ثقافة وفن

لا وقت لدي للندم وأعمل لتطوير أدواتي … علي إبراهيم لـ«الوطن»: صاحب الموهبة محظوظ لو درس التمثيل

| يارا سلامة

رغم أنه خريج كلية الآداب قسم التاريخ، إلا أن حلمه منذ الصغر كان دخول عالم التمثيل، فشارك بعدة عروض مسرحية في محافظته طرطوس، وعرضاً بعد عرض، تكرس لديهِ هذا الحلم وتحول إلى هدف، إلى أن شاءت الأقدار وطرق الحظ أبوابه، حين حصل على عدة فرصٍ مع أحد أهم مخرجي سورية الأستاذ نجدة أنزور، وبعدها توالت الفرص وتنوعت، الممثل الشاب علي إبراهيم في حوارٍ قصير لصحيفة «الوطن» يتحدثُ من خلاله عن تجاربِهِ وماضيهِ، وآماله ومستقبله.

أنت خريج كلية الآداب قسم التاريخ، ما الذي دفعك لدخول مجال الشهرة والأضواء؟

بدأت أكتشف حبي لمهنة التمثيل عندما كنت في محافظة طرطوس عند تقديمي لأكثر من عرض مسرحي شعبي، شعرت بأن رغبتي تكبر وتكبر وقررت التقدم لاختبارات القبول في المعهد العالي للفنون المسرحية، ولكن للأسف لم أتمكن من الذهاب إلى الامتحان بسبب ظروفٍ خارجة عن إرادتي، ولكن بعدها فتح الحظ أبوابهُ أمامي بعد أن تعرفت إلى الأستاذ نجدة أنزور، فشاركتُ في ثلاثة أعمال من إخراجه، وهذا ما جعلني أشعر أنني يجبُ أن أتحمل مسؤولية أكبر تجاه ما أقوم به، فالعمل مع مخرج بحجم الأستاذ نجدة هو مسؤولية كبيرة، لذلك بدأتُ أعمل على تطوير أدواتي بشكلٍ أفضل وأكثر احترافية.

استناداً إلى تجربتك الشخصية، هل تعتقد بأن الموهبة وحدها تكفي لخوض غمار مهنة معقدة كالتمثيل؟

أؤمن بأن كل فرد لديه ملكة فطرية منحه اللـه سبحانه وتعالى إياها في مجالٍ ما، ولكن في مجال الفن والتمثيل، ليس المحظوظ برأيي هو من يمتلك هذه الموهبة، وإنما المحظوظ هو الشخصُ الذي يستطيع الدخول إلى المعهدِ العالي للفنون المسرحية، فيدرس دراسة أكاديمية تساعده في اجتياز الكثير من مصاعب هذه المهنة، أولاً من خلال التحصيل والتدريب على يد كبار النجوم والمدرسين المحترفين في المعهد العالي، وثانياً من خلال العلاقات الاجتماعية التي يكونها الطالب خلال فترة دراسته في المعهد، ومن خلالِ قدرته على تطوير أدواته وتوسيعِ ثقافته واطلاعه، عدا الفرص التي يحصل عليها الخريج، وهي مضاعفة مقارنته بشخص آخر لم يتمكن من الالتحاق بالمعهد العالي، ولكن فيما يتعلق بموضوع الالتحاق بالمعهد، دعينا نتحدث عن مشكلة جوهرية تكمنُ في العدد القليل الذي يتم قبوله من الأعداد الهائلة من المتقدمين، والتي تتجاوز الآلاف من الذين تقدموا للمعهد العالي، ويقبل منهم فقط ستةَ عشرَ طالباً، هل هذا يعني أن البقيةَ لا يملكونَ الموهبة، أعتقدُ أن الحظ وأشياء أخرى تلعبُ دوراً أساسياً في هذا الموضوع.

إذاً فقد ندمت لكونك لست خريجاً من المعهد العالي للفنون المسرحية؟

لا وقت أضيعهُ في الندم، فالحياةُ قصيرة جداً، وأنا أريد أن أعمل على تطوير أدواتي لكوني أصبحت جزءاً من هذا العالم، وقد دخلته من بابه الواسع مع الأستاذ نجدة، ولكن بصراحة، أعترف أن عدم دخولي للمعهد جعلني لا أمتلك كل مفاتيح الدخول إلى عالم التمثيل.

هل تعتقد أن مهنة التمثيل هي مهنة علاقات بحتة؟

العلاقات هي الركيزة الأساسية للتعامل في كل المهن ومجالات الحياة، ففي المحاماة العلاقات مهمة، وفي الطب العلاقات مهمة، وفي أي مجال.. لذلك فمن الطبيعي أن تكون مهنة التمثيل قائمة أيضاً على العلاقات، فما الإشكال في ذلك، وخاصة إذا كانت هذه العلاقة تشكل انسجاماً وتعاوناً فنياً مثمراً بين صانعي العمل والممثل، المشكلة في العلاقات أنها تتحول إلى شللية ومحسوبيات، وهو ما يسيء إلى العمل، ويقلل من فرص التدوير بين الممثلين في فرص العمل مع بعض الكتاب والمخرجين، من جانب آخر، هناك مخرجون يبحثون عن الوجوه الجديدة، لتقديمها في أعمالهم، بغض النظر عن علاقتهم بها ويمنحونها فرصاً على أساس موهبتها، ويديرونها بكل اقتدار وحرفية، لتقدم أفضل ما لديها في خدمة العمل الدرامي ونجاحه، لذلك أتمنى العمل مع مخرج منهم، يمتلك القدرة على إدارة الممثل بطريقة فعالة ومؤثرة.

بداية دخولك إلى الوسط الفني كانت مع مخرج من أهم المخرجين في سورية الأستاذ نجدة أنزور كيف حصلت على هذه الفرصة؟

الفرصة كانت صدفةً بحتة، وكانت الشخصيةُ التي سأقوم بتأديتها في أول تجربة مع الأستاذ نجدة في عمله (فانية وتتبدد) شخصية صامتة، ولكن هنا لعب الحظ لعبته، وحصلت ظروف كانت لمصلحتي، فأسند لي الأستاذ نجدة دوراً مختلفاً، بعدها حصلتُ على فرصةٍ في فيلم (رد القضاء) وبعد ذلك تواصلت معي الأستاذة ديانا كمال الدين بالتنسيق مع الأستاذ نجدة لتخبرني بأن هناك شخصيةً سأقومُ بتجسيدها في عمل جديد للأستاذ نجدة، فكانت شخصية حسن بمسلسل وحدن من أكثر الأدوار متعة وجاذبية بالنسبة لي، فعندما قرأتها شعرتُ بالخوف لكونها تحمل في طياتها الكثير من التناقضات في الحياة، ولكن بفضلِ ملاحظات الأستاذ نجدة وحبي للشخصية واهتمامي بأن استثمر الفرصة بالشكل الأفضل والأمثل، حاولت قدر المستطاع أن أقدمها بطريقة تحمل رسائلها بعفوية وإقناع.

ما الذي قدمه لك العمل، أو الانطلاقة مع مخرج كبير بحجم الأستاذ نجدة؟

الدخول الواثق والقوي إلى عالم التمثيل والدراما، من خلال الاستفادة من ملاحظاته وأسلوب عمله، والثقة بقدراتي وموهبتي وبأنني قدمت شيئاً مميزاً وجيداً، وإلا لما عاد وأسند لي دورين جديدين في عمليه التاليين، إضافة إلى السمعة المهنية الطيبة التي بدأت تتشكل، والأساس فيها هي ثقة الأستاذ نجدة فعندما أدخل شركة إنتاج ويشاهدون ما قمت به من أدوار مع الأستاذ نجدة ترتفع أسهمي في الشركة وبكل تأكيد أشعر بالفخر تجاه ذلك.

تتوقع بأن الشكل قد يساعدك أكثر في الحصول على فرص؟

قد يساعدني مرة أو مرتين، ولكن إن لم أكن أمتلك الموهبة فلن يقدم لي موضوع الشكل فرصاً للعمل، وحتى لو قدمها فلن أستطيع إثبات ذاتي ومقدراتي من دون ما أمتلكه من موهبة التمثيل، وأنا لا أرغب في تقديمي وفق مبدأ الشكل، لكونه يحرمني من تقديم كاركترات مختلفة ويجعل المخرجين ينظرون لي من هذا الجانب فقط، ففي بعض الأوقات يكون الجمال سلاحاً ذا حدين، قد يستثمره بعض الأشخاص بشكل صحيح فينجحون، ولكن يكون هذا النجاح مؤقتاً، أما أنا فأؤكد لك أنه لم يحدث أن دخلت إلى عمل واعتمدت على الشكل الخارجي، بل على العكس تماماً، ففي فيلم (رد القضاء) طلبت تغيير ملامحي، أو تشطيب وجهي، ولكن طبيعة الدور لم تسمح بذلك في بداية العمل، لكوني أجسد شخصية في فترة قبل الحصار ومن الممكن بالفترة التي سيحصل فيها الحصار أن نقوم بذلك، بناء على الحاجة الدرامية والأحداث التي ستجري، وبالفعل كان هناك مشهد وأنا أركض داخل الخندق، وعندما خرجت كان الدم يسيل من وجهي، ونقلوني على إثرها إلى المستشفى ليطمئنوا على صحتي.

ماذا لو عرض عليك دخول عالم عروض الأزياء؟

لا مانع بشرط توافر شروط صحية ولكن لست مع تأطيري في هذا المجال فأنا أعشق مهنة التمثيل.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن