رياضة

القواعد أولاً وأخيراً

ناصر نجار :

الحاجة اليوم يجب أن تدفع القائمين على الرياضة إلى الاتجاه نحو القواعد والعناية بها كما تجب العناية، وإذا كنا في وقت سابق سمعنا بمشروع البطل الأولمبي فهو أمر حسن وجيد، شريطة أن يكون نتاج قاعدة عريضة وجيدة من المواهب الصغيرة والخامات الواعدة.
وأكثر شيء سمعناه في مؤتمرات الأندية أن كل أصحاب المداخلات كانوا يؤكدون ضرورة العناية بالقواعد كمطلب رئيس للرياضة حتى يتولد لدينا جيل رياضي جديد، يملأ الفراغ الذي أحدثه الغياب المؤثر في رياضتنا بسبب الاحتراف الخارجي وبسبب الهجرة المتزايدة.
والباب الأول الذي يمكن اعتماده في هذا الجانب يبدأ من افتتاح مدارس رياضية شتوية في الأندية أسوة بالمدارس الصيفية إنما بصيغة تتفق مع الحالة الدراسية، وبهذا نكون قد حصلنا على دورة رياضية كاملة يستكمل فيها الصغار ما بدؤوه بدل أن ينسوه في زحمة الدراسة.
والباب الثاني الذي نجده قائماً الآن هو مشروع «بكرا إلنا» الذي ترعاه محافظة دمشق، ولا شك أنه مشروع كبير قطع مرحلته الثانية، ويستعد لدخول مرحلة أكثر نضوجاً من ذي قبل، لكن مشكلة هذا المشروع أنه يقتصر على دمشق وحدها.
رعاية المواهب أو القواعد يجب أن ترتبط بقرار قيادي يلزم الأندية بذلك، وفيه وسائل عديدة منها حرمان أي نادٍ من المشاركة في الدوري إن لم يملك فِرقاً قاعدية، أيضاً من المفترض إلزام كل اتحادات الألعاب بالتوجه نحو القواعد، وإيلائها ضعف الاهتمام، ليصبح الاهتمام بالقواعد أمراً مفروضاً.
ما نتكلم عنه ليس صعباً، والأزمة لا تعوق تنفيذه، لكن ما يعوق وجوده عدم الرغبة بداعي الإنفاق أولاً، وبداعي الكسل ثانياً والإهمال المتعمد أخيراً.
نأمل أن يجد طرحنا هذا آذاناً مصغية، فهو الحل الناجع والناجح لبناء رياضة قوية للسنوات القادمة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن