بيّن مدير زراعة السويداء أيهم حامد وجود تراجع في المساحات المزروعة بالكرمة في الآونة الأخيرة على ساحة المحافظة وذلك لعدم قابلية المنتج للتخزين ومردوديته المتدنية مقارنة بالتفاح، مشيراً إلى أن ذلك دفع المزارعين لاستبدالها بأشجار التفاح موضحاً أن المناطق التي تم استبدل التفاح بالعنب هي غير ملائمة لزراعة التفاح ما أدى إلى تدني إنتاجها هي الأخرى.
ولفت حامد إلى أن هناك بعض الزراعات لم تكن كذلك ناجحة كالزيتون نظراً لزراعتها في مناطق غير ملائمة بيئياً ومعدل هطولاتها المطرية لا تناسب ما تحتاجه هذه الشجرة من معدلات للأمطار والتي تفوق 600مم.
وأشار إلى وجود مجموعة من الظروف التي أحاطت بزراعة الأشجار المثمرة في المحافظة وأثرت على الإنتاج سلباً وهو تأثر بعض أنواع الأشجار خاصة /التفاح- الكرمة- اللوز/ بالهطولات الثلجية والتي يعقبها الصقيع الشتوي والمترافق فيما بعد بالصقيع الربيعي الذي يتزامن حدوثه في كثير من الأحيان مع فترة الإزهار ما يؤدي إلى تساقط الزهر وينعكس سلباً على الإنتاج فضلاً عن ذلك الهطولات المطرية المتذبذبة بين موسم وآخر والتي تؤدي إلى عدم انتظام إنتاج الأشجار المثمرة.
وأضاف حامد: إن من الإشكاليات الأخرى هو عدم توافر الأسمدة والمبيدات الحشرية بالشكل الكافي ما يتعذر التسميد والرش لعدم قدرة المزارعين على الشراء جراء ارتفاع أسعار الأسمدة والمبيدات الحشرية لدى السوق المحلية.
ولفت مدير الزراعة إلى أن المسألة المهمة هي خلو المحافظة من جمعيات تسويقية متخصصة بتسويق منتج الفلاحين من الأشجار المثمــرة الأمــر الذي أبقى التسـويق منوطــاً بالتجــار والسماسرة وانعكاسه سلباً على الفلاح من حيث المردود المالي.
وأكد حامد أن نجاح زراعة الأشجار المثمرة وإعطاءها إنتاجاً جيداً يتطلب دعم البحث العلمي الزراعي التطبيقي من خلال مراكز البحوث الزراعية الموجودة في المحافظة ورفدها بكل مستلزمات العمل بغية إيجاد حلولٍ للمشكلات التي يعاني منها المزارعون إضافة لذلك يجب رسم آلية جديدة لتسويق إنتاج المحافظة من التفاح والكرمة بهدف التخفيف من أزمة التسويق أثناء الموسم، وذلك من خلال استصدار قرارات وتشريعات تُلزم الموردين بتصدير المنتج المحلي أولاً والعمل على توفير المبيدات الحشرية الآمنة والتي لا تترك أي أثر متبق وبأسعار مقبولة إضافة إلى ضرورة السماح بإدخال أصناف جديدة من التفاح مرغوبة محلياً وعالمياً مشيراً إلى أن المساحات المزروعة بالأشجار المثمرة في المحافظة تتجاوز الـ50 ألف هكتار.