سورية

انطلاق «أستانا 16».. ولقاءات ثنائية لوفد الجمهورية العربية السورية مع نظيريه الروسي والإيراني والمبعوث الأممي … سوسان لبيدرسون: ضرورة رفع الصوت عالياً إزاء انتهاكات قوات الاحتلالين التركي والأميركي … لافرينتييف: نصرُّ على طي آلية إرسال المساعدات عبر الحدود وإرسالها عبر دمشق

| وكالات

انطلقت أعمال الاجتماع السادس عشر بصيغة أستانا حول سورية، أمس، في العاصمة الكازاخية نورسلطان، وأجرى وفد الجمهورية العربية السورية مباحثات ثنائية مع نظيريه الروسي والإيراني، ولقاء مع المبعوث الأممي الخاص إلى سورية غير بيدرسون، أكد خلاله «ضرورة رفع الصوت عالياً إزاء انتهاكات قوات الاحتلالين التركي والأميركي بحق الشعب السوري».
من جانبه أكد رئيس الوفد الروسي المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سورية ألكسندر لافرينتييف، أن بلاده تصر على طي آلية إيصال المساعدات عبر الحدود دون موافقة الحكومة السورية لأنها تجاوزت فائدتها.
وفي اليوم الأول من الاجتماع، عقد وفد الجمهورية العربية السورية برئاسة معاون وزير الخارجية والمغتربين أيمن سوسان لقاء مع الوفد الروسي برئاسة لافرينتييف، حيث استعرض الجانبان البنود المدرجة على جدول أعمال الاجتماع الحالي والتطورات في سورية والسياسات الغربية الخاطئة التي تسعى إلى استمرار الحرب على سورية مع كل ما ينتج عن ذلك من معاناة للشعب السوري إضافة إلى نهب ثرواته وموارده الطبيعية من قوات الاحتلال الأميركي، وذلك وفق ما ذكرت وكالة «سانا».
وأكد الجانبان عزمهما مواصلة العمل المشترك حتى انسحاب القوات الأميركية وغيرها من القوات الأجنبية الموجودة بشكل غير شرعي على الأراضي السورية.
وتطرق الاجتماع إلى الأوضاع في إدلب وانتهاكات المجموعات الإرهابية هناك وجرائمها بحق الأهالي إضافة إلى الوضع الإنساني في سورية حيث أكد الجانب السوري أن الإجراءات التي تتخذها قوات الاحتلال التركي ومواصلة دعمها للإرهابيين في تلك المنطقة هي السبب الرئيس في تمادي الإرهابيين في جرائمهم.
وتم التأكيد خلال الاجتماع على عزم الجانبين مواصلة العمل المشترك في مختلف المجالات وتنشيط العمل في الفترة المقبلة وخاصة في ظل التطورات التي تشهدها دول المنطقة والعالم.
وفي تصريح للصحفيين على هامش الاجتماع أكد لافرنتييف، أن بلاده تصر على عدم تمديد آلية إيصال المساعدات عبر الحدود إلى سورية لأن هذه الآلية تجاوزت فائدتها، قائلاً: «نحن بالطبع نصر على طي هذه الآلية وعلى عدم إطالة أمد عملها لأنها تجاوزت فائدتها».
وأضاف: «إن القمة الأخيرة للرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي جو بايدن في جنيف كانت بناءة ومشجعة للغاية وأهم شيء هو أن الطرفين اتفقا ووجها الخبراء لإجراء مشاورات مفصلة حول القضايا المطروحة الآن على جدول الأعمال والتي تهم قادة البلدين ومن بينها بالطبع الوضع في سورية»، وتابع: نأمل في نهاية المطاف أن يكون ما يسمى الغرب الجماعي اتخذ قراراً بمراجعة وتعديل موقفه بشأن سورية لهدف أكثر إنسانية في المسار الاجتماعي الاقتصادي.
وأشار لافرنتييف إلى أن روسيا ستناقش خلال الاجتماع الحالي بصيغة أستانا مع بيدرسون استمرار عمل لجنة مناقشة الدستور، لافتاً إلى أنه «تم خلق كل الظروف لمتابعة عملها».
وأضاف: «بالطبع، يقلقنا كثيراً الوضع المترتب على الأرض، وخاصة في منطقة خفض التصعيد في إدلب، سنناقش بالتأكيد الموضوع المهم المتعلق بإقامة حوار بناء بين قوات سورية الديمقراطية وحكومة دمشق»، حسبما ذكر الموقع الالكتروني لقناة «روسيا اليوم».
وشدد على ضرورة بحث مسألة الوضع غير المواتي المترتب في منطقة التنف بجنوب سورية، مشيراً إلى أنه لا يزال هناك عدد كبير نسبياً من المسلحين الذين يواصلون زعزعة استقرار الأوضاع، في جنوب وجنوب شرق وجنوب غرب سورية.
وقال لافرنتييف: إن الاجتماع الدوري المقبل للجنة الدستورية السورية، قد يعقد في صيف 2021.
وأضاف: «لقد دعونا بيدرسون، للعمل في هذا الاتجاه، وأبدت جميع الوفود بما في ذلك وفدنا والوفد الإيراني دعمها لاستمرار هذا العمل».
وفي الإطار ذاته عقد وفد الجمهورية العربية السورية برئاسة سوسان لقاء مع الوفد الإيراني برئاسة كبير مساعدي وزير الخارجية للشؤون السياسية الخاصة علي أصغر خاجي، حسبما ذكرت «سانا».
وتبادل الجانبان الآراء حول الاجتماعات التي عقداها خلال الجولة الحالية من محادثات أستانا إضافة إلى البنود المدرجة على جدول الأعمال ومن ضمنها الأوضاع في سورية والعملية السياسية وكان هناك توافق في الآراء حول معظم القضايا المطروحة.
وأكد الجانبان عزمهما مواصلة العمل معا والتنسيق المباشر بما يكفل الوصول إلى نتائج تخدم مصلحة الشعب السوري والحفاظ على سيادة سورية ووحدة أراضيها بعيداً عن أي تدخل خارجي.
كما عقد وفد الجمهورية العربية السورية لقاء مع بيدرسون جرى خلاله استعراض تطورات الأوضاع في سورية، حيث أكد سوسان ضرورة رفع الصوت عالياً إزاء انتهاكات قوات الاحتلالين التركي والأميركي بحق الشعب السوري سواء ما يتعلق بدعم الإرهابيين والمجموعات المرتبطة بهم أو سرقة الموارد والثروات الطبيعية ومقدرات الشعب السوري لأن هذه الانتهاكات إضافة إلى الإجراءات القسرية أحادية الجانب هي السبب الأساس في معاناة الشعب السوري والأوضاع الصعبة التي يعيشها، حسبما ذكرت «سانا».
وتم خلال اللقاء التطرق إلى العملية السياسية حيث أكد سوسان استمرار الحكومة السورية بالتعاطي الإيجابي مع هذه العملية، بينما أشار بيدرسون إلى عزمه مواصلة الجهود للتحضير لعقد الجولة السادسة من اجتماعات لجنة مناقشة الدستور في جنيف.
كما عقد الوفد الروسي لقاء مع الوفد الإيراني، بحثا خلاله تطورات الوضع في سورية والمنطقة، وأكدا تطابق مواقفهما إزاء المسائل المدرجة على جدول الاجتماع الحالي.
من جانبها بينت وكالة «فارس» الإيرانية أن الوفد الإيراني أجرى مشاورات مع وفود سورية وروسيا والنظام التركي، والممثل الأممي الخاص، حول التطورات في سورية وعملية السلام فيها.
وإضافة إلى وفد الجمهورية العربية السورية ووفود الدول الضامنة لعملية أستانا (روسيا، إيران، والنظام التركي) وبيدرسون يشارك في الاجتماع السادس عشر بصيغة أستانا الذي من المقرر أن يختتم اليوم وفد من الميليشيات المسلحة المدعومة من نظام الرئيس رجب طيب أردوغان، إضافة إلى عدد من الدول بصفة مراقب (لبنان والعراق والأردن وممثلو المنظمات الدولية).

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن