الأولى

بعد مماطلة تركية استمرت سنتين ونصف السنة وإصرار روسي على تنفيذ «الاستحقاق» … افتتاح طريق حلب اللاذقية إلى الواجهة من جديد

| حلب - خالد زنكلو

وضعت موسكو مجدداً إعادة افتتاح طريق عام حلب اللاذقية، والمعروف بطريق «M4»، على طاولة مباحثاتها وتفاهماتها مع أنقرة، بوصفه «استحقاقاً» واجب التنفيذ منذ نهاية العام ٢٠١٨، بموجب «اتفاق سوتشي» الموقع بين البلدين في ١٧ أيار من العام ذاته، ما أحيا الآمال بوضع الطريق في الخدمة من جديد.
وأكدت مصادر معارضة مقربة من الميليشيات الممولة من النظام التركي في إدلب، أن مناخ الوضع العسكري في المحافظة يوحي باقتراب موعد شن الجيش العربي السوري، وبدعم من قوات الجو الروسية، عملية عسكرية للسيطرة على الطريق السريع الذي يربط حلب باللاذقية في المنطقة الواقعة بين بلدة ترنبة غربي سراقب إلى تل حور بريف اللاذقية الشمالي الشرقي، وهو الجزء الذي كانت تسلكه الدوريات المشتركة الروسية التركية، وفق «اتفاق موسكو» الروسي التركي في ٥ آذار من العام ٢٠٢٠، والتي امتنعت موسكو عن المشاركة بها منذ أيلول من العام ذاته بسبب عجز وتلكؤ النظام التركي عن حماية الطريق من هجمات التنظيمات الإرهابية.
وبيّنت المصادر أن المعطيات الجديدة فيما يخص الطريق الدولي، تتمثل في إعادة طرح موسكو الموضوع إلى التداول، بعدما وضعته أنقرة على الرف سنتين ونصف السنة، وذلك خلال لقاء وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف نظيره التركي مولود جاويش أوغلو في أنطاليا التركية في ٣٠ الشهر الماضي، إذ أشارت التسريبات إلى وجود إصرار روسي على تنفيذ البروتوكول الإضافي لـ«سوتشي»، أي بنود «اتفاق موسكو»، بأسرع وقت ممكن وإلا سيتم اللجوء إلى الخيار العسكري بدليل الحشود الأخيرة للجيش العربي السوري بريف إدلب الجنوبي جنوب الطريق.
ورأت أن موسكو تعتبر إعادة الحياة التجارية إلى «M4» من طرف الحكومة السورية بعيداً عن أي تجاذبات أو استحقاقات إقليمية أو دولية لأنه اتفاق قائم بحد ذاته وواجب التنفيذ، وفق منظور زمني وبرنامج محدد، بعدما حنثت أنقرة بتطبيق الشق الخاص بها بإبعاد الإرهابيين مسافة ٦ كيلو مترات في كل جهة من ضفتي الطريق وحماية الدوريات المشتركة على طول مسربيه.
وأشارت إلى أن تكريس وجود جيش الاحتلال التركي على الطريق بإقامة نقاط مراقبة ومحارس ثابتة، وإنشاء ١٧ نقطة مراقبة جديدة غير شرعية جنوبي الطريق في جبل الزاوية وسهل الغاب، لن يغيّر من بنود «اتفاقي «سوتشي» و«موسكو» أو من ظروف وواقع وضع الطريق في الخدمة.
وتوقعت أن تطرح موسكو موضوع الطريق الدولي في الاجتماع المقبل لصيغة أستانا في دورته الـ١٦ والمزمع أن تستمر بين ٦ و٨ الشهر الجاري، وأن تطالب الضامن التركي للمسار بوضع جدول زمني لتنفيذه وعدم السماح باستمرار المراوغة والمماطلة من النظام التركي على اعتباره أولوية متقدمة من أولويات الملف السوري في العلاقات السياسية والعسكرية والاقتصادية التي تربط موسكو بأنقرة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن