موسكو تتعهد بردّ صارم على استفزازات مشابهة لخرق المدمرة البريطانية.. وبيسكوف يحدد الفارق بين الرئيسين الأميركي والروسي … بوتين يهنئ سكان كالينينغراد بمرور 75 عاماً على تأسيس مقاطعتهم
| وكالات
هنأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، سكان مقاطعة كالينينغراد بالذكرى الـ75 لتأسيس هذه المنطقة الروسية على ساحل بحر البلطيق.
وأشار بوتين، في برقية التهنئة المنشورة في موقع الكرملين على الإنترنت، إلى أهمية هذه المقاطعة في تعزيز مكانة روسيا في منطقة البلطيق.
وأضاف بوتين: «تلعب مقاطعة كالينينغراد، دوراً مهماً في تعزيز مكانة بلادنا في منطقة البلطيق، وهي تملك إمكانيات جدية ومجموعة واسعة من الفرص لجذب استثمارات كبيرة، وتنفيذ المشاريع المطلوبة في مجال الصناعة والمجمع الصناعي- الزراعي والبيئة والسياحة».
وأشار بوتين إلى أنه يجب تركيز الاهتمام على تحسين نوعية حياة الناس، وتربية الجيل الشاب على عدم التبذير واحترام الموارد والثروات الطبيعية والمعالم الأثرية لهذا الإقليم الغني بالعنبر الطبيعي.
وأعرب الرئيس بوتين عن ثقته بأن روح المبادرة والتفاني، ستساعد سكان المنطقة في حل المهام الضخمة لمصلحة المنطقة وروسيا بأكملها.
وتقع كالينينغراد في أقصى غرب البلاد، في وسط أوروبا منفصلة عن بقية أراضي روسيا. من الجنوب تحدها بولندا، وليتوانيا من الشمال والشرق، ومن الغرب بحر البلطيق، وتبلغ مساحتها 15. 125 ألف كيلومتر مربع وعدد سكانها أكثر من 600 ألف نسمة.
وفي الفترة من عام 1871 إلى عام 1918، كانت هذه المنطقة (بروسيا الشرقية) جزءاً من الإمبراطورية الألمانية، ومن عام 1919 إلى عام 1945 ضمن جمهورية فايمار والرايخ الثالث، وفي 1919-1939، تم فصلها عن بقية ألمانيا عن طريق أراضي بولندا المستقلة، التي حصلت على منفذ على بحر البلطيق.
ووفقاً لاتفاقية بوتسدام لعام 1945، تم نقل الجزء الشمالي من شرق بروسيا (حوالي ثلث أراضيها بالكامل) إلى الاتحاد السوفييتي، وتم نقل الثلثين المتبقيين إلى بولندا. وبهذا الشكل أصبحت منطقة كونيسبرغ السابقة في شرق بروسيا، ضمن أراضي روسيا الاتحادية الاشتراكية السوفييتية.
من جانب آخر قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف: إن رئيس الولايات المتحدة مثقل عادة برأي فروع السلطة الأخرى ورأي النخبة السياسية الأميركية، مشدداً على أن ذلك يمنع بناء علاقات بناءة مع موسكو.
وأضاف بيسكوف: «الرئيس فلاديمير بوتين، عندما يقول شيئاً ما، فهو يعنيه. وعندما يتحدث عن شيء فإنه ينفذه في الحياة، عند عودته إلى الوطن».
وتابع ممثل الكرملين: «في هذه الحالة، يتحمل رئيس الولايات المتحدة عبئاً معيناً في شكل فروع سلطة الدولة الأخرى، وكذلك في شكل رأي النخبة السياسية الداخلي، والذي لا يسمح بأي مسلك بنّاء في العلاقات مع الروس».
وقال بيسكوف: «للأسف، لا يستطيع الرئيس الأميركي أن يقول إننا بحاجة إلى بناء علاقات جيدة مع روسيا الاتحادية»، موضحاً أن «الحد الأقصى الذي نسمعه، هو أننا سنتحدث مع الروس حيثما نرى ذلك ضرورياً، والأهم من ذلك، سنعاقبهم إذا حدث أي شيء. وحتى الآن ما زلنا نسمع مثل هذا الخطاب، لأنه لا يجوز في أميركا التحدث عن علاقات جيدة مع روسيا».
ومن جانب آخر رجح الكرملين وقوف الولايات المتحدة وراء واقعة خرق المدمرة (ديفيندر) البريطانية الحدود البحرية لروسيا في البحر الأسود متعهداً بالرد الصارم على أي حوادث جديدة من هذا القبيل.
وجدد المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف في حوار إعلامي أمس كما نقل موقع «آر تي» وصف حادثة خرق المدمرة البريطانية التي وقعت الأسبوع الماضي في البحر الأسود قبالة سواحل شبه جزيرة القرم بأنها «كانت استفزازاً متعمداً مخططاً له مسبقاً» وعلى نحو جدي بهدف اكتشاف نقاط الضعف في أنظمة الرد والمراقبة الحدودية للدولة الروسية.
وأشار بيسكوف إلى تورط الولايات المتحدة في الحادثة قائلاً: أعتقد أن استخباراتنا تعرف بطبيعة الحال من تبنى هذا القرار ولكن وضع خطط بشأن مضمون مثل هذه العمليات يجري حسب اعتقادي على أيدي الزملاء الكبار وراء المحيط.
وحول إمكان تكرار مثل هذه الحوادث شدد بيسكوف على أن رد روسيا سيكون صارماً بطبيعة الحال، مشيراً إلى مضمون تصريحات بخصوص الموضوع على لسان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مفادها بأن طائرة استطلاع إستراتيجية أميركية كانت تحلق في أجواء المنطقة لحظة وقوع الحادثة بهدف الكشف عن كيفية رد القوات الروسية عليها وأن الجانب الروسي أتاح لها رصد المعلومات التي اعتبرها مناسبة.
وكانت قوات للجيش الروسي قد أطلقت الأسبوع الماضي طلقات تحذيرية باتجاه المدمرة البريطانية بعد أن خرقت حدود الدولة قبالة القرم.