغرقنا هذه السفينة فمن الصعب التصوّر أن العالم وجد نفسه على حافة حرب عالمية ثالثة، فيدرك هؤلاء الذين يفعلون ذلك أنهم لن يخرجوا منتصرين من هذه الحرب».
تصريحات بوتين تزامنت مع تصريحات مماثلة ولافتة لوزير خارجيته سيرغي لافروف خلال مؤتمر صحفي جمعه مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو، حيث أعرب عن معارضة موسكو لمشروع قرار جديد تم طرحه في مجلس الأمن الدولي بشأن فتح ممر ثانٍ لنقل المساعدات عبر الحدود إلى سورية، وقال لافروف: «إذا كنا قلقين في الواقع من المشاكل الإنسانية التي يعاني منها الشعب السوري، فينبغي النظر إلى مجمل الأسباب التي أسفرت عن ظهور هذه المشاكل، ابتداء من العقوبات، بما فيها قانون قيصر الخانق وغير الإنساني الذي تبنته إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، والاستيلاء غير المشروع على الأصول السورية في المصارف الغربية بطلب من واشنطن ما لا يمكن وصفه إلا بمجرد النهب، ورفض شركائنا ضمان تقديم المساعدات الإنسانية بوساطة المنظمات الدولية عبر دمشق وعبر خطوط التماس إلى جميع المناطق التي لا تزال خارج سيطرة الحكومة حتى الآن».
وفي معرض تعليقه على مشروع القرار الجديد الذي قدمته النرويج وإيرلندا إلى الأمم المتحدة، شدد لافروف على أن هذه المبادرة «تتجاهل بشكل تام ما تحدّث عنه (الآن)، موجهاً انتقادات شديدة إلى «تصرفات الاتحاد الأوروبي غير المقبولة»، وقال: إن بروكسل «عندما تحاول مساعدة اللاجئين تنظم مؤتمرات وتدعو إليها الأمين العام للأمم المتحدة وتتصرف وكأن هذا الموضوع لا يخص الحكومة السورية إطلاقاً».

وتطرّق لافروف إلى مهمة الأمم المتحدة ومبعوثها الخاص إلى سورية غير بيدرسون، وقال: «تكمن هذه المهمة في تشجيع الأطراف على الحوار، وهو (بيدرسون) ويعد شخصية مساعدة في هذه العملية، ويجب أن تجري تصرفات السيد بيدرسون وفريقه في هذا السياق، من دون أن يفرض رؤيته على الأطراف».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن