تزايد حالات التسمم في إدلب بسبب تناول لحوم مجمدة … تحكم «النصرة» بـ«الأعلاف» يرفع أسعار اللحوم ويفسح المجال للفاسدة المهربة
| وكالات
شهدت مخيمات النازحين التي تسيطر عليها التنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة الموالية للاحتلال التركي في محافظة إدلب، العديد من حالات التسمم جراء تناول السكان لحوماً مجمدة فاسدة، التي تشهد انتشاراً غير مسبوق في أسواق إدلب نتيجة غلاء اللحوم الطازجة المحلية، جراء تحكم تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي ببيع المواد العلفية.
سعيد الرستم (28 عاماً)، وهو اسم مستعار لنازح في مدينة الدانا شمال إدلب، أحد الأشخاص الذي كاد يفقد حياته بعد أن أصيب بحالة تسمم إثر تناوله لحوماً مجمدة، حسبما ذكرت مواقع إلكترونية معارضة.
حالة التسمم التي أصيب بها الرستم، حصلت بعد أن لجأت عائلته كباقي عائلات كثيرة في إدلب لشراء لحوم مجمدة، تبين فيما بعد انتهاء صلاحيتها، وذلك وسط غلاء اللحوم الطازجة المحلية بشكل غير مسبوق مؤخراً في أسواق إدلب.
وأشار الرستم إلى أن تلك المنتجات، لاسيما المستوردة منها، لا تخضع لأي رقابة تموينية أو صحية.
وتشير تقارير إلى أن أغلب المنتجات الأجنبية التي توجد في مناطق سيطرة تلك التنظيمات والميليشيات تدخل من تركيا.
وسجّل أيوب رمضان، الذي يعمل طبيباً في مخيمات دير حسان في ريف إدلب الشمالي، 565 حالة تسمم خلال الشهرين الماضيين معظمها نتيجة تناول لحوم مجمدة ومستوردة ومجهولة المصدر.
وتوفي عماد الشيخ (50 عاماً) الذي كان نازحاً في إدلب المدينة، في أيار الماضي، إثر تعرضه لحالة تسمم شديدة بعد تناوله لحوماً مجهولة المصدر.
وأكد سكان محليون من مناطق ريف إدلب الشمالي أن اللحوم المجمدة تباع في الأسواق الشعبية في إدلب وريفها، وعن طريق باعة متجولين، من دون خضوعها لرقابة تموينية أو صحية.
وبيّن السكان أنهم مجبرون على تناول تلك اللحوم لأن أسعار اللحوم الطازجة تفوق قدرتهم الشرائية، خاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية والمعيشية الصعبة التي يعيشونها.
ويبلغ سعر الكيلوغرام الواحد من اللحوم الحمراء في المحافظة قرابة 65 ليرة تركية (ما يعادل نحو 23.500 ليرة سورية)، في حين وصلت أسعار لحم الفروج لنحو 25 ليرة تركية للكيلوغرام الواحد (نحو تسعة آلاف ليرة سورية).
وأوضح رزق السعيد (38 عاماً) أن دخله لا يتيح له شراء اللحوم الطازجة لعائلته، وقال: «منذ أربعة أشهر لم تدخل اللحمة إلى منزلي».
وأشار إلى أن أجره اليومي لا يتجاوز 25 ليرة تركية، (نحو تسعة آلاف ليرة سورية)، وهو ما يعادل ثمن كيلوغرام واحد من لحم الدجاج، في حين يحتاج العامل لأجر ثلاثة أيام متواصلة ليتمكن من شراء كيلوغرام واحد من اللحوم الحمراء، مضيفاً: مستلزمات المعيشة الأساسية كالخبز والمصاريف الأخرى لا تسمح لرب العائلة بتوفير أي مبلغ.
وعزا تجار ومربو ماشية في إدلب غلاء أسعار اللحوم إلى الارتفاع الكبير في أسعار الأعلاف ومستلزمات تربية المواشي هذا العام، في ظل شح الأمطار خلال الشتاء الماضي، إضافة إلى وضع ما تسمى «حكومة الإنقاذ» التابعة لـ«النصرة» يدها على عمليات بيع الأعلاف، عبر إجبار التجار على شراء الأعلاف من مستودعاتها.
وبيّن مهدي الرسلان (44 عاماً)، وهو تاجر مواشٍ في أسواق إدلب، أن ارتفاع أسعار اللحوم تزامن مع غلاء الأعلاف، التي ارتفعت بشكل كبير بسبب احتكارها من قبل «الإنقاذ».