وفد الجمهورية العربية السورية إلى محادثات «أستانا» يصل إلى «نور سلطان» غداً … سوسان لـ«الوطن»: أجندتنا ستتركز على رسالة السوريين خلال الانتخابات الرئاسية وإنهاء الاحتلال وممارسات النظام التركي الإجرامية
| موفق محمد
أعلن معاون وزير الخارجية والمغتربين أيمن سوسان الذي سيترأس وفد الجمهورية العربية السورية إلى الجولة الجديدة من محادثات «مسار أستانا»، أن أجندة الوفد ستتركز على الرسالة التي وجهها السوريون خلال الانتخابات الرئاسية، برفض أي تدخل بالشأن السوري وتمسكهم باستقلاليتهم وسيادة بلادهم وأن مستقبل سورية هو حق حصري للسوريين، وكذلك على إنهاء الاحتلال، والممارسات الإجرامية التي يقوم بها النظام التركي في سورية.
وفي تصريح خاص لـ«الوطن»، أوضح سوسان، أن وفد الجمهورية سيصل إلى العاصمة الكازاحية نور سلطان غداً الثلاثاء في السادس من الشهر الجاري للمشاركة في الجولة الجديدة من محادثات «مسار أستانا» التي ستنطلق الأربعاء وتستمر يومين.
وأشار إلى أنه لم تجرِ تغييرات على وفد الجمهورية الذي شارك في الجولة الـ15 الماضية من هذا المسار والتي عقدت في مدينة سوتشي الروسية في الـ16 من شباط الماضي، حيث ترأس هو وفد الجمهورية في تلك الجولة.
وإضافة إلى وفد الجمهورية العربية السورية يشارك في محادثات مسار «أستانا»، وفود الدول الضامنة لهذا المسار (روسيا، إيران، والنظام التركي) ووفد من الميليشيات المسلحة المدعومة من نظام الرئيس رجب طيب أردوغان، إضافة إلى عدد من الدول بصفة مراقب، وقد أعلن المبعوث الأممي الخاص إلى سورية غير بيدرسون أنه سيشارك في الجولة الجديدة.
وأوضح سوسان في ردّه على سؤال حول أبرز ما ستتضمنه أجندة وفد الجمهورية خلال هذه الجولة، أن أهم التطورات التي حصلت في الفترة الماضية هو إجراء الاستحقاق الوطني المتمثل في انتخابات رئاسة الجمهورية، والذي وجّه خلاله السوريون رسالة واضحة لمن يعنيهم الأمر برفض أي تدخل بالشأن السوري ورفض أي شكل من أشكال الوصاية وتمسكهم باستقلاليتهم وسيادة بلادهم، وأن مستقبل سورية هو حق حصري للسوريين.
وأضاف: «هذا التطور أعتقد أنه يجب أن يفرض نفسه على كل المواقف الأخرى لتغيير مقاربتها تجاه الأوضاع في سورية».
وسبق الجولة الجديدة من محادثات مسار «أستانا» تطورات كثيرة منها القمة التي جمعت الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي جو بايدن والتي كانت التطورات في سورية على أجندتها، وكذلك مواقف أميركية مما يجري في سورية، والضغط الذي تمارسه واشنطن وحلفاؤها لتمديد آلية إدخال المساعدات عبر المعابر من دون موافقة الحكومة السورية والتحريض على زيادة تلك المعابر.
ولفت سوسان في تصريحه لـ«الوطن» إلى أن الإدارة الأميركية لا تزال كما يقولون تعمل على صياغة سياستها إزاء سورية، ونحن ما يهمنا هي الأفعال وليس الأقوال، مضيفاً: «طبعا إنهاء الاحتلال بكل أشكاله في سورية سيكون مؤشر على هذه السياسة فيما إذا أدركت مدى أهمية الرسالة التي وجّهها السوريون».
وبالنسبة لموضوع المعابر، شدّد معاون وزير الخارجية والمغتربين على أن من يتحدث عن معاناة السوريين يجب أن يعلم أولاً أن سبب المعاناة هذه هو الإرهاب بالدرجة الأولى وهذه الحرب العدوانية الإرهابية التي شنّت على سورية والعقوبات اللاشرعية التي تفرضها بعض الدول.
ولفت سوسان إلى أنهم يريدون من هذه المعابر أن تكون «مسمار جحا لتبرير تدخلهم في الشأن السوري، وهذا شيء لم يعد مقبولاً أبداً ومرفوضاً من السوريين».
وحول عدم التزام النظام التركي بتعهداته التي نصت عليها الاتفاقات مع الجانب الروسي بشأن إدلب، وما هي الرسالة التي سيوجّهها وفد الجمهورية لهذا النظام خلال الجولة، رأى سوسان أن «عملية أستانا حققت إنجازات لا بأس بها، وكانت يمكن أن تحقق المزيد فيما لو التزم النظام التركي بالتعهدات التي قطعها على نفسه، ولكن كما نعلم هذا النظام مراوغ وكاذب لا يحترم التزاماته وتعهداته، وهو لا يستطيع أن يحترمها، متسائلاً: كيف يحترمها وهو الطرف الداعم الأساسي للإرهاب في سورية؟، ولذلك سنقول كلمتنا بكل قوة ووضوح إزاء الممارسات الإجرامية التي يقوم بها النظام التركي في سورية.
وفي الجولات السابقة من مسار «أستانا» مثّل الجانب الروسي مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى سورية ألكسندر لافرنتييف، والجانب الإيراني مساعد وزير الخارجية جابري أنصاري، فيما مثّل جانب النظام التركي نائب وزير الخارجية سادات أونال، على حين ترأس وفد الميليشيات أحمد طعمة.
وقبل الجولة الـ«15» عقدت جولة من محادثات مسار «أستانا»، في نيسان 2020 على مستوى وزراء خارجية الدول الضامنة، من خلال تقنية الفيديو بسبب التدابير الوقائية ضد فيروس «كورونا».
وفي كل جولات محادثات مسار «أستانا» الذي انطلق في كانون الثاني 2017، تجدّد الدول الضامنة في ختامها تأكيد التزامها القوي بسيادة ووحدة وسلامة أراضي سورية واستمرار التعاون حتى القضاء على التنظيمات الإرهابية فيها ورفض الأجندات الانفصالية التي تهدف إلى تقويض سيادة وسلامة الأراضي السورية.