عربي ودولي

الولايات المتحدة تنهي وجودها العسكري في كابول خلسة من دون سابق إنذار … ظريف: أميركا هزمت ووجودها تسبب بدمار كبير.. ولافروف: مستعدون لضمان أمن حلفائنا في مواجهة الوضع المتدهور في أفغانستان

| وكالات

غادرت القوات الأميركية قاعدة باغرام بشكل سري من دون أي إنذار لتنهي وجودها العسكري الذي استمر على مدى عقدين تقريباً من الزمن وتسبب بنشر الفوضى والدمار في أنحاء أفغانستان وأدخل البلاد في دوامة عنف وإرهاب.
على حين أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن الولايات المتحدة تلقت هزيمة في أفغانستان موضحاً أن وجودها في هذا البلد لأكثر من عقدين تسبب في دمار كبير. على حين أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بدوره أن بلاده مستعدة لاستخدام قدرات قاعدتها العسكرية في طاجيكستان لضمان أمن حلفائنا في منظمة معاهدة الأمن الجماعي في مواجهة الوضع الذي يتدهور في أفغانستان بسرعة.
ووصف ظريف في كلمة له خلال افتتاح اجتماع الحوار الأفغاني الأفغاني الذي عقد في مبنى وزارة الخارجية الإيرانية بطهران اليوم العودة إلى طاولة المفاوضات بأنها الخيار الأفضل للقادة والتيارات السياسية الأفغانية وقال «يجب على الشعب الأفغاني والقادة السياسيين اتخاذ قرارات صعبة لبلدهم» مشدداً على التزام إيران بالإسهام في التنمية السياسية والاقتصادية والاجتماعية الشاملة لأفغانستان بعد إحلال السلام فيها.
وتستضيف طهران أربعة وفود أفغانية لمناقشة وتبادل وجهات النظر ومراجعة العلاقات الثنائية.
وفي سياق متصل قال لافروف في مؤتمر صحفي أمس الأربعاء عقب مباحثات أجراها مع وزير خارجية لاوس ساليمساي كوماسيت «نتابع عن كثب ما يحدث في أفغانستان حيث يتجه الوضع إلى تدهور سريع في سياق انسحاب القوات الأميركية وقوات الناتو» موضحاً أن الولايات المتحدة والناتو لم يحققا خلال وجودهما في أفغانستان نتائج ملموسة من حيث استقرار الوضع هناك.
وشدد الوزير الروسي حسب وكالة «سانا» على أن التزامات روسيا داخل منظمة معاهدة الأمن الجماعي «تظل سارية المفعول بالكامل» وقال «سنفعل كل شيء بما في ذلك استخدام قدرات قاعدتنا العسكرية على حدود طاجيكستان مع أفغانستان من أجل منع أي اعتداءات عدوانية على حلفائنا».
ويشهد الوضع في أفغانستان تدهوراً حاداً في ظل الانسحاب السريع للقوات الأميركية وحلف الناتو حيث بدأت حركة طالبان المسلحة هجمات مكثفة للسيطرة على مناطق أفغانية عدة.
وتداولت وسائل إعلام أمس عن مسؤولين عسكريين إعلانهم أن القوات الأميركية في قاعدة باغرام قطعت التيار الكهربائي في وقت متأخر من مساء الثلاثاء وغادرت خلسة من دون إخطار القائد الأفغاني الجديد للقاعدة «أسد اللـه كوهستاني» الذي اكتشف رحيل الأميركيين بعد أكثر من ساعتين من مغادرتهم، الأمر الذي أثار امتعاض الجيش الأفغاني ولاسيما بعد دخوله القاعدة ليجد أن مجموعة من اللصوص اقتحمتها ونهبت مخلفات الجيش الأميركي المتروكة في خيم التخزين الضخمة.
ووفق الكاتب الأميركي «بيل فإن أوكين» يعتبر انسحاب القوات الأميركية من باغرام دليلاً واضحاً على الكارثة التي تسببت بها واشنطن في هذا البلد عبر 20 عاماً من الاحتلال.
وأشار أوكين في سياق مقال نشره موقع «وورلد سوشاليست» الأميركي إلى أن المقاتلات والطائرات الأميركية نفذت انطلاقاً من قاعدة باغرام مئات الغارات الجوية التي خلفت آلاف الضحايا المدنيين وشنت منها القوات الخاصة الأميركية عمليات عسكرية ومداهمات قتلت خلالها عائلات أفغانية بأكملها بحجة القضاء على الإرهاب.
أوكين بين أن قاعدة باغرام تحولت في ظل الاحتلال الأميركي لأفغانستان إلى معتقل كبير احتجز فيها آلاف الأشخاص المشتبهين في علاقتهم بحركة طالبان وجرت فيه عمليات تعذيب وانتهاكات لا توصف بما فيها الضرب والتنكيل والاعتداءات الجنسية والتعذيب حتى الموت.
ولفت أوكين إلى أن عدد ضحايا الحرب الأميركية على أفغانستان يقدر بنحو 175 ألف قتيل من المدنيين من دون أن يعرف العدد الحقيقي للأفغان الذين قضوا نتيجة الدمار والتشرد وأعمال العنف التي انتشرت بسبب الغزو الأميركي لبلدهم، موضحاً أن البيانات الرسمية تشير إلى أن 4 آلاف أفغاني قتلوا جراء الغارات الجوية التي شنتها الولايات المتحدة وحلفاؤها خلال الأعوام الخمسة الماضية.
انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان لا يعني أن واشنطن ستتوقف عن التدخل في شؤون دول آسيا الوسطى فقد أشارت تقارير كثيرة إلى أن وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» ووكالة الاستخبارات المركزية «سي أي إيه» بدأتا البحث عن بدائل للوجود العسكري الأميركي الصريح عبر إنشاء قواعد عسكرية جديدة في دول مجاورة.
كما أن الانسحاب الأميركي يقتصر فقط على الجنود الذين يقدر عددهم بـ3300 لكنه لا يشمل المتعاقدين مع البنتاغون أو عملاء الاستخبارات الأميركية وغيرهم من المرتزقة العاملين لمصلحة واشنطن والضالعين بدور نشر الخراب والفوضى وتحقيق أهداف واشنطن الاستعمارية ليستكملوا بذلك الميراث الأميركي الأسود في أفغانستان.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن