ثقافة وفن

معرض التشكيلية رؤى حسن لوحات ومنمنمات تحتضن عوالم الأنثى وإحساسها

اللاذقية- صبا العلي :

تميزت تجربة الفنانة رؤى احمد حسن في عالم الفن التشكيلي بجنوحها إلى تصوير العالم المرئي الواقعي بكثير من الحلم الأنثوي الأخاذ والشفاف متجاوزة مكونات الجسد وتفاصيله الثابتة لتأخذ بذلك منحى جديدا في هذا الفن وهو القدرة على اختراق الذات الإنسانية وصولا إلى عالم الروح من خلال جرأتها في طرح معالم جديدة أضافتها للوحاتها جاءت مزيجا من الحس التكويني واللوني الذي شكل جسد لوحاتها ومعناها وذلك في معرضها الفردي (عوالم أنثى).
ومن يتأمل لوحات رؤى يلحظ شغفها بتصوير جسد الإنسان وخصوصاً تقاسيم الوجه، والمرأة هي الأوفر حظا في تكويناتها اللونية فاللون يعلن بدء اللوحة قبل الخط إلا أن التركيز في مفهوم اللوحة ليس على الجسد فهو يمثل جسرا تعبر رؤى بأفكارها فوقه وتستقطب به مشاعر وانتباه الآخر، إنها حالة أنثوية تؤكد فيها رؤى وجود المرأة الحياتي كروح قبل الجسد فما من لوحة يبدو من خلالها الوجه مكتملاً إلا أنه يشكل في النهاية حالة تعبيرية أو منعكسا لموقف أو طبع أو توجه.
وتقول رؤى لصحيفة «الوطن»: إنني تجرأت في معرض (عوالم أنثى) على طرح مكونات جديدة كنت أخشاها في معارض سابقة فقد بدأت اكتسح مساحات لونية شكلت لدي الخطوط بين انحناءات وإنصاف دوائر تعكس الأمل والإصرار على الاستمرارية وكذلك انكسارات وزوايا ومثلثات تعكس تناقضات تمتلئ بها أيامنا فالفن في النهاية انعكاس لحالة تعبيرية تخلط الواقعي باللاواقعي بعد أن يدخل في مطبخ الجسد لتطلقه الموهبة المدمجة بالثقافة والمدعومة بالتجربة.
وتضيف رؤى إن الفنان الحقيقي لا يفتش عن انتماءاته لأي مدرسة فنية فالمدارس بين تعبيري وتجريدي وكلاسيكي في النهاية هي التي تضم الفنان إلى قواعدها الثابتة وأسسها وليس العكس بحيث يبقى أمامه باب الإبداع وإطلاق كل ما هو جديد مفتوحاً.
والجديد عند رؤى إطلاق اللون ليأخذ الأولوية في معرضها (عوالم أنثى) الذي أقيم في صالة عامر للفنون بعد أن كانت معارضها السابقة هي بالأبيض والأسود وليس خوفا من دخول متغيرات الحياة بقدر ما هي حاجة ملحة لدى روحها الغنية لطرح معالم لونية تضيف أو تشرح من خلالها حالات كونية وتعبيرية تقتنص اللحظة بين حزن وفرح وبين ألم وأمل بكل ما يعتمل الحياة فهي بطبيعتها حلو ومر وما بينهما يحيا الإنسان بكل المتناقضات، ورسالة الفنان نقل هذه الحالة لتفعيل طاقاته وشحنها بأثر مبدع يبقى ممثلا بلوحة أو قصيدة أو منحوته.
والجديد أيضاً عند رؤى استخدام الإكسسوار والتزيينات بالقماش والأحجار ما منح بعض لوحاتها ألقا نادرا ولافتا أكد روحها الشفافة وبريق إحساسها المتفجر حديثا عبر اللون.
لرؤى مشاركات فنية متعددة بين معارض جماعية وفردية أقيمت برعاية وزارة الثقافة في أماكن عدة سبقت (عوالم أنثى) آخرها معرض الربيع السنوي في خان أسعد باشا بدمشق لهذا العام ومعرض (بييل) ببيروت عام 2014/2015 كما شاركت مع الفنان شاهين عبد الله في أعمال تركيبية بعنوان نبض الحياة الذي أقيم في حديقة خولة بنت الأزور بدمشق عام 2010 ولها مشاركات مع تشكيليين ألمان في معرض أقيم في معهد غوته بدمشق أيضاً، كما قدمت أعمالاً ترميمية مع مجموعة من الفنانين كترميم سور أبواب دمشق.
التشكيلية رؤى أحمد حسن من مواليد دمشق سنة 1988 تخرجت في كلية الفنون عام 2011 وهي اليوم طالبة دراسات عليا اختصاص اتصالات بصرية عشقت الفن منذ طفولتها وهي مصرة دائما على الغوص في المجهول وإضافة كل ما هو جديد يمكن أن يعطي بصمتها الخاصة طابعا مميزا.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن