ثقافة وفن

غرفتك … البخار الأخير

ضمن الإصدارات الشعرية التي تتقدم لتأخذ مكانها في الساحة الشعرية السورية ثمة أصوات تبدأ عالية بنبرتها ومحتواها، وتصرخ لإيصال رسالتها الشعرية على الرغم مما يعصف بالإنسان والكلمة والوطن، صدرت مجموعتان جديدتان للشاعر حمزة ديوب: غرفتك، البخار الأخير، وفي هاتين المجموعتين نقف أمام شاعر يطرح قضايا تتعلق بالوجود وماهيته، والإنسان وما ينتظره، والأهم من ذلك يفكر الشاعر فيما هو له، وما هو لسواه:
كان العالم فكرة
وحين تحجرت ولدنا
لا من ضوء.. ولا من صوت
بل
من غبار ودموع
كبرنا نعبد الوهم
ونستعبد الموسيقا والرمال
نتحرك
لنخرج الفراغ المعد لسوانا
أفق يتحرش بالشمس
ويبصق قوس قزح
وفي حديث عن عبثية الانتماء- كما يرى الشاعر- وعن القوافل الحائرة ما بين إقامة وهجرة بين انزراع ومغادرة يقول:
سأعجن التراب المعطل
مع الماء الدقيق
على جذر شجرة
وأنتظر الجرس
لأبدأ بالهجرة
يبدو القلق في البحث واضحاً عند الشاعر الذي ينطق همّه، ويبوح بهمّ الجيل الذي ينتمي إليه، وهو يطرح تساؤلات خطرة، لكنها تحتاج إلى أجوبة، وإن طرحها بشعر حديث، إلا أنه الأكثر قدرة في التعبير عن حاله وحالته:
سخاؤنا متمم لبوح البندقية
سكك التخلي توصلنا إلى أزرار الشيطان
العناية القوية تودد للنكران
قسوة التضحية هزل مبالغ فيه
لشدة عمائنا عن الدليل نلحق غراب الحكاية
أو نتهادى باقات الانقطاع والأصوات الفجة
وتستمر رحلة البحث عند حمزة ديوب في أسئلة بعد أن فقدت الدليل الهادي، وتحاول عبثاً أن تحدد المسار.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن