اقتصاد

كابلات «حوش بلاس» تربح 14 مليار ليرة خلال خمسة أشهر … تأمين مستلزمات شبكات الكهرباء للقطاع العام والخاص رغم الحصار

| الوطن

كشف المدير العام للشركة العامة للكابلات في دمشق «حوش بلاس» عبد القادر قدور عن تحقيق أكثر من13.8 مليار ليرة أرباح خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الحالي. وأكد قدور في حديث خاص لــ«الوطن» أن شركة كابلات دمشق عملت خلال سنوات الحرب وما تلاها من حصار اقتصادي على إيجاد الحلول البديلة، والتعويض عن كل ما غير ممكن استيراده، من خلال وضع إستراتيجية خاصة ورؤية إحلال البدائل الوطنية، في سبيل الاستمرار بتأمين كل أنواع الكابلات والأسلاك التي تعتبر عصب العمل الصناعي والخدمي لأن جميع مشاريع تجديد شبكات الكهرباء تحتاج إلى هذه المنتجات، التي تعاني البلاد من حصار شديد في تأمينها.
حيث تم استجلاب آلة تسليح صفائحي من شركة حلب صناعة الكابلات كانت متوقفة تماماً حيث عمل الفريق الفني على دراسة وتحديث الآلة وتحويلها إلى نظام الحديث عن طريق PLC وكذلك تم إضافة رأس تسليح لتتمكن من تسليح الكابلات بطبقتين ماص رطوبة أو بو ليستر مع تسليح صفائحي ودخلت الآلة بالعملية الإنتاجية حيث كلفت الآلة مبالغ زهيدة بالمقارنة لو أنه تم استيراد آلة تسليح تعمل برأسين حيث يقدر ثمنها بحوالي 700 ألف دولار وبذلك نكون قد وفرنا القطع الأجنبي. وتركيب آلة سحب 16 خطاً وتشغيلها بخبرات فنية في الشركة وبمساعدة من الشركة الموردة وعن طريق التواصل إلكترونياً مما وفر مبلغ 12 ألف يورو لتركيب وتشغيل الآلة.
وأضاف المدير العام إنه تم إنهاء تركيب آلة عزل 90 وأصبحت الآلة جاهزة لعمليات البرمجة والتشغيل ريثما يتم الحصول على السوفت وير من الشركة الموردة ونكون كذلك قد وفرنا مبلغاً مثيلاً لآلة السحب 16 خط، وتركيب وتشغيل لفافات بكر عدد 2 ووضعها في العملية الإنتاجية.
وتم تحديث آلة عزل 60 وتحويلها من النظام القديم الذي كان بسبب أعطال فنية كثيرة.
وتم تصميم وتصنيع برج تريد من المهندس عدنان أبو نامير وتم تنفيذه ضمن ورشات الشركة وباستطاعة تبريدية كافية لتبريد 6 آلات عزل. وتم تصميم وتصنيع دانسر لزوم آلات جدل 1+1 عدده اثنان وتنفيذه ضمن ورشات بالشركة. وتم تركيب وتشغيل لفافة نوتر عدد واحد ووضعه بالخدمة. وتم تركيب وتشغيل لفافة بكر عدده اثنان لمعمل الرباعي. كما تم تنفيذ مناور تهوية الصالة الإنتاجية ووضع مراوح تهوية على جميع المناور. وإنشاء هنغار معدني بمساحة 1000م2. وإنشاء قبان أرضي لوزن 100 طن ووضعه بالخدمة، وتحديث آلة عزل 60 وتحويلها بقيادة AC مع محرك AC، وتم تركيب وتشغيل رافعة جسرية لزوم آلة سحب ألمنيوم خطين.
واشار قدور إلى أن الشركة تنتج اليوم /1265/ من المقاطع المختلفة للكابلات ضمن /81/ صنف الأمراس العارية الكابلات ذات التوتر المنخفض حتى (1) كيلو فولت عادية. منها الأمراس العارية من النحاس والألمنيوم لنقل التوتر المنخفض والعالي، والكابلات الكهربائية النحاسية المعزولة بالبلاستيك وحيدة النواة حتى /500/ مم2 أو متعددة النواة حتى 4×240 مم2 للتوتر المنخفض حتى (1) كيلو فولت عادية ومسلحة، والكابلات الكهربائية والنحاسية المعزولة بالكاوتشوك الصناعي للاستخدامات الخاصة، والأسلاك الكهربائية للتمديدات المنزلية.
وعن الاهتمام بالمواصفات الفنية للمنتجات قال المدير العام: إن عملية مراقبة الجودة مستمرة للمنتجات تبدأ من المواد الولية مروراً بالمراحل التصنيعية وصولاً للمنتجات النهائية لتحقيق مواصفات الجودة المطلوبة. وتعتمد شركتنا نظام الإدارة المتكامل- نظام إدارة الجودة- نظام إدارة الصحة والسلامة المهنية. وتستخدم الشركة أجود أنواع المواد الأولية المطابقة للمواصفات العالمية. وتعتمد المواصفات العالمية (السورية- الألمانية- الكهربائية الدولية). وهي مجهزة بأحدث الأجهزة المخبرية اللازمة لفحص المواد الأولية ولإجراء الاختبارات على المنتجات النهائية ونصف المصنعة. وعن الصعوبات التي تعاني منها الشركة العامة لصناعة الكابلات بدمشق قال قدور:
هناك صعوبات تعيق العمل منها صعوبة تأمين القطع التبديلية الخاصة بالآلات بسبب الحظر المفروض على سورية وشرائها بأسعار مرتفعة بسبب وجود وسيط وعدم توافرها في السوق المحلية لأن كل آلاتنا من منشأ أوروبي، وصعوبة تأمين المواد الأولية (نحاس+ ألمنيوم) وارتفاع أسعارها بسبب عدم الشراء من الشركات الصانعة مباشرة بسبب المقاطعة والحظر الذي أدى إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج وصعوبة تأمين القطع الأجنبي.
كذلك تعاني الشركة نقصاً حاداً في العمالة الفنية والخبيرة وعمال والإنتاج نتيجة (تسرب العمالة وانتهاء الخدمة للمتقدمين بالعمر + نقل… وفاة… استقالة… إلخ) وعدم تأمين البدائل.
إضافة إلى مشكلة الانقطاعات المستمرة للتيار الكهربائي، حيث تعاني الشركة مشكلة كبيرة بانخفاض جهد الكهرباء الذي يسبب أعطالاً في أجهزة القيادة والأجهزة الإلكترونية لعدم إمكانية الإقلاع على الجهد المنخفض. وأيضاً تعاني الشركة التقنين الذي يتطلب منا تشغيل محركات الديزل مما يزيد من تكاليف الإنتاج.
تحول وزارة الكهرباء من استجرارها الكابلات المصنعة من النحاس إلى الألمنيوم وبذلك تتناقص الكمية المنتجة والمبيعة إلى الثلث وهذا يؤدي إلى عدم تنفيذ الخطة الإنتاجية. وارتفاع ديون القطاع العام وعدم قيام بعض المؤسسات بتسديد ديونها ما أدى إلى صعوبة تمويل اعتمادات المواد الأولية.
وبغية تحسين الإنتاج وزيادة وتحقيق ريعية أكبر يجب أن يتم تأمين التغذية بالتيار الكهربائي بشكل مستمر وبتوتر نظامي قدر الإمكان للتخفيف من تشغيل المولدات الكهربائية الذاتية في الشركة الذي بسبب ارتفاع كلفة توليدها وعدم كفايتها لتشغيل كامل الآلات، وإعفاء مستلزمات الإنتاج من كل الرسوم والضرائب للقطاع العام ليتم تحقيق العدالة والمنافسة للمنتج الوطني، وحل مشكلة تخصيص القطع الأجنبي من أجل تأمين المواد الأولية.
وكذلك معالجة الهدر وتخفيضه إلى أدنى مستوى بما يتناسب مع المعايير الموضوعة وذلك بتحديث الآلات وإعداد الدراسات الفنية لتطوير المنتج وإقامة الدورات التدريبية للعاملين، وبالنسبة لنا لا يوجد هدر كبير لأننا نتعامل مع مادة النحاس والألمنيوم وهي مواد يمكن إعادة تدويرها وبالتالي نسبة الهدر فيها ضئيلة جداً.

وعن رؤية الشركة في المرحلة المقبلة بيّن المدير العام أنه يتم الآن العمل على إستراتيجية تتمثل في تطوير وتوسيع خطوط التوتر المنخفض من أجل مواكبة التطورات التكنولوجية في هذه الصناعة ولتلبية وتصنيع كافة أنواع الكابلات وبأحدث المواصفات في العالم، والعمل على إحداث معمل لإنتاج حبيبات البلاستيك وهذا يساعد على توفير متطلبات عملية الإنتاج من حيث صعوبة تأمين المواد الأولية وارتفاع أسعارها الذي بدوره يؤدي إلى تخفيض التكاليف الإنتاجية وزيادة مرحلة من مراحل الإنتاج، والسعي لتركيب خط كابلات معزولة ذات توتر متوسط، حيث لا يوجد منتج محلي حالياً وتستورد وزارة الكهرباء كميات كبيرة جداً وتعاني من عملية الاستيراد بسبب الحظر، ويتم دفع مبالغ كبيرة بالقطع الأجنبي لاستيراد حاجة وزارة الكهرباء ويمكن في المستقبل توسيع وتطوير المشروع ليتم إنتاج كابلات التوتر العالي بشراء خط جديد وتشغيله في كابلات دمشق والبدء بإعداد دراسات ومراسلات مع الشركات الصانعة ويفضل أن يقام المشروع شراكة مع شركة عالمية متخصصة بهذه الصناعة على أن تتعهد بتوريد مستلزمات الإنتاج التي تتمتع بحصرية من عدة شركات في العالم، وإحداث معمل صهر وإنتاج قبضان الألمنيوم بدلاً من استيرادها بالقطع الأجنبي ودعم الليرة السورية وهذا يؤدي إلى الاستفادة من هوالك الألمنيوم بنسبة توفير 300 دولار لكل طن تقريباً، وإحداث معمل صهر وإنتاج قضبان النحاس بدلاً من استيرادها بالقطع والأجنبي ودعم الليرة السورية وهذا يؤدي إلى الاستفادة من هوالك النحاس بنسبة توفير 300-700 دولار لكل طن تقريباً، وإنشاء خط تصنيع محولات كهربائية ذات استطاعات مختلفة، وإحياء مشروع صناعة الكابلات الضوئية بالتعاون مع وزارة الاتصالات.

إن مقياس استهلاك الكابلات الهاتفية والكهربائية في كل بلد مؤشر رئيس على معدل التنمية في ذلك البلد لذلك لا بد من مواكبة تطوير صناعة الكابلات الكهربائية والهاتفية بما يخدم حاجة مؤسسة الاتصالات بالدرجة الأولى والدخول إلى الأسواق المجاورة عند الاكتفاء الذاتي، ويهدف المشروع إلى تأمين مواد شبكات النفاذ (المؤسسة العامة للاتصالات). وتطوير صناعة الكابلات الهاتفية لتصل إلى سعات 900 زوج إضافة إلى زيادة الطاقة الإنتاجية لتصل لغاية 4000 طن سنوياً، وتأمين 50 فرصة عمل وتعزيز الناتج المحلي لشركتي كابلات دمشق وحلب وزيادة الأرباح، والمحافظة على موقع هذه الصناعة بما تتمتع من جودة عالية وسعر منافس واستخدام أحدث الآلات ذات تقنية متطورة، الاهتمام بالبحث العلمي من أجل الارتقاء بالعملية الإنتاجية وزيادة دور القطاع الصناعي في تعزيز الاقتصاد الوطني.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن