سورية

دعوا إلى الخروج بتظاهرات لردع تسلطها على رقاب المدنيين … سكان في إدلب: «النصرة» يقيّد حرياتنا الشخصية وينهب جيوبنا!

| وكالات

أكد سكان في المناطق التي يسيطر عليها تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي في محافظة إدلب، أن التنظيم يواصل تضييقه الخناق عليهم، من خلال فرض أحكامه وأفكاره ومعتقداته وتدخله حتى في أدقّ تفاصيل حياتهم، فضلاً عن نهب أموالهم مقابل إطلاق سراحهم من سجونه، داعين للخروج بتظاهرات تحذيرية لردع تسلطه على رقاب المدنيين.
وتحدث شاب يدعى أحمد المحمد (اسم مستعار لنازح في مخيمات أطمة الحدودية)، بأنه أمضى ليلة زفافه الشهر الماضي، في سجن أحد مخافر ما تسمى «حكومة الإنقاذ» التي شكلها تنظيم «النصرة» المدرج على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية، وفق ما ذكرت وكالة «نورث برس» الكردية في تقرير نشرته أمس.
وأشار إلى أن إحدى الدوريات الأمنية التابعة للتنظيم، اعتقلته بسبب تشغيل الموسيقى في حفل زفافه على اعتبار أن «الأغاني حرام»!
وقال الشاب: إنه «اضطر لدفع 100 دولار أميركي مقابل إطلاق سراحه في اليوم التالي!»، معتبراً أنها «عملية سرقة» من نوع آخر.
وحسب الوكالة، فإن سكاناً في إدلب أكدوا أن تنظيم «النصرة» وعبر أجهزته الأمنية يضيق الخناق عليهم عبر فرض أحكامه وأفكاره ومعتقداته الدينية ويتدخل مسلحوه في أدق تفاصيل حياتهم والتي تشابه ممارسات تنظيم داعش الإرهابي.
وبيّنت، أن التنظيم يمنع حلق اللحية وأنواعاً من الحلاقة، كحلق أجزاء من الرأس وترك بعضه، مشيرة إلى أن عقوبة ذلك قد تصل إلى السجن وإغلاق الصالون وحلق الشعر بالكامل أو ما يعرف بالحلق «على الصفر» كعقوبة.
كما يلاحق مسلحو التنظيم التدخين والنرجيلة في صالات الألعاب والمطاعم والأماكن العامة، ويعمدون إلى مصادرتها، إضافة إلى فرض ارتداء الحجاب والعباءة الطويلة حتى القدمين على النساء والفتيات، وفصل الذكور عن الإناث في كل مراحل المدارس والمعاهد والجامعات.
وفي آذار من العام الماضي، خرجت عشرات النساء بتظاهرة ضد التنظيم في بلدة السحارة بريف حلب الغربي، للمطالبة بالإفراج عن ذويهم المعتقلين في سجون «النصرة».
وقالت مصادر في تصريحات نقلتها الوكالة حينها: إن «الجهاز الأمني التابع للنصرة عمل على تفريق التظاهرة باستخدام العنف وإطلاق الرصاص على المتظاهرات».
وأواخر العام الماضي، أمضى شاب يدعى سعيد العيدو (23 عاماً- اسم مستعار لنازح في إدلب)، ثلاثة أيام في سجون «النصرة» بسبب ما تسمى «حلاقة القزع»، وقال بهذا الخصوص في تصريح نقلته الوكالة: «كانت تلك الأيام الأصعب في حياتي».
ووفقاً للوكالة، فإن العيدو الذي اعتقلته دورية أمنية تابعة لما يسمى «جهاز الحسبة التابعة لــــ«النصرة»، تعرض للعديد من المضايقات النفسية والجسدية، حيث عمد التنظيم إلى حلاقة شعره بالكامل ووضعه في زنزانة منفردة لمدة تسع ساعات قبل أن يوجه له «القاضي» تهمة «حلاقة القزع» والتجول في مناطق مختلطة، ليضطر بعدها إلى توقيع تعهد خطي بعدم العودة لتلك الأفعال مقابل إطلاق سراحه!
زياد شيخو (اسم مستعار لأحد سكان مدينة سرمدا) بدوره اعتبر أن القرارات التي يصدرها تنظيم «النصرة» هي «لسرقة ونهب جيوب السكان من خلال إجبار المعتقل على دفع مبلغ مالي مقابل إطلاق سراحه».
ودعا شيخو إلى القيام بتظاهرات تحذيرية «لردع تسلط «حكومة الإنقاذ» على رقاب المدنيين».
وأصدرت مؤخراً ما تسمى «جامعة إدلب» التابعة لــــ«النصرة» قراراً يقضي بمنع طلابها من تشكيل مجموعات مختلطة «ذكور وإناث» على مواقع التواصل الاجتماعي!، الأمر الذي أثار موجة من السخرية والانتقاد بين الطلاب الذين اعتبروا أن القرار من دون قيمة أو فائدة، بينما رأى فيه آخرون تقييداً لحرية الطلاب في النقد وتسليط الضوء على مشكلاتهم الدراسية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن