الخبر الرئيسي

مصادر لـ«الوطن» روسيا والصين قاطعتا جلسة مفاوضات مغلقة في مجلس الأمن رفضاً لمشروع «المعابر» … سوسان لبيدرسون: ضرورة رفع الصوت عالياً إزاء انتهاكات الاحتلالين التركي والأميركي

| الوطن

انتهى أول أيام اجتماعات «أستانا» بنسختها السادسة عشرة أمس، على جملة من التصريحات واللقاءات الثنائية، جمعت وفد الجمهورية العربية السورية مع نظيريه الروسي والإيراني، ومع المبعوث الأممي الخاص إلى سورية غير بيدرسون.
وخلال اللقاء الذي جمع الوفد السوري برئاسة معاون وزير الخارجية والمغتربين أيمن سوسان والمبعوث الأممي جرى استعراض تطورات الأوضاع في سورية، حيث أكد سوسان ضرورة رفع الصوت عالياً إزاء انتهاكات قوات الاحتلالين التركي والأميركي بحق الشعب السوري، سواء ما يتعلق بدعم الإرهابيين والمجموعات المرتبطة بهم أم سرقة الموارد والثروات الطبيعية ومقدرات الشعب السوري، لأن هذه الانتهاكات إضافة إلى الإجراءات القسرية أحادية الجانب هي السبب الأساسي في معاناة الشعب السوري والأوضاع الصعبة التي يعيشها.
كما تم التطرق إلى العملية السياسية، حيث أكد سوسان استمرار الحكومة السورية بالتعاطي الإيجابي مع هذه العملية، بينما أشار بيدرسون إلى عزمه مواصلة الجهود للتحضير لعقد الجولة السادسة من اجتماعات لجنة مناقشة الدستور في جنيف.
وفد الجمهورية العربية السورية عقد لقاءً مع الوفد الإيراني برئاسة كبير مساعدي وزير الخارجية للشؤون السياسية الخاصة علي أصغر خاجي، وتبادل الجانبان الآراء حول الاجتماعات التي عقداها خلال الجولة الحالية من محادثات أستانا، إضافة إلى البنود المدرجة على جدول الأعمال ومن ضمنها الأوضاع في سورية والعملية السياسية وكان هناك توافق في الآراء حول معظم القضايا المطروحة.
وأكد الجانبان عزمهما مواصلة العمل معاً والتنسيق المباشر، بما يكفل الوصول إلى نتائج تخدم مصلحة الشعب السوري والحفاظ على سيادة سورية ووحدة أراضيها بعيداً عن أي تدخل خارجي.
وخلال لقاء وفد الجمهورية العربية السورية والوفد الروسي برئاسة المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سورية ألكسندر لافرينتييف، أكد الجانبان عزمهما مواصلة العمل المشترك حتى انسحاب القوات الأميركية وغيرها من القوات الأجنبية الموجودة بشكل غير شرعي على الأراضي السورية.
وتطرّق الاجتماع إلى الأوضاع في إدلب وانتهاكات المجموعات الإرهابية هناك وجرائمها بحق الأهالي إضافة إلى الوضع الإنساني في سورية، حيث أكد الجانب السوري أن الإجراءات التي تتخذها قوات الاحتلال التركي ومواصلة دعمها للإرهابيين في تلك المنطقة هي السبب الرئيس بتمادي الإرهابيين في جرائمهم.
وتم التأكيد خلال الاجتماع على عزم الجانبين مواصلة العمل المشترك في مختلف المجالات وتنشيط العمل في الفترة المقبلة وخاصة في ظل التطورات التي تشهدها دول المنطقة والعالم.
وفي تصريح للصحفيين على هامش الاجتماع أكد لافرنتييف، أن بلاده تصر على عدم تمديد آلية إيصال المساعدات عبر الحدود إلى سورية لأن هذه الآلية تجاوزت فائدتها، قائلاً: «نحن بالطبع نصر على طي هذه الآلية وعلى عدم إطالة أمد عملها لأنها تجاوزت فائدتها»، وأضاف: «إن القمة الأخيرة للرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي جو بايدن في جنيف كانت بناءة ومشجعة للغاية وأهم شيء هو أن الطرفين اتفقا ووجّها الخبراء لإجراء مشاورات مفصّلة حول القضايا المطروحة الآن على جدول الأعمال والتي تهم قادة البلدين ومن بينها بالطبع الوضع في سورية»، وتابع: نأمل في نهاية المطاف أن يكون ما يسمى الغرب الجماعي اتخذ قراراً بمراجعة وتعديل موقفه بشأن سورية لهدف أكثر إنسانية في المسار الاجتماعي الاقتصادي.
إشارة لافرنتييف إلى أن بلاده تصر على عدم تمديد آلية إيصال المساعدات عبر الحدود إلى سورية لأن هذه الآلية تجاوزت فائدتها، تزامنت مع أنباء كشفتها مصادر دبلوماسية في نيويوك لـ«الوطن» بأن كلاً من روسيا والصين قاطعتا جلسة مفاوضات مغلقة في مجلس الأمن الدولي، بخصوص عملية تمديد آلية إيصال المساعدات الإنسانية عبر الحدود من دون موافقة الحكومة السورية الشرعية.
وأكدت المصادر بأن كلاً من الصين وروسيا قاطعتا المفاوضات معتبرتين أن ما جاء في نص المشروع الذي طرحته إيرلندا والنرويج على مجلس الأمن غير مقبول، مشيرة إلى أن (حاملي القلم وهما النرويج وإيرلندا) كانتا قد وضعتا أول من أمس مشروع القرار الذي تم طرحه والخاص بالتمديد بآلية العمل بإيصال المساعدات على الإجراء الصامت، والذي يجري عادة قبل البدء بالتصويت لكن روسيا والصين كسرتا أمس الإجراء في دلالة على عدم حصول توافق عليه.
ولفت المصدر لـ«الوطن» إلى أننا سنكون خلال الساعات القادمة أمام سيناريوهين إما تعديل المشروع المطروح والتوصل لصيغة توافقية بين جميع الأطراف وهذا الأمر لا يزال مستبعداً، أو أن يتم نقله كما هو لمجلس الأمن للتصويت، وبهذه الحالة سيواجه التصويت ضده من قبل روسيا والصين وبالتالي العودة لصياغة نسخة جديدة لمشروع القرار.
المصدر شدّد على أن روسيا والصين مصرتان على رفض المشروع المطروح، وأكدتا أن أي إضافة على مشروع القرار المرفوض أصلاً هو خط أحمر، كاشفاً عن أن التنسيق بين الجانبين الروسي والصيني عالي المستوى وهم متفقون على أن الآلية القائمة هي تدبير مؤقت ومن الضروري النظر فيه، وفي ضوء تغيّر الوقائع على الأرض بمسألة إدخال المساعدات عبر الخطوط من داخل سورية.
وكان مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة تشانغ جون أكد أمس، في مؤتمر صحفي بعد جلسات الإحاطة المغلقة أمام المجلس، أن بلاده تريد من المجلس ألا يمدد تفويض إدخال المساعدات الإنسانية عبر الحدود إلى سورية من الدول المجاورة فقط، بل أن يوسع عمليات التسليم عبر الخطوط الأمامية، وأن يتصدى لتأثير العقوبات الغربية (القسرية أحادية الجانب المفروضة على سورية).

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن