ثقافة وفن

أسرة «على صفيح ساخن».. تحت الضوء في غاليري «مصطفى علي» … علي وجيه لـ«الوطن»: أتمنى أن يكون هناك تحرك حقيقي من الجهات المختصة تجاه هذه الشرائح

| سارة سلامة-ت: طارق السعدوني

في مكان يبدو كقصيدة دمشقية معتقة، وياسمينة تلجأ للنور لتنثر عطرها، وحيّ يشهد على عراقة وتاريخ، ورغم الازدحام وارتفاع درجات الحرارة، وسوء توزيع أجهزة الصوت حيث كنا في صفوفنا جالسين لا نفهم حقيقة ما يجري من حديث على المنصة، إلا أن الجو كان مليئاً بالمحبة، احتفالاً بأسرة مسلسل «على صفيح ساخن» الذي قدم صانعوه أبهى ما لديهم، وبحسب الكثير من النقاد فإن العمل استطاع أن يعيد للدراما السورية هيبتها بعد كبوات كثيرة.

وبحضور وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل سلوى عبد الله وممثل عن محافظ دمشق، وعدد من أهل الفن والصحافة، كرّم «غاليري مصطفى علي» بالتعاون مع «مؤسسة ع. سيّار» أسرة العمل من خلال أمسية حوارية، بوجود مخرج العمل سيف الدين السبيعي، والكاتب علي وجيه، وبعض فناني وفنّيي العمل، وتناولت الندوة أفكاراً حول مضمون العمل وبنائه وخصوصيته وجوانبه الفنية والبصرية وكواليس تصويره وتفاصيل تحضيراته وصناعته.

الميزة هي الواقعية

وفي تصريح خاص لـ«الوطن» بيّن كاتب العمل علي وجيه أنه: «سعيد جداً بأصداء العمل الإيجابية، وسعيد بهذه اللمة مع الناس لأنها مختلفة تماماً، وأعتبر أن هذا التفاعل مهم جداً، فهو يتيح لي الاستماع لجميع الآراء السلبية والإيجابية، وبما أن الحضور رسمي أتمنى أن يكون هناك تحرك حقيقي من الجهات المختصة تجاه هؤلاء الأشخاص والشرائح الموجودة بكثرة، والتركيز على ظاهرة عمالة الأطفال التي طرحت في العمل بطريقة كبيرة، وأعتقد أن أي شيء يطرح في الدراما ويلقى تفاعلاً واهتماماً يعتبران محفزاً حقيقياً لننتج بشكل دائم، وننبش قضايا تهم الناس ونتحدث عنها».

وأضاف وجيه: «إن ما يميز العمل هو الواقعية، وأن هذا النوع من الأعمال من فترة لم يتطرق لها أحد، ربما لأن المشاهدين اشتاقوا لهذا النوع، والناس البسطاء وجدوا أنفسهم فيه، أما بخصوص النقد الذي وجه للعمل فبيّن وجبه أنه: «كان يجب أن نركز على الأطفال ونفرد لهم مساحة أكبر وهذه النقطة حقيقية وأراها ضرورة غابت عنا».

وبيّن وجيه بخصوص إمكانية إقامة جزء ثان من العمل أنه: «حتى هذه اللحظة لا أستطيع أن أقول إن هناك جزءاً ثانياً، لأن ذلك مرهون بشركة الإنتاج والأمور التسويقية التي ممكن أن تحدث».

حصدنا في النهاية

ومن جهته قال عبد الرحمن قويدر إنه: «لا شك بأن نجاح العمل جعلنا نعيش سعادة كبيرة، صحيح أننا تعذبنا جداً ولكننا تأملنا كثيراً وحصدنا بالنهاية، ونجاح العمل جاء من كونه يمثل جزءاً كبيراً من الواقع السوري، وسلط الضوء على فئة من المجتمع لم نكن نلقي اهتماماً لها، وهي فئة «النباشين»، وفي هذه الأمسية تحدثنا مطولاً عن هذه النقطة مع المسؤولين إن كانت سفيرة النوايا الحسنة أو وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل، أو مندوب محافظ دمشق وأنه يجب أن نسلط الضوء عليهم أكثر من ذلك، وأتمنى ألا تذهب جهودنا عبثاً، لأننا عشنا لحظات تعب من أول يوم إلى آخر يوم، نحو 90 يوماً من التصوير في أيام البرد والحرّ الشديد، وعانينا جداً، صوّرنا بمكبات وأماكن وكان لديّ عدة مشاهد في قلب الحاوية والمكبات لذلك العمل كان متعباً ولكنه ممتع».

الغوص داخل المدينة

بينما قال جمال قبش إن0: «في الـ10 سنوات الأخيرة التي مرت على سورية لمست كل مواطن، ما بالك عندما يذهب عمل درامي أو أدبي بداية ويرمينا كمشاهدين على صفيح ساخن، العمل واقعي عرّج على المجتمع ومعاناته، وأخذنا كذلك إلى واقع برلين بعد الحرب، ربما تأثر بأعمال عالمية ليلقي الضوء على أعماق المدينة، كما برع على صفيح ساخن في الغوص داخل المدينة، التي هي القطة على صفيح ساخن، ودمشق هذه القطة الجميلة الموجودة أمام كل البيوت الدمشقية كم تعاني، القطط تعاني في بلدنا لأن المواطن لم يعد لديه ما يرميه في الزبالة، وهناك بشر يعيشون حول الزبالة ألقينا الضوء عليهم، وللأسف مؤسساتنا الاجتماعية لا تراهم، وهذا الواقع ليس مبالغاً به بل ذلك هو الواقع المعاش».

وأضاف قبش: «إن مؤسساتنا الوطنية لا تقوم بواجبها على أكمل وجه، وربما ذلك بسبب الإعلام فهو لا يتحمل عبء نقل وجهة نظر هذه الشخصيات والشرائح إلى العلن، وخاصة أن أعدادهم بازدياد، وهناك بشر يحملون شهادات ويذهبون باتجاه القمامة لأن ذلك أصبح باب رزق وقد تصبح مهنة، وأقول لكل الذين ساهموا بالعمل شكراً بدءاً من الكاتب الذي جعلنا نلقي الضوء على هؤلاء الناس».

يخدم الممثل

عبد الفتاح المزين قال عن التجربة: «هي جداً مهمة جميلة واستفدت منها كثيرا، ولكنها لم تضف لي شيئاً ومثلها كأي تجربة سابقة، عن الوقوف أمام كاميرا سيف سبيعي بيّن المزين: «هذا شيء مهم جداً إن اجتمع فيه بالعمل وفوجئت به فعلاً أنه رجل محترم موهوب ويخدم الممثل أمام الكاميرا ورأيته أمامي وكأن عمره الفني نحو الـ70 عاماً وهو بعمر أولادي».

أعاد الصدى

وقال عدنان أبو الشامات إن: «نجاح أي عمل يعنيني كثيراً لأن الدراما السورية مرت بفترات ركود وصعوبات ومقاطعات، ولا شك أن هذا المسلسل استطاع أن يعيد من الصدى المهم للدراما السورية، وعرض بالكثير من القنوات داخلياً وخارجياً، حتى لو كان الدور غير مهم ولكن المهم هو العمل بشكل كامل، وحقيقة العمل ممتع وفيه ممثلون رائعون، ومخرج ونص رائعان، وهو المطلوب حتى تعود الدراما السورية لألقها، وخاصة أن هذه الدراما مجحفة بحق الفنان السوري، وعندما عدت للبلد فوجئت بأن الأجور تدنت بشكل كبير جداً وهذا لا يخدم الدراما وإذا استمرت هذه السياسة سيصبح ترتيبها في أواخر الدراما، وأعتقد أن هناك أشياء كثيرة إنتاجية وفنية يجب أن تعود لترجع الدراما السورية إلى مكانتها السابقة».

قضيتي الأولى

بينما قالت تسنيم باشا إنني«تأثرت جداً بالشخصية وأكثر شيء لفتني بها أنها أمّ، حتى لو أنني لم أجرب للآن هذه المشاعر ولكن أستطيع أن أتعاطف مع الأمهات، وأعتبر الأطفال قضيتي الأولى، وهي شخصية أمّ حاربت جداً ورجعت للمكب والحياة، والشخص الذي هربت منه من أربع سنوات لأجل ابنها، ولا شك أن الدور أثّر بي وأتمنى أن أكون قدمته بطريقة جيدة وجميلة وأن يكون إحساسي وصل للناس، ويمتاز لوكيشن سيف سبيعي أنه هني جداً وجديّ وعادة يكون مسانداً للممثل».

على قدر الغنى

وبين الموسيقار رضوان نصري: «على صفيح ساخن من الأعمال المميزة التي أعادت هيبة الدراما السورية، ومنذ فترة لم نشهد أعمالاً كهذه سواء كان قبل الأزمة أم بعدها وهذا ما جعلنا على قدر المسؤولية، والموسيقا التصويرية في «على صفيح ساخن» كانت صعبة لأنها تجمع بين عالم القاع وعالم الشيء الأوركسترالي، ومن ناحية أخرى بطريقة مفعمة بالحب والموسيقا والآلات الموسيقية، وعادة الجمع بينهما شيء صعب جداً في عالم الموسيقا، وهو عمل يجبرنا أن نكون مختلفين حيث نتعامل مع كتابة نص لعلي وجيه ويامن الحجلي مختلف تماماً بمفرداته، والإخراج يحمل فكراً غربياً أكثر، لذلك الموسيقا يجب أن تكون على قدر من هذا الغنى».

ويذكر أن العمل من بطولة: (باسم ياخور، سلوم حداد، أمل بوشوشة، ميلاد يوسف، عبد المنعم عمايري، يزن خليل، يامن الحجلي، معن عبد الحق، نظلي الرواس، سمر سامي، عدنان أبو الشامات، جمال قبش، سليم صبري، عبد الفتاح مزين، محمد قنوع، شادي الصفدي، عبد الرحمن قويدر، بلال مارتيني، علياء سعيد، وائل زيدان، سليمان رزق، جنى عبود)، نص علي وجيه ويامن الحجلي، إخراج: سيف الدين سبيعي، موسيقا: رضوان نصري.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن