رياضة

أين مزمار الحي؟

| مالك حمود

بادرة إيجابية كانت من اتحاد كرة السلة، بتحليل مباريات نصف نهائي الدوري السوري للرجال بكرة السلة، ضمن تسجيل فيديو يعرض على الصفحة الرسمية لاتحاد السلة.
وللتحليل أهميته في مناسبات كهذه وخصوصاً بعدما يتابع المشاهد المباراة، ليقدم التحليل الإجابات عن الكثير من التساؤلات والاستفسارات، لبعض ما لاحظه المشاهد في الملعب، أو لم يلاحظه من تحريكات ونقلات في المباراة، والدخول في فكر المدربين وثقافة اللاعبين.
التحليل ضروري ومهم وأكيد ولاسيما في كرة السلة باعتبارها اللعبة الأصعب، في تكتيكها وتحكيمها أيضاً، ولكن يبقى التحليل عندما يأتي من العارف في بواطن الأمور والواقع الذي يعيشه لاعبونا يكون أدق وأكثر مقدرة على التعبير والتوصيف وتشخيص الحالة، وإذا كانت البداية مع المدرب الوطني عزام الحسين لكونه واحداً من المدربين المحليين الذين يعملون ضمن هذا الدوري المحلي، فماذا يمنع من أن يكون تحليل بقية المباريات من بقية المدربين الوطنيين العاملين في ميادين كرة السلة السورية؟!
لسنا ضد التوجه نحو المدرب الأجنبي في تحليل المباريات، ولكن أليس المدرب المحلي الأقرب والأعرف بظروف كرة السلة السورية وكل فريق على حدة، والأكثر دراية بتفاصيل كل اللاعبين المحليين وإعدادهم واستعدادهم وأحوالهم النفسية والفنية والبدنية؟!
لسنا ضد هذا المدرب أو ذاك من الأجانب الذين يفضلون الإطلالة الإعلامية بهدف التذكير بأنفسهم والعودة للعمل في المنطقة، ولكنني أجد نفسي متحيزاً أو متعاطفاً مع مدربنا المحلي ولاسيما الذين عملوا في ظروف الحرب وقسوتها للحفاظ على كرة السلة السورية حية، والعديد منهم عملوا بتدريب المنتخبات الوطنية ولديهم المقدرة على تحليل المباريات المحلية برؤية فنية متميزة، إلا إذا كان لدى المعنيين تحفظ على المدربين المحليين وعدم الثقة بقدراتهم الفنية، وهذه مسألة أخرى، بل مشكلة أخرى، ورغم ذلك فإذا كانت الحلول ولا بد، فيجب أن تكون خارجية، فلماذا لا يتم الأخذ بآراء المدربين السوريين المحترفين في الخارج، ويسجلون النجاحات في العديد من الدول، ومنهم من هو معتمد رسمياً كمحلل في القنوات الفضائية العربية كعماد عثمان وأحمد حلفاوي اللذين يحللان المباريات المحلية والدولية والعالمية في قناة الشارقة الرياضية.
مدربونا يعملون بصمت وصبر وهم بحاجة لمن يشد على أيديهم لأنهم هم من يصنع كرة السلة، وهم يستحقون الدعم بأنواعه، وإلى متى سيبقى مزمار الحي لا يطرب؟

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن