تعيش الصافرة السورية لكرة السلة في أسوأ أيامها بعد عزوف أفضل الحكام عنها، وعدم وجود البدائل الجيدة لها بسبب عدم وضوح الرؤية بمستقبل الصافرة، لكن القيادة الرياضية الجديدة نجحت في رفع أجور الحكام ما يتناسب مع جهودهم، لكن الوضع ما زال غير مبشر، فالقاعدة لم تدعم بحكام شباب، والأجور لم تعد تعطي الحكم مساحة من التفاؤل بعد موجة الغلاء، والاحتراف الذي يحلم به الحكام بات ضرباً من الخيال.
رغم كل ذلك لابد أن يكون هناك إشراقة واحدة للصافرة السورية بعد أن وصل حكمنا الدولي وسام زين إلى المستوى القاري، بعد الأداء الجيد الذي يتركه في كل بطولة يشارك فيها، إلا أنه أصبح أحد أهم الحكام بالقارة الآسيوية وما تكليفه بقيادة مباريات النهائيات الآسيوية القادمة في أندونيسيا إلا تأكيد على جدارته وعلو كعبه.
«الوطن» حيال هذا التألق التقته وأجرت معه الحوار التالي:
• ما سبب هذا التألق ومشاركتك المفيدة في بطولة آسيا القادمة؟
لجنة الحكام الرئيسية في الاتحاد الآسيوي تتابع مسيرة الحكم خلال فترة زمنية تصل إلى سنة أو أكثر خلال مشاركاته، أنا والحمد لله أكثر مشاركاتي كانت على مستوى غرب آسيا وبطولات الخليجية المتعددة إن كانت على مستوى المنتخبات أو على مستوى الأندية فأصبح لدي مشاركة واسعة بأداء جيد يليق بالصافرة السورية، فهذا الموضوع ساعدني كثيراً وأصبح لدي مشاهدة من الاتحاد الآسيوي الذي يرغب في رؤية الحكم بجاهزية وإمكانيات فنية عالية ولغة إنكليزية جيدة.
• ما سبب غياب حكامنا عن الساحة العربية والقارية؟
نحن في سورية نملك حكاماً مهمين، ولدينا قاعدة تحكيمية تعتبر جيدة، وسابقاً كانت سورية من أفضل الدول العربية بموضوع حكام السلة، لكن النظام الجديد الذي فرضه الاتحاد الدولي يعتمد على التصنيف ضمن آلية جديدة لتحديد مقاعد الحكام لكل دولة، وهذا الشيء له أنظمة وقوانين منها مستوى اللعبة في البلد، ومستوى الأندية وعدد الفئات التي تلعب بها ومنها عدد اللاعبين واللاعبات وعدد المدربين والمدربات، ويوجد تصنيف عالمي يفرضه الاتحاد الدولي، وعلى أثر هذا الشيء يتم تحديد أو منح مقاعد خاصة بكل بلد، وخلال فترة الأزمة التي مرت بالبلاد توقفت عدة مشاركات على مستوى المنتخبات أو الأندية لدينا، وهذا الشيء ساهم في تراجع مستوى اللعبة وقدرتها على اللعب، وللأسف الشديد نحن خلال السنوات الأربع الأخيرة كان هناك تحديد لعدد المقاعد، فما كان موجوداً لا يتجاوز مقعداً أو مقعدين، وعادة يكون هناك مقعد لحكم شاب ومقعد لحكم شابة، الذي احتلته حالياً زميلتنا عليا الياسين، ومشاركتي ببطولة آسيا القادمة سوف تساهم في إيجاد مقعد جديد في الفترة القادمة.
• برأيك هل التحكيم السوري بخير في الآونة الحالية؟
التحكيم السوري نستطيع أن نقول أنه خلال السنتين الماضيتين يعتبر بخير، لأننا أمام دعم للعنصر الشبابي من الجنسين بشكل كبير، وأصبح هناك مشاركة كبيرة من كل المحافظات، وتأهيل عدد لا بأس به من الحكام من محافظات، حلب، اللاذقية، حمص، دمشق، وأتوقع أن هذا العدد الكبير لابد أن يفرز مواهب تحكيمية جيدة في الفترة القريبة.
• ماذا ينقص الصافرة السورية حتى تصل للعالمية؟
بصراحة الوصول للعالمية ليس سهلاً وهو يحتاج إلى توفر العديد من المقومات والشروط من صالات حديثة، وبنى تحتية جيدة، ومنتخبات قوية ولاعبين أجانب ودوري قوي، وقنوات تلفزيونية ناقلة، وقناة رياضية متخصصة، وكل ذلك ما زال غائباً عنا، حتى على الصعيد الآسيوي ما زال ينقصنا الكثير.
• ماسبب تألق حكامنا بالخارج وتواضع مستواهم بالمسابقات المحلية؟
طبعاً حكامنا جيدون في الخارج لأنهم حياديون، ولا توجد ضغوط عليهم، على عكس عملهم في مسابقاتنا المحلية فتمارس عليهم الضغوطات لأن جمهورنا عاطفي ولا يعرف من الرياضة سوى الفوز.
• هل تتناسب أجور الحكام مع الجهود التي يبذلونها؟
الأجور التحكيمية لا تتناسب مع الجهود الذي يبذلها الحكام، طبعاً اتحاد السلة والقيادة الرياضية نجحا في رفع الأجور بما يتناسب مع تطور الحكام لكن في ظل ارتفاع الأسعار والغلاء المعيشي باتت هذه الأجور غير ملبية، وهناك حالياً جهود كبيرة في سبيل رفع الأجور مجدداً.
• هل القاعدة التحكيمية لدينا جيدة؟
بدأت القاعدة التحكيمية تشهد إقبالاً كبيراً من الحكام الشباب الواعدين بعدما وفرت القيادة الرياضية لهم الأجواء المناسبة لدخول أجواء التحكيم لذلك القاعدة بخير وسوف نشهد حكاماً متميزين في المواسم القادمة.