رياضة

وداعية مثالية لميسي أم لقب أول لنيمار؟ … السوبر كلاسيكو يزيّن كوبا أميركا 2021

| خالد عرنوس

لم يخيب المنتخبان البرازيلي والأرجنتيني الآمال فضربا موعداً في نهائي بطولة كوبا أميركا بنسختها السابعة والأربعين ليكن الختام مسكاً بلقاء سحاب ليس على مستوى القارة اللاتينية بل على صعيد كرة القدم العالمية وجاء تأهل السيليساو صعباً بفوزه على البيرو بهدف على حين احتاج الألبيسيليستي إلى ركلات الترجيح وتألق خاص من حارس مرماه إيمليانو مارتينيز ليتخطى نظيره الكولومبي بركلات الترجيح وذلك بعد التعادل بهدف لمثله في الوقت الأصلي، ويقام النهائي في ملعب معبد البرازيليين الكروي «ماراكانا» بريو دي جانيرو بداية من الثالثة فجر الأحد بتوقيت دمشق، ويعد النهائي الثالث الذي يجمع الفريقين منذ إقرار نظام المباريات التتويجية مثالياً لبطولة تألق فيها الفريقان.

الكل يبحث عن ميسي

جاء تأهل المنتخب الأرجنتيني على حساب نظيره الكولومبي في نصف النهائي بالطريقة الأكثر قسوة عبر ركلات الترجيح من علامة الجزاء بعد مباراة مثيرة كانت الأكثر خشونة في البطولة بعدما أشهر خلالها الحكم الفنزويلي خيسوس سابز 10 بطاقات صفراء منها ستة بوجه الكولومبيين الذين حاولوا بشتى السبل إيقاف أبناء التانغو وخاصة قائدهم ليونيل ميسي الذي كان يبحث عن بلوغ النهائي للمرة الرابعة في تاريخه في محاولة لإنهاء مسيرته في البطولة بلقب عزّ عليه شخصياً وعزّ على منتخب بلاده لثمانية وعشرين عاماً كاملة، ونجح البرغوث في إهداء زميله لاوتارو مارتينيز هدف التقدم في الدقيقة السابعة ورغم أفضلية فريقهما إلا أن الكولومبيين أدركوا التعادل عبر لويس دياز (61) وأهدر الفريقان عدداً من الفرص الأخرى وخاصة الأرجنتينيين الذين كانوا قريبين جداً من الحسم لكن الأمور وصلت إلى ركلات الترجيح.

وفي مسلسل ركلات الأعصاب أبدى الحارس الأرجنتيني إيمليانو مارتينيز رباطة جأش عالية بتصديه لثلاث ركلات سددها كل من دافينسون سانشيز وييري مينا وإيدوين كاردونا بينما سجل خوان كوادرادو وميغيل بورخا وبالجهة المقابلة نجح ميسي ولياندرو باريديس ولاوتارور مارتينيز وأطاح رودريغو دي بول بالكرة الأولى خارج المرمى ولم يحتج لاعبو سكالوني لتسديد الركلة الخامسة فقد فازوا بنتيجة 3/2، يذكر أن إيمليانو مارتينيز نجح بالتصدي لأكثر عدد من ركلات الترجيح لحارس مرمى في مباراة واحدة وكان مواطنه غويكوتشيا تصدى لركلتين في مباراتين مختلفتين في بطولة 1993 يوم قاد فريقه إلى اللقب الأخير.

وبذلك يخوض منتخبا البيرو وكولومبيا مباراة الترضية على المركزين الثالث والرابع وذلك في الساعة الثالثة فجر السبت على ملعب ماني غارينشيا في العاصمة برازيليا، وكان الفريقان تقابلا في الدور الأول للبطولة الحالية ففاز البيروفي 2/1.

نهائي مثالي

كما أشرنا سابقاً بأن مواجهة البرازيل والأرجنتين مثالية لبطولة لم تشهد إثارة كبيرة سوى في مراحلها الإقصائية فالفريقان يمثلان قمة كرة القدم في أميركا الجنوبية وقد سجلا نتائج مثالية منذ خروجهما من مونديال روسيا 2018 فقد خاض منتخب السيليساو بعدها 18 مباراة رسمية دون هزيمة، بينما خاض الألبيسيليستي 34 مباراة في عهد المدرب ليونيل سكالوني فخسر أربعاً إحداها فقط بالإطار الرسمي وللمصادفة فقد كانت أمام البرازيل في نصف نهائي كوبا أميركا 2019 وهاهو يصل للمباراة 19 على التوالي دون هزيمة.

وفي البطولة سجل الفريقان ما يشفع لهما بخوض النهائي ومن ثم التطلع إلى التتويج باللقب، فحقق البرازيلي خمسة انتصارات على البيرو مرتين 4/صفر و1/صفر وعلى فنزويلا 3/صفر وعلى كولومبيا 2/1 وعلى تشيلي بهدف وتعادل في مباراة هامشية مع الإكوادور 1/1، وحقق الأرجنتيني 4 انتصارات وتعادلين مع تشيلي وكولومبيا بنتيجة واحدة 1/1 ففاز على الأورغواي والباراغواي بهدف دون مقابل وعلى بوليفيا 4/صفر وعلى الإكوادور 3/صفر، وسجل الهجوم البرازيلي 12 هدفاً مقابل 11 للأرجنتيني مقابل هدفين وثلاثة أهداف في مرماهما على التوالي.

حظوظ متساوية

بنظرة أولى يمكن القول إن الكفة البرازيلية ستكون راجحة في النهائي بنسبة قليلة جداً على اعتبار أن المباراة ستكون على أرض برازيلية وكذلك راحة لاعبي تيتي أكثر حيث ارتاحوا يوماً إضافياً وأمور تفصيلية أخرى أبرزها أن السيليساو فاز على نظيره الألبيسيليستي في آخر مواجهة بينهما قبل عامين في نصف نهائي النسخة السابقة بوجود ميسي وغياب نيمار، إلا أن كل هذه الأمور ستصبح ثانوية عند صافرة الحكم معلنة بداية النهائي الحلم.

فالفريق الذي يقوده على خط الملعب سكالوني يضم في صفوفه عدداً من المواهب رفيعة المستوى أمثال لاوتارو مارتينيز أحد أبطال الدوري الإيطالي مع إنتر إضافة إلى مخضرم سان جيرمان أنخيل دي ماريا والذي أظهر الفارق كلما شارك في هذه البطولة والمخضرم الآخر أوتاميندي وربما حضر أغويرو الهداف الغني عن التعريف وإن لم يشارك بصفة أساسية في الكوبا إضافة إلى باريديس وأنخيل كوريا ولو سيلسو وخواكين كوريا ورودريغو دي بول وتاليافيكو، وبالمقابل فالفريق الذي يقوده تيتي يضم ماركينيوس وخيسوس العائد من الإيقاف إضافة إلى فيرمينيو وريتشارلسون وفابينيو وفينسيوس جونيور ودانيلو وتياغو سيلفا بطل أوروبا مع تشيلسي ولن يختلف الأمر كثيراً في حراسة المرمى سواء شارك أليسون أو إيدرسون وبالنسبة للحراسة الأرجنتينية فقد أصبح إيمليانو البطل القومي بعد ركلات الترجيح أمس وبالتالي بات صمام الأمان وهو الذي بدأ مسيرته الدولية قبل شهر فقط.

ويبقى النجمان ميسي ونيمار رمانة الميزان في الجانبين وقد اجتمعا في برشلونة كثنائي لا يشق له غبار وعندما يتقابلان في النهائي المنتظر فكل يبحث عن مجده الخاص، فالبرغوث الأرجنتيني يحلم بوداعية مثالية ولقب أول على صعيد البطولة بعدما خسر ثلاث نهائيات سابقة خاصة أن سنه لم يعد يسمح بمشاركة قادمة بعد ثلاث سنوات ويرى الكثيرون أنه يستحق التتويج بعد الأداء المتميز في البطولة حيث ساهم في تسعة أهداف (سجل 4 وصنع 5 أهداف) وفي حال خوضه للنهائي سيدخل ميسي التاريخ بوصوله إلى 34 مباراة معادلاً رقم التشيلياني ليفينغسون كأكثر اللاعبين ظهوراً في البطولة من حيث عدد المباريات وقد سجل 13 هدفاً محتلاً المركز الرابع على صعيد الهدافين التاريخيين، على حين نيمار يطمح إلى دخول نادي الأبطال بعدما حرمته الإصابة من مشاركة رفاقه هذه الفرحة في النسخة الماضية وخاض نيمار 13 مباراة في ثالث مشاركاته بالكوبا سجل خلالها 5 أهداف.

سوبر كلاسيكو

تختلف المصادر البرازيلية والأرجنتينية حول عدد المباريات التي جمعت الفريقين فيما يسمى بالسوبر كلاسيكو إلا أن المتفق أنهما تقابلا في 107 مباريات على كافة الأصعدة والغلبة للبرازيل بواقع 48 فوزاً مقابل 34 للأرجنتين وتعادلا 25 مرة، ومنها 49 مرة على المستوى الرسمي ففازت البرازيل 23 مرة مقابل 14 فقط للأرجنتين و12 تعادلاً، وفي كوبا أميركا تواجها 33 مرة أشهرها في النهائي عامي 2004 و2007 وفي مباراة فاصلة على اللقب عام 1937، وقد فازت البرازيل 15 مرة مقابل 10 مرات للأرجنتين وتعادلا 8 مرات.

يذكر أن المنتخبين تقابلا في المونديال 4 مرات ففازت البرازيل مرتين (2/1 في الدور الثاني لمونديال 1974 و3/1 في الدور الثاني لمونديال 1982) والأرجنتين مرة (في الدور الثاني لنسخة 1990 بهدف) وتعادلا في الدور الثاني لنسخة 1978 دون أهداف، وجمعهما نهائي كأس القارات عام 2005 وفازت البرازيل يومها 4/1، ويعد الأرجنتيني خافيير زانيتي الأكثر خوضاً لمواجهات الفريقين بواقع 16 مباراة بينما البرازيلي الشهير ليونيداس داسيلفا الهداف الأعلى للكلاسيكو بثمانية أهداف والفوز الأعلى كان لأبناء التانغو بنتيجة 6/1 في الإطار الودي عام 1940 وبالمقابل فاز أبناء السامبا 6/2 ودياً كذلك في عام 1945، ويذكر موقع ويكيبيديا أن الأرجنتين تتقدم على البرازيل على مستوى الألقاب العامة (أندية ومنتخبات) بواقع 74 لقباً مقابل 63.

حكاية طويلة

عندما انطلقت كوبا أميركا أقيمت بنظام الدوري من مرحلة واحدة وبالتالي فلم يكن هناك مباراة نهائية رسمية فيها وإن كانت المصادفة في بعض الأحيان جعلت من المباراة الأخيرة بمثابة نهائي بين الفريقين المتنافسين، ولأن اللقب كان يحسم عبر مجموع النقاط فقد صادف أن تعادل فريقان بعدد النقاط فكان لابد من مباراة فاصلة تكون بمثابة نهائي وذلك بغض النظر عن فارق الأهداف الذي لم يكن معمولاً به.

ففي 1919 أقيمت مباراة فاصلة ففازت البرازيل على الأورغواي 1/صفر بعد التمديد، وفي 1922 جمعت المباراة الفاصلة البرازيل مع الباراغواي وانتهت 3/صفر، وفي 1937 أقيمت مباراة فاصلة بين الأرجنتين والبرازيل وفازت الأولى 2/صفر بعد وقت إضافي، في 1949 اكتسحت البرازيل الباراغواي في المباراة الفاصلة 7/صفر، قبل أن ترد الباراغواي بالفوز على البرازيل 3/2 في فاصلة 1953.

وتغير نظام البطولة منتصف السبعينيات فأقيمت بطريقة الذهاب والإياب وبالتالي فقد جاء أول نهائي رسمي في نسخة 1975 وأقيم بطريقة الذهاب والإياب فتبادل منتخبا البيرو وكولومبيا الفوز 2/صفر 1/صفر فكان لابد من مباراة فاصلة أقيمت في فنزويلا وفاز البيروفي بهدف، وتكرر الأمر ذاته في 1979 بين الباراغواي وتشيلي 3/صفر و1/صفر ثم تعادلا في الفاصلة صفر/صفر رغم التمديد فكان أن منح اللقب للباراغواي بالعودة إلى فارق الأهداف، وأقيم النهائي بنظام الذهاب والإياب للمرة الأخيرة في 1983 ويومها فازت الأورغواي على البرازيل بهدفين ثم تعادلا 1/1.

النهائيات الرسمية

في بطولة 1987 أقيمت أول مباراة رسمية من مباراة واحدة ثم تغير النظام في النسختين التاليتين 1989 و1991 بإقامة دور نهائي من أربعة منتخبات ويتحدد البطل من خلال مجموع النقاط، ثم تبدل نظام البطولة منذ 1993 بمشاركة 12 منتخباً بينها منتخبان ضيفان من خارج الكونيميبول وعادت المباراة النهائية لتكون مباراة تتويجية، وبلغ عدد المباريات النهائية منذ 1987 وحتى 2019 اثنتي عشرة مباراة حسمت أربع منها بركلات الترجيح ففازت الأورغواي على البرازيل 5/3 (1/1) في نسخة 1995 والبرزايل على الأرجنتين 4/2 (2/2) في نسخة 2004 وتشيلي على الأرجنتين 4/1 (صفر/صفر) في 2015 و4/2 (صفر/صفر) في نهائي 2016.

وشهدت خمس نهائيات التسجيل من الجانبين على حين انتهت مباراتان بالتعادل السلبي وشهد نهائي 1987 فوز الأورغواي على تشيلي بهدف كأقل فارق لفائز، وحقق المنتخب البرازيلي الفوز مرتين بنتيجة 3/صفر على حساب الأورغواي (1999) والأرجنتين (2007) وكذلك الأورغواي على الباراغواي (2011) كأعلى الانتصارات، أما أكثر المواجهات فهي بين الكبيرين الأرجنتين والبرازيل فهما سيتقابلان للمرة الثالثة في هذه البطولة وكان البرازيلي فاز مرتين عامي 2004 و2007، وتقابل منتخبا الأورغواي والبرازيل مرتين ففاز الأول عام 1995 والثاني عام 1999 والتقى منتخبا تشيلي والأرجنتين مرتين ففاز الأول فيهما بركلات الترجيح.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن