عربي ودولي

إثيوبيا: لن نؤذي السودان بسد النهضة ومطالب الخرطوم والقاهرة لا يمكن تلبيتها!

| وكالات

حذر السفير الإثيوبي لدى الخرطوم بيتال أميرو، من تسييس ملف سد النهضة، مشدّداً على أن أديس أبابا لا تنوي إلحاق أي أذى بالسودان من خلال هذا المشروع.
وأشار الدبلوماسي الإثيوبي، خلال ندوة صحفية عقدها أمس الأحد، إلى مدى مساندة بلده والسودان لأحدهما الآخر، قائلاً: «نعتبر السودان جزءاً منا ونحن أيضاً جزء منه، ولذلك لا نريد اتخاذ أي خطوة تؤذي السودان لأنها ستكون بمنزلة إيذائنا لأنفسنا».
وشدّد أميرو حسب موقع «روسيا اليوم» على أن إثيوبيا لا تخفي أي شيء بخصوص سد النهضة عن السودان منذ وضع حجر الأساس له، مضيفاً: إن الدولتين كانتا تتعاونان على نحو بناء إزاء هذا الموضوع حتى الآونة الأخيرة.
وقال: إن السودان كان قد قدم دعماً مادياً وسياسياً ومعنوياً ملموساً لهذا المشروع بسبب قناعته بأنه سيستفيد من السد.
وتطرق السفير إلى الفوائد التي سيجلبها السد الإثيوبي الجديد إلى السودان، مشيراً إلى أن هذا المشروع خاصة سيؤدي إلى خفض الطمي المتدفق على ‎السودان بنسبة 90 بالمئة.
وشدّد الدبلوماسي على أن سد النهضة بدأ كقضية تنموية، لكن تم تحويله لاحقاً إلى قضية سياسية، مجدداً رفض أديس أبابا إحالة هذا الملف إلى مجلس الأمن الدولي.
وقال: إن المطالب التي يطرحها السودان ومصر أمام إثيوبيا بهذا الصدد لا يمكن تلبيتها، مشيراً إلى أنه لا يجوز ربط ملف سد النهضة بقضية مياه النيل التي تشترك فيها دول أخرى، وتابع: إن مفاوضات سد النهضة تتعلق بتشغيل السد فقط.
من جانبه أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال افتتاحه القاعدة العسكرية المصرية «3 يوليو» قرب الحدود مع ليبيا، أن مصر تسعى للتوصل إلى اتفاق قانوني ملزم طبقاً للأعراف والثوابت الدولية بشأن سد النهضة.
أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أنه لا يجوز الاستمرار في التفاوض مع إثيوبيا بشأن سد النهضة إلى ما لا نهاية.
وخلال افتتاح «قاعدة الثالث من يوليو البحرية» في ميناء جرجوب بالساحل الشمالي الغربي لمصر، قال السيسي: إن القاهرة تتفهم متطلبات التنمية في إثيوبيا، ولكن من دون أن تكون على حساب الآخرين.
وافتتح السيسي أول من أمس السبت القاعدة الواقعة قرب الحدود مع ليبيا، مع ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد آل نهيان، ورئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي.
وتناول السيسي مستجدات سد النهضة، وأكد أن مصر تسعى للتوصل إلى اتفاق قانوني ملزم طبقاً للأعراف والثوابت الدولية.
الرئيس المصري أشار إلى أن بلاده لم تهدد أحداً على مر التاريخ، وذلك بالرغم مما تملكه من قوة عسكرية ظهر منها جزء بسيط في مناورة «قادر 2021».
يذكر أن قاعدة «3 يوليو» هي أحدث القواعد العسكرية المصرية على البحر المتوسط.
وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية، السفير بسام راضي: إن «القاعدة تختص بتأمين البلاد في الاتجاه الإستراتيجي الشمالي والغربي، وصون مقدراتها الاقتصادية، وتأمين خطوط النقل البحرية، والمحافظة على الأمن البحري باستخدام المجموعات القتالية من الوحدات السطحية والغواصات والمجهود الجوي».
وقال رئيس مجلس الأمن الدولي نيكولا دو ريفيير أول من أمس: إن الحلول المطروحة بشأن أزمة سد النهضة بين السودان ومصر وإثيوبيا محدودة، وأشار إلى أنه «لا يوجد لدينا الكثير للقيام به بشأن هذه الأزمة».
وكانت مصر قد طالبت على لسان وزير خارجيتها سامح شكري في رسالة إلى مجلس الأمن بالنظر في أزمة سد النهضة الإثيوبي فوراً وبشكل عاجل، معتبرةً أن «هذه الأزمة يمكن أن تشكل خطراً يهدد السلم الدولي».
ولم تكن خطوة مصر هي الأولى، إذ إنها سجلت اعتراضها سابقاً رسمياً لدى مجلس الأمن الدولي على إعلان أديس أبابا استمرارها في ملء سد النهضة. بينما طلب السودان من المجلس عقد جلسة في أقرب وقت ممكن للبحث في تطورات الخلاف بشأن سد النهضة.
يُشار إلى أن خلافاً حاداً برز بين دولتي المصب، مصر والسودان، وبين إثيوبيا، لم ينتهِ بعد، بشأن قواعد ملء سد النهضة وتشغيله، حيث فشلت كل جولات المفاوضات بين الأطراف الثلاثة في التوصل إلى اتفاق بشأنها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن