قضايا وآراء

تصعيدٌ أميركي للحَربِ الباردة

| رزوق الغاوي

مناورات أطلسية وغربية وأوكرانية تجري الآن في منطقة البحر الأسود تحت عنوان «نسيم البحر 21» تتقدمها القوات الأميركية، يمكن وصفها بأنها الأكبر من نوعها في تلك المنطقة منذ ربع قرن تشارك فيها 32 دولة وخمسة آلاف جندي و32 سفينة و40 طائرة و18 فريق كوماندوس.
والدول المشاركة في مناورات «نسيم البحر 2021»، إلى جانب الولايات المتحدة الأميركية وأوكرانيا هي:
بريطانيا وأستراليا والبرازيل وبلغاريا وكندا والدنمارك وإستونيا وفرنسا وجورجيا واليونان وإيطاليا واليابان ولاتفيا وليتوانيا ومولدوفا والنرويج وبولندا ورومانيا والسنغال وإسبانيا وكوريا الجنوبية والسويد وباكستان وتركيا وألبانيا والكيان الصهيوني، على حين شاركت مصر والمغرب وتونس ودولة الإمارات العربية بصفة مراقب.
سيقوم حلف الناتو فور انتهاء هذه المناورات بتزويد أوكرانيا بأنواع متطورة من الأسلحة يتم نقلها لاحقاً إلى القوات الأوكرانية الموجودة في إقليم دونباس الذي يضم أغلبية روسية.
وتجري هذه المناورات التي بدأت في الثامن والعشرين من حزيران الفائت وحتى العاشر من الشهر الحالي، بموجب قرار سبق لواشنطن أن انتزعته من برلمان أوكرانيا يسمح بدخول قوات مسلحة أجنبية غربية إلى أراضيها، في إجراء يمكن اعتباره مقدمة عملية لإبقاء قوات أميركية في أوكرانيا حتى إشعار أخر، تمهيداً لتحقيق هدف أميركي قديم جديد يتمثل بضم أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي «الناتو» في إطار الإستراتيجية الأميركية التي تقضي بمحاصرة روسيا عبر الدرع الصاروخية المُقامة حولها.
بطبيعة الحال، استدعت تلك المناورات قيام موسكو باتخاذ إجراءات دفاعية احترازية براً وبحراً وجواً، تحسباً لأي تطوير لتلك المناورات يشكل بصورة أو بأخرى تهديداً للأراضي الروسية أو لشبه جزيرة القرم أو لإقليم دونباس ذي الأغلبية الروسية.
ثمة قناعة سائدة بأن مجريات السياسة العامة الأميركية تجاه مختلف القضايا الدولية، تؤكد عزم الإدارة الأميركية الجديدة على ما سبق أن قامت به الإدارات الأميركية السابقة من محاولات لزرع التوتر والفوضى وزعزعة الاستقرار في مختلف أنحاء العالم والمضي في محاولات ترسيخ أجواء الحرب الباردة، لما فيه من خدمة للمصالح الاستعمارية الأميركية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن