رياضة

المباريات النهائية لبطولات أمم أوروبا … الآتزوري توّج بالإعادة وتشيكوسلوفاكيا بالترجيح

| محمود قرقورا

ست عشرة مباراة نهائية جرت خلال خمس عشرة نسخة من كأس أمم أوروبا والسبب أن نهائي 1968 أقيم مرتين بسبب التعادل بعد مئة وعشرين دقيقة في المباراة الأولى.

وشهدت المباريات الست عشرة تسجيل 36 هدفاً بمعدل هدفين وربع الهدف في المباراة الواحدة، والنتيجة الأكثر تكراراً 2/1 وحدثت خمس مرات.

وقبل ضربة بداية المباراة النهائية التي تقام يوم الأحد بين إيطاليا والمتأهل من مباراة الدانمارك وإنكلترا أمس فإن معظم المفردات التي يقف عندها المؤرخ حدثت في المباريات النهائية باستثناء تسجيل الهاتريك، فالحسم خلال الوقت الأصلي أو بالتمديد أو بالهدف الذهبي أو بالترجيح أو بمباراة إعادة حدث في نسخة على الأقل.

أوروبا الشرقية

النهائيات الخمسة الأولى كان أحد طرفيها منتخب على الأقل من أوروبا الشرقية، فالنهائي الأول 1960 بين السوفييت واليوغسلاف هو الوحيد بين منتخبين من أوروبا الشرقية ولا نعتقد أنه سيتكرر، وامتاز بذهابه للوقت الإضافي في أقل المباريات النهائية من حيث الحضور الجماهيري، وهدف الفوز للسوفييت جاء في الدقيقة 113 ليكون الهدف الأكثر تأخيراً في المباريات التتويجية.

ونهائي النسخة الثانية 1964 بين السوفييت حاملي اللقب والإسبان المستضيفين حسمه المضيف بهدفين لهدف، وجاء الهدف الأول للماتادور بتوقيع بيريدا في الدقيقة السادسة كأسرع هدف في المباريات النهائية.

وكان الحضور الجماهيري 79115 متفرجاً كأكثر مباريات التتويج جماهيرية، والمتوّج لويس سواريز هو اللاعب الأول الذي حقق لقب أوروبا للأندية والمنتخبات في العام ذاته.

نهائي النسخة الثالثة 1968 بين الطليان واليوغسلاف انتهى بالتعادل بهدف لمثله فسارت للتمديد الذي لم يتمخض عن شيء، فكان لابد من اللجوء لمباراة إعادة لم يجد الآتزوري صعوبة في حسمها على حساب المنتخب المنحوس يوغسلافيا، والنهائي الأول قاده السويسري دينست الذي قاد نهائي المونديال الإنكليزي 1966.

وامتاز نهائي 1972 باكتساح ألماني للسوفييت بثلاثة أهداف دون رد، علماً أن المانشافت كان يشارك للمرة الأولى في النهائيات المجمعة، ورجل المباراة المهاجم الألماني غيرد مولر الذي انفرد بصدارة الهدافين ليكون الوحيد الذي ينفرد بصدارة هدافي المونديال ثم النهائيات القارية، والأهم أنه اللاعب الوحيد الذي سجل في نهائي كأس أمم أوروبا وكأس العالم فيما بعد.

أما نهائي 1976 بين تشيكوسلوفاكيا وألمانيا الغربية فهو الوحيد الذي شهد عودة منتخب بعد تأخره بهدفين بين النهائيات الخمسة عشر السابقة، ولكن هذه العودة أجهضت بهجتها ركلات الترجيح التي أنصفت التشيكوسلوفاكيين فيما بعد، والأهداف الأربعة جعلته النهائي الأكثر تسجيلاً إلى جوار نهائي 2012 يوم فاز الإسبان على الطليان برباعية نظيفة، وقاد المباراة الحكم الإيطالي غونيلا الذي قاد نهائي مونديال 1978 ليكون ثاني حكم ينال هذا الشرف مع ميزة أن هذا النهائي كان حاسماً، بينما عندما قاد السويسري دينست نهائي 1968 الأول لم يكن حاسماً لأنه أعيد.

الجزاء الأولى وهاتريك الأولمبيكو

امتاز نهائي 1980 بالحسم الألماني المتأخر أمام البلجيك بفضل هروبيش الذي سدد كرة رأسية أوقفت المغامرة البلجيكية، والهدف الوحيد لبلجيكا يومها جاء من ركلة جزاء هي الأولى المحتسبة في المباريات النهائية.
ولا نغفل أن ملعب الأولمبيكو احتضن المباراة النهائية للمرة الثالثة (مباراتان 1968 وهذه المباراة) وهذا رقم قياسي.

تتويج أخير للمضيف

نهائي 1984 عرف التتويج الأخير للمضيفين بفضل منتخب الديوك أمام الماتادور، وشهد هدفاً بتوقيع ميشيل بلاتيني ليكون اللاعب الوحيد الذي يسجل في خمس مباريات متتالية.

وعرفت المباراة أيضاً الطرد الوحيد في المباريات النهائية وصاحب الحظ التعيس الفرنسي يوفون لورو في الدقيقة الخامسة والثمانين، ومكان النهائي ملعب حديقة الأمراء الذي كان شاهداً على تتويج السوفييت في النسخة الأولى.

الهدف الإعجازي

نهائي 1988 كان الأول الذي يشهد مواجهة مكررة عن الدور الأول بين الهولنديين والسوفييت، وخسارة السوفييت جعلتهم المنتخب الأكثر خسارة في النهائي بثلاث مرات إلى جوار المانشافت، ويحسب للمنتخب السوفييتي أنه لعب النهائي للمرة الرابعة حينها في خمس مشاركات، وهذا لم يكرره منتخب آخر من حيث هذا المعدل المترف، وامتازت تلك المباراة بهدف الهولندي ماركو فان باستن الإعجازي بمرمى رينات داساييف وهذا سبب كاف للخلود، الهدف الذي قال عنه القيصر بيكنباور بأنه أغرب أهداف القرن العشرين.

الدانمارك فعلت ما يشبه المستحيل في نهائي 1992 عندما أحرزت اللقب على حساب المانشافت وهي غير متأهلة أساساً، وحقيقة كانت النتيجة الأكثر غرابة عطفاً على الأسماء الألمانية في تلك النسخة والترشيحات التي سبقت البطولة التي صبّت معظمها في اتجاه أبطال العالم.

الهدف الذهبي

نهائي 1996 شهد حدثاً غير مألوف عندما أحرز المانشافت اللقب بفضل الهدف الذهبي في إعادة لنهائي 1976 بين الألمان والتشيك وهو النهائي الوحيد المكرر، وحققت ألمانيا اللقب للمرة الثالثة وفي كل مرة من رحلة التتويج يسجل أحد لاعبيها الثنائية وصاحب الثنائية هذه المرة أوليفر بيرهوف.

الهدف الذهبي استمر حاضراً في نهائي 2000 لمصلحة الديوك على حساب الآتزوري الذي بدد تفوقاً بقي باليد حتى الدقيقة الرابعة من الوقت بدل الضائع، ومن الغرائب أن الحسم الفرنسي كان بفضل البديلين ويلتورد وتريزيغيه، والهدف الثاني تناوب على صناعته وتسجيله بديلان للمرة الأولى في المباريات النهائية وصانع الهدف روبيرت بيرس.

وطرفا النهائي التقيا لتحديد بطل مونديال 2006 وهذا لم يحصل بين أي فارسين للنهائيات الأخرى.

المعجزة

نهائي 2004 عرف ما يشبه المعجزة بتتويج اليونان على حساب البرتغال وانفردت تلك النسخة بأن مباراة الافتتاح والنهائي بين المنتخبين ذاتهما، والمدرب المتوّج جنسيته ليس من البلد المتوّج للمرة الوحيدة بين الأبطال الخمسة عشر وهو الألماني أوتو ريهاغل، وللمرة الأولى كان الحسم بهدف وحيد.

حسرة بالاك

نهائي 2008 شهد حضور المانشافت للمرة السادسة في النهائي كرقم قياسي، ولكن التتويج كان إسبانياً للمرة الثانية بفضل فرناندو توريس، وخسارة المانشافت حدثت للمرة الثالثة في المباريات الختامية كرقم قياسي إلى جوار الاتحاد السوفييتي الذي خسر نهائيات 1964 و1972 و1988، وكابتن المانشافت المهزوم مايكل بالاك سبق له أن خسر نهائي الشامبيونزليغ في العام ذاته ليكون الاستثناء الوحيد في هذه الميزة السلبية بين كل لاعبي الكون.

الفوز الأعلى

في نهائي 2012 شهدنا الفوز الأعلى برباعية نظيفة لمصلحة الماتادور على حساب الآتزوري الذي انهزم بفارق أربعة أهداف للمرة الوحيدة طوال مشاركاته في اليورو والمونديال.

واللافت أن لاعبين بديلين سجلا وهما توريس وماتا وهذا لم يحدث في مباراة نهائية أخرى إلا في نهائي 2000، وأضحى توريس اللاعب الوحيد الذي سجل في مباراتين نهائيتين، وعرفت المباراة إصابة الإيطالي كيليني وخروجه في الدقيقة الحادية والعشرين ليشارك بالزاريتي ليكون أسرع تبديل في المباريات النهائية.

بطل جديد

نهائي 2016 بين فرنسا والبرتغال حسمته البرتغال لتصبح البطل العاشر، وشهدت المباراة ثاني تبديل اضطراري في المباريات التتويجية، ولكن مع اللاعب الأشهر والأهم على مدار اليورو بخروج كريستيانو رونالدو في الدقيقة الخامسة والعشرين ودخول ريكاردو كواريزما، وهدف النهائي سجله البديل إيدير بتمريرة من البديل الآخر جواو موتينيو ليكون الهدف الثالث في المباريات النهائية الذي يتعاون على تسجيله لاعبان بديلان، وانضم كريستيانو وبيبي لقائمة تضم تسعة أشخاص أحرزوا لقب دوري الأبطال ولقب اليورو في العام الميلادي ذاته وكانوا حاضرين في النهائيين، وميزة المباراة أنها الوحيدة التي صمتت فيها الشباك بعد تسعين دقيقة بين كل النهائيات.

ويوم الأحد سنكون إما مع تتويج ثان لإيطاليا والدانمارك إذا تأهلت الدانمارك، أو سنكون مع تتويج ثان لإيطاليا وأول لإنكلترا إذا تأهل الإنكليز.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن