جدل مستمر حول المكان الذي ينبغي أن يكون فيه الخبير. هل يمكن أن يكون الخبير صانع قرار وأن يكون وزيراً؟!
أم إن المكان الذي يناسب أكثر هو أن يكون في قائمة المستشارين الذين يستعان بهم في الحالات التي تحتاج إلى استشارة؟
هناك من يرى أن فارقاً بين الخبير والمستشار، فالخبراء ليسوا مجرد مستشارين.
لكن في كل الحالات المسألة تتعلق بالقدرة على اتخاذ القرارات الصائبة.
الأشياء التي تصب في مصلحة الخبراء أن لديهم من التجربة والعلم ما يؤهلهم لاتخاذ قرارات صحيحة، وأن الخبرات التي عاشوها والتي مروا بها تعطيهم رؤية واسعة من المجال الذي يعملون به. ثم إن بعض القطاعات لا يمكن الاعتماد فيها إلا على الخبراء، لأنها تكون تخصصات معينة مثل الاقتصاد والمال والكهرباء… فهذه القطاعات لا يمكن الاعتماد فيها على غير الخبراء فيها وفي أوقات معينة فإنك بحاجة للتركيز على مجال معين أكثر، بحيث يكون أولوية وفي هذه الفترة فإن الحاجة أكثر إلى الخبرات الاقتصادية التي لها القدرة على الإبداع في مواجهة الأزمات التي تمر بها البلاد.
أما الرأي الآخر الذي لا يصب في خانة الخبراء ففيه وجهة نظر مختلفة كلياً.
فحوى هذا الرأي أن الخبراء غير مؤهلين إلا لإعطاء الرأي في مجال تخصصهم وأن ما يحتاجه صانع القرار فقط منهم هو «الخبرة». على حين صانع القرار كالوزير مثلاً يحتاج لامتلاك رؤية أوسع لأي قضية وليس فقط الخبرة في جانب معين وغالباً ما يقدم الخبراء آراء أو يتخدون قرارات بلا قلب، بينما المجتمع يحتاج إلى قرارات تراعي البعد الاجتماعي والسياسي ورضا الناس. فالخبراء مستعدون لاتخاذ القرارات غير الشعبية على حين «السياسي» يراعي حالة انعكاس هذه القرارات على الناس.
هذا الرأي يعترف بأهمية أصحاب الخبرة، لكنه يرى أن المكان المناسب لهم هو الوقوف خلف الوزراء، ولو أن صناع القرار أحاطوا أنفسهم بالخبراء فإن قراراتهم ستكون أفضل، لكن المشكلة أن معظم صناع القرار يحيطون أنفسهم بالذين يتقنون الغزل الحكومي. مهما كان موقفك سواء من أصحاب الرأي الذي يرى الخبراء وزراء أم من الرأي الآخر الذي يعتقد أن الخبراء مكانهم المفيد في قائمة «المستشارين»، فإن أحداً إلا ويعترف بأن الخبراء لهم مؤهلات خاصة نحن بحاجة للاستفادة منها. لكن السؤال المهم: من الذين يمكن اعتبارهم خبراء.. فهل هم الذين أمضوا سنوات في العمل وهل يكفي أن نقول: إن شخصاً ما أمضى عشرين أو أكثر في مجال معين أصبح في مرتبة الخبير، أعتقد أن الخبير هو الذي اختبر النجاح في مجاله.
الخبرة في النجاح هي الشيء الأكثر أهمية لنا الآن.
أقوال:
يا باري القوس برياً ليس يحسنه….. لا تظلم القوس أعطِ القوس باريها.
خذ الخبرة الآن وسوف يأتيك المال لاحقاً.
النجاح هو نتيجة للرأي الصائب والرأي الصائب هو نتيجة للخبرة والخبرة هي نتيجة للفشل في إصدار الأحكام.
لا تقطعن برأي نفسك واستشر…….. من ذاق أحوال الزمان ومارسا.
الخبرة هي الاسم الذي يصف به كل شخص أخطاءه.
لا تكتسب الخبرة بطول العمر بل بالعيش، فالوقت لا ينضج الناس بل ينضج الخضار.