خطوتان فقط تبعد ليونيل ميسي ومنتخب الأرجنتين عن تحقيق اللقب الغائب عن خزائن أهل التانغو منذ 28 عاماً، حيث ينتظرهم في الأولى منتخب كولومبيا (الكوفيتيروس أو القهوجية) في محاولتهم هم أيضاً لتكرار لقب حصلوا عليه في ظروف خاصة قبل عشرين عاماً، ويمكن القول: إن المواجهة التي سيحتضنها ملعب ماني غارينشيا في العاصمة برازيليا بداية من الساعة الرابعة فجر الأربعاء متكافئة على أرض الملعب مع أفضلية أرجنتينية فرضتها نتائج الفريقين في البطولة الحالية وكذلك نتائجهما في تصفيات مونديال قطر 2022، حيث يتقدم الألبيسيليستي بفارق أربع نقاط وثلاثة مراكز عن منافسه وإن كانت موازين القوى على مستوى الأسماء متكافئة من حيث صنع الفارق، وبالطبع فإن الغلبة للأرجنتين تاريخياً، وللتعرف أكثر على بعض التفاصيل نتابع السطور التالية.
فوارق بسيطة
يخطئ من يظن أن مهمة الفريق الأرجنتيني ستكون سهلة في مواجهة الكولومبيين إذا ما استند لما قدمه الفريقان في البطولة، فراقصو التانغو حققوا أربعة انتصارات وتعادلاً على حين اكتفى الكوفيتيروس بفوز وتعادلين وهزيمتين لكن تعادله الأخير منحه فرصة العودة إلى نصف نهائي البطولة من خلال ركلات الترجيح وعلى حساب أحد أهم فرق البطولة وهذا ما رفع معنوياته لتبلغ مستوى الطموحات الأرجنتينية باللقب، ورغم فارق الأرقام لمصلحة راقصي التانغو الذين سجلوا 10 أهداف مقابل 3 أهداف فقط للكولومبيين إلا أن الآلة الهجومية للأخيرين لا تقل شراسة عن الثنائي لاوتارو مارتينيز ورودريغو دي بول أو سيرجيو أغوير والفارق الوحيد الذي يميز الألبيسيليستي وجود القائد ليونيل ميسي الذي يخوض واحدة من آخر البطولات الكبرى التي يمكن أن يظهر فيها ويسعى لتقديم المزيد فيها مع هدف معلن يتمثل بلقب كبير مع فريقه خلال المسابقة الأقدم في العالم والتي تمثل الكثير للشعب الأرجنتيني ولعشاق كرة التانغو، واستحق البرغوث حتى الآن لقب الأحسن في هذه البطولة بعدما ساهم في ثمانية أهداف من عشرة سجلها فريقه (سجل 4 وصنع مثلها)، ويتوقع أن يشرك المدرب سكالوني اللاعب المخضرم أليخاندرو غوميز الملقب (بابو) وقد غاب عن لقاء ربع النهائي وقد ظهر بشكل رائع خلال مشاركته في مباراتين سجل خلالهما هدفين.
بالمقابل القوة الكولومبية تتمثل بالحارس ديفيد أوسبينا الذي لعب دوراً كبيراً في وصول الفريق إلى نصف النهائي بعد تصديه لركلتين ترجيحيتين وعدد من الكرات الصعبة في لقاء الأورغواي، وتشكل عودة كوادرادو المنتظرة دفعة قوية للهجوم رغم أن الثنائي المتألق في إيطاليا (زاباتا ومورييل) فشلا بالتسجيل في البطولة إلا أنهما لن يكونا صيداً سهلاً للدفاع الأرجنتيني وبالطبع يبقى الثنائي ييري مينا وفيلمار باريوس الثنائي الذي لا غنى عنه بالنسبة للمدرب رونالدو رويدا الذي تسلم الفريق حديثاً ولديه الخبرة في مثل هذه البطولات رغم عدم تحقيقه أي إنجاز يذكر سوى وصوله إلى دور نصف النهائي مع اللاروخا في النسخة الماضية.
تاريخ وذكريات
38 لقاءً جمع المنتخبين تاريخياً وقد انتهى نصفها بفوز الأرجنتين مقابل 10 تعادلات و9 انتصارات كولومبية، وبدأت اللقاءات الرسمية في كوبا أميركا عام 1945 وانتهى بفوز أرجنتيني كاسح بلغ 9/1 وهو الفوز الأعلى بين الفريقين، أما المواجهة الأخيرة فكانت قبل أقل من شهر ضمن التصفيات المونديالية وانتهى بالتعادل 2/2 علماً أن رفاق ميسي تقدموا يومها 2/صفر في أول 10 دقائق قبل أن يرد مورييل وبورخا بهدفي التعادل في الشوط الثاني، وبين هاتين المباراتين هناك العديد من الذكريات التي لا يمكن نسيانها بسهولة، ففي بطولة كوبا أميركا عام 1987 التقى الفريقان على مباراة المركز الثالث بقيادة مارادونا وفالديراما فحقق زملاء الأخير فوزهم الأول رسمياً على فريق الأول بهدفين لهدف، وفي تصفيات مونديال 1994 لا ينسى العالم أجمع الفوز التاريخي للكوفيتيروس في بيونس آيرس بخماسية نظيفة هي الأثقل للأرجنتين على أرضها حتى الآن، وفي كوبا أميركا 1999 أيضاً سجل الكولومبيون فوزاً كبيراً بلغ 3/صفر في ليلة أضاع فيها الأرجنتيني مارتين باليرمو ثلاث ركلات جزاء في حادثة لم تتكرر في البطولة.
وجمعت 14 مواجهة الفريقين في كوبا أميركا فانتهت 7 لمصلحة الأرجنتين مقابل 3 مرات لكولومبيا وتعادلا 4 مرات، والأهداف 38/16، ومنها مرتان في نصف النهائي فتعادلا في نسخة 1993 قبل أن يحسم الأرجنتيني التأهل إلى النهائي بركلات الترجيح ويومها توج بلقبه الأخير على حساب المكسيك، وفاز الأرجنتيني كذلك بثلاثة أهداف نظيفة في نسخة 2004 التي خسرها أمام البرازيل، أما اللقاء الأخير بينهما في كوبا فقد انتهى بفوز كولومبيا 2/صفر قبل أن يتجاوز الأرجنتيني الهزيمة فتأهل يومها إلى نصف النهائي.
يذكر أن المنتخب الكولومبي بلغ دور الأربعة في ثماني مناسبات فتوج بلقبه الوحيد 2001 وحل وصيفاً في نسخة 1975 وثالثاً أربع مرات (1987 و1993 و1995 و2016، على حين بلغ الأرجنتيني دور الأربعة في 9 مناسبات فتوج باللقب مرتين (1991 و1993) وحل وصيفاً 4 مرات أعوام 2004 و2007 و2015 و2016 وثالثاً 1989 و2019، علماً أنه احتل أحد المراكز الأربعة تاريخياً 35 مرة بينها 14 لقباً و15 مرة بمركز وصيف البطل.