رياضة

نصف نهائي متجدد بين البرازيل والبيرو في كوبا أميركا … الأرجنتين وكولومبيا يضربان موعداً آخر

| خالد عرنوس

تأهل منتخبا الأرجنتين وكولومبيا إلى نصف نهائي كوبا أميركا بنسختها السابعة والأربعين الجارية في البرازيل وذلك عقب فوز الأول بسهولة على نظيره الإكوادوري بثلاثة أهداف دون مقابل سجل أحدها ليونيل ميسي فتصدر لائحة الهدافين، في حين احتاج الثاني إلى ركلات الترجيح ليتجاوز زعيم البطولة الأورغواي بنتيجة 4/2 بعد التعادل دون أهداف خلال الوقت الأصلي وبذلك ضرب الألبيسيليستي الأرجنتيني موعداً مع الكوفيتيروس الكولومبي موعد في دور الأربعة.

ويقام نصف النهائي الأول فجر غد الثلاثاء بداية من الساعة الثانية ويجمع طرفي نهائي النسخة الماضية البرازيل حامل اللقب وصاحب الضيافة مع وصيفه البيروفي في واحدة من كلاسيكيات البطولة في النسخ الأخيرة فهما سيتقابلان للمرة السادسة في النسخ الأربع الأخيرة وآخرها في الدور الأول عندما انتهت بفوز كبير للسيليساو برباعية نظيفة ويطمح لاعبو السامبا للاحتفاظ بلقبهم والظفر بالكأس العاشرة خاصة أنهم يلعبون على أرضهم على حين يأمل لاعبو البيروخا كتابة تاريخ جديد ينهون من خلاله العقدة البرازيلية التي لازمتهم في المواجهات الأربع الأخيرة وأيضاً استعادة نغمة الانتصارات على الأراضي البرازيلية بعد غياب 46 عاماً.

أداء سيئ وحظ أسوأ

لم يقدم منتخب أورغواي زعيم البطولة التاريخي ما يشفع له باستعادة عرشه كبطل للبطولة بعد 10 سنوات فغاب للنسخة الرابعة عن المشهد بعدما سقط في ربع النهائي للمرة الثالثة منذ تتويجه باللقب الخامس عشر في الأرجنتين 2011، وجاء خروجه للمرة الثانية على التوالي بركلات الترجيح بعدما ذاق مرارتها 2015 أمام البيرو في النسخة الماضية لكن الملاحظ أن السيليستي أخفق بالتسجيل في المرات الثلاث الأخيرة له في دور الثمانية فتعادل سلباً في النسختين الأخيرتين وخسر بهدف أمام اللاروخا عام 2015 على حين سقط من الدور الأول في النسخة المئوية 2016، وقدم لاعبو المدرب تاباريز مباراة متوازنة مع المنتخب الكولومبي كانت الأفضلية خلالها أكثر قليلاً للقهوجية ولعب حارسا المرمى (الأورغواياني) موسليرا و(الكولومبي) أوسبينا دوراً كبيراً في الحفاظ على صمت الشباك خلال الدقائق التسعين بتصديهما لعدد من الكرات الصعبة لكن معظم الفرص تاهت على مشارف المرميين ليركن اللاعبون إلى حكم ركلات الحظ الترجيحية.

أوسبينا البطل

في ركلات الأعصاب التي حملت الرقم 28 في تاريخ البطولة بدا الكولومبيون أهدأ فسجل زاباتا أولاً ثم عادله كافاني ورجح دافينسون سانشيز الكفة للصفر وتصدى أوسبينا لركلة خوسيه خيمينيز فوسع ييري مينا الفارق بالركلة الثالثة وقلصه سواريز وعزز ميغيل بورخا حظوظ فريقه بالرابعة على حين أنهى أوسبينا أحلام السماويين برده طائراً لتسديدة ماتياس فينا مهدياً فريقه مكاناً بين الكبار للمرة التاسعة منذ إقرار نظام الأدوار الإقصائية في البطولة، وقد احتفل أوسبينا بخوضه مباراته الدولية 112 كأكثر اللاعبين الكولومبيين.

وحققت كولومبيا الفوز بركلات الترجيح للمرة الثالثة من ست مرات اضطرت لخوض هذا الامتحان والطريف أن أول ركلات ترجيح طبقت في البطولة شهدت فوز كولومبيا على الأورغواي خلال الدور ذاته في نسخة 1993 بعد التعادل 1/1، في حين أصبحت الأورغواي أكثر من لعب ركلات الحظ (10 مرات) فخسرتها للمرة السادسة.

ثلاثية التانغو

مرة أخرى أثبت راقصو التانغو عزمهم على عدم ترك أي شيء للمصادفة فدخلوا المباراة عاقدين العزم على الحسم المبكر بعدما تابعوا خروج غريمهم الأبدي بالترجيح وبالفعل ترجم رودريغو دي بول أفضلية أبناء الأرجنتين بالهدف الأول الذي صنعه ميسي قرب نهاية الشوط الأول الذي شهد فرصاً بالجملة للفريقين فالإكوادوريين لم يكونوا بدورهم غائبين فأهدر لهم فالنسيا خصوصاً ثلاث فرص سانحة على حين رد القائم الإكوادوري كرة ميسي المنفرد، وفي الشوط الثاني سارت الأمور على النهج ذاته وجاء الحسم في الدقيقة 85 إثر هجمة مرتدة لعب فيها القائد ميسي دور الممرر مجدداً فأهدى لاوتارو هذه المرة كرة الهدف الثاني، وفي الوقت بدل الضائع سنحت الفرصة للبرغوث ليضع بصمته الخاصة عبر ركلة حرة قريبة من حدود الجزاء فترجمها هدفاً ثالثاً أنهى الوصلة الرابعة لراقصي التانغو كما يجب في هذه البطولة.

ميسي هداف

المنتخب الإكوادوري أنهى دون فوز وخسر للمرة الثانية وفي كلتيهما لم يسجل في حين تعادل في المباريات الثلاث الأخرى عندما ينجح لاعبوه بالتسجيل وبذلك وصل المباراة التاسعة في البطولة دون فوز، في حين نجح الألبيسيليستي بالفوز للمرة الرابعة في هذه النسخة بعد التعادل الافتتاحي وحافظ على نظافة شباكه للمرة الثالثة.

وخاض الثنائي لاوتارو مارتينيز ورودريغو دي بول المحترفان في الكالشيو مباراتهما الدولية رقم 27 وفيها افتتح لاعب أودينيزي سجله من الأهداف الدولية عل حين سجل مهاجم إنتر ميلانو هدفه الدولي الحادي عشر والثاني في هذه النسخة والرابع في كوبا أميركا بعد هدفين في نسخة 2019، في حين واصل ميسي تعزيز سجله الشخصي سواء على صعيد المباريات الدولية (149 مباراة) وسجل هدفه رقم 76 مقترباً من تجاوز الملك بيليه (77 هدفاً) والأهم أنه تساوى مع (مواطنيه) غابرييل باتيستوتا وجوزيه مانويل مورينو في المركز السابع لهدافي كوبا أميركا التاريخيين ولكل منهم 13 هدفاً على بعد 4 أهداف من متصدر القائمة الأرجنتيني كذلك نوربرتو مينديز، ولا يسبق ميسي سوى البرازيلي زيزينيو (17 هدفاً كذلك) والبيروفي لولو فيرنانديز والأورغوياني سفرينيو فاريللا (15 هدفاً لكل منهما) والبيروفي باولو غيريرو والتشيلياني إدواردو فارغاس (14 هدفا).

يذكر أن ميسي تصدر لائحة الهدافين في البطولة الحالية برصيد 4 أهداف بفارق هدف أمام البيروفي جيان لوكا لابادولا وهدفين عن تسعة لاعبين هم: البرازيلي نيمار والأرجنتينيان أليخاندرو غوميز ولاوتارو مارتينيز والبيروفي أندريه كاريللو والأورغوياني إدينسون كافاني والباراغوياني أنخيل روميرو والبوليفي إيروين سافيدارا والإكوادوري إيرتون بريسيادو، يذكر أن البطولة شهدت مع نهاية 24 مباراة تسجيل 56 هدفاً بمعدل 2. 33 في المباراة الواحدة.

عقدة السامبا

في بطولة كوبا أميركا المئوية قبل خمسة أعوام في الولايات المتحدة فاز المنتخب البيروفي على نظيره البرازيلي بهدف يتيم بعد مباراة عاصفة أطاحت براقصي السامبا خارج البطولة يومها بعدما احتلوا المركز الثالث وراء البيرو والإكوادور، ومنذ تلك الهزيمة لم يعرف البرازيليون الخسارة أمام البلانكوروخا ففاز في خمس مواجهات رسمية جمعت الفريقين ومنها ثلاث مرات في كوبا أميركا ما شكل عقدة للاعبي المدرب ريكاردو غاريكا المدرب الذي مازال قائماً على رأس عمله منذ الفوز الشهير والأخير على الرغم من أن البيروخا فاز ودياً على السيليساو بهدف في خريف 2019، ويحلم البيروفيون اليوم بإنهاء هذه العقدة في المكان والزمان المناسبين، فاللقاء سيقام في البرازيل على ملعب نيلتون سانتوس الأولمبي في ري ودي جانيرو والمناسبة نصف نهائي كوبا أميركا وفك العقدة حتى من دون فوز (بركلات الجزاء مثلاُ) سيشكل دفعة هائلة لرفاق أندريه كاريللو الغائب لعقوبة إدارية عقب خروجه مطروداً من لقاء ربع النهائي، ويعول غاريكا على الفريق الذي تجاوز محنة الهزيمة الثقيلة افتتاحاً أمام أصحاب الأرض بالأربعة واستطاع إنهاء الدور الأول بالمركز الثاني قبل أن يتجاوز البلانكوروخا الباراغوياني بركلات الترجيح بعد مباراة عصيية.

الطريق السهل

بدوره سيفتقد المنتخب البرازيلي مهاجمه غاربيييل جيسوس للسبب ذاته إلا أنه لن يكون مؤثراً كما حال كاريللو أحد أسلحة البيرو الهجومية، ولا يبدو المدرب البرازيلي تيتي وفريقه سيتأثر كثيراً لغياب لاعب مان سيتي بوجود فيرمينيو وريتشارلسون وباربوسا وبالطبع من ورائهم نيمار الذي ظهر في هذه البطولة أكثر نضجاً وإن كان لازال يواجه بعض الانتقادات في بعض الأحيان، ورغم تجاوز السيليساو للاروخا بصعوبة في ربع النهائي بسبب اللعب بصفوف ناقصة لشوط كامل إلا أن الطموحات البرازيلية لا تتوقف عند نصف النهائي لاسيما أن البطولة تقام على أرضهم، وإذا قلنا إن البيرو لم تخسر سوى مباراة واحدة بعيداً عن هزائم السامبا الثلاث فإن المنتخب البرازيلي لم يخسر عقب تلك الخسارة من البيرو 2016 سوى مرتين على الصعيد الرسمي، الأولى أمام تشيلي في تصفيات مونديال 2018 والثانية في نهائيات المونديال ذاته أمام بلجيكا.

وخلال هذه الفترة استحق السيليساو التتويج باللقب التاسع في كوبا أميركا 2019 وسار في التصفيات المونديالية دون هزيمة خلال 17 مباراة متتالية في المونديال الماضي وهاهو يواصل النتائج الإيجابية محققاً ستة انتصارات متتالية خلال تصفيات المونديال القادم ثم حقق أربعة انتصارات في البطولة الحالية مقابل تعادل وحيد بعدما ضمن صدارة المجموعة الأولى وبعدما أراح تيتي عدداً لابأس به من الأساسيين ولذلك فإن كل الظروف والمعطيات تنبئ بتجديد البرازيليين لتفوقهم على البيروفيين وبالطبع فإن مجرد التعادل والوصول إلى ركلات الترجيح يدخل في خانة المفاجآت.

تاريخ وحاضر

وتذهب كل التوقعات إلى إمكانية تكرار سيناريو 2019 عندما اكتسح السيليساو نظيره بخماسية في الدور الأول وتحسنت الأمور في النهائي على الصعيد الرقمي والفني فاكتفى أبناء السامبا بثلاثة أهداف لهدف، واليوم فاز البرازيليون في الدور الأول برباعية ويمكن أن تجعل ظروف وأهمية المباراة القادمة البيروفيين في وضع أفضل على اعتبار أنهم مطالبون بتكرار الصعود إلى النهائي كما فعلوا في النسخة الماضية.

تاريخياً سبق للفريقين أن تقابلا في 46 مباراة والغلبة للبرازيلي بواقع 33 فوزاً مقابل 5 انتصارات فقط للبيروفي وتعادلا 8 مرات، ومنها 18مرة في كوبا أميركا انتهت منها 12 مباراة لمصلحة البرازيل مقابل 3 انتصارات للبيرو وتحمل صفة تاريخية، حيث حقق فوزه الأخير والوحيد رسمياً على الأراضي البرازيلية في نصف نهائي 1975 بنتيجة 3/صفر ورغم خسارتها إياباً 1/3 إلا أنها تأهلت للنهائي وتوجت يومها باللقب، والفوز الأول يعود إلى 1953 بهدف ويومها كان سبباً في خسارة السيليساو للقب بعد مباراة فاصلة أمام الباراغواي، والثالثة في 2016 وقد أطاحت بالبرازيل من الدور الأول للمرة الثانية فقط منذ إقرار نظام المجموعات في البطولة وقد أدت إلى إقالة المدرب دونغا وتغيير العديد من الأمور في المنتخب.

وبالمقابل فإن أشهر الانتصارات البرازيلية في «الكوبا» فكان في نهائي النسخة الفائتة، و7/صفر كأعلى نتيجة بين الفريقين في نصف نهائي 1997 أيام طيبي الذكر روماريو ورونالدو وأيضاً الفوز بنتيجة 7/1 في نسخة 1949 يوم توج السيليساو بلقبه الثالث.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن