عربي ودولي

ميدفيديف يدعو إلى تحقيق مفصل في تحطمها … الكشف عن آخر لحظات الطائرة المنكوبة وموسكو لا تستبعد أي فرضية

شدد الكرملين على عدم جواز استبعاد أي فرضية فيما يتعلق بالطائرة الروسية المنكوبة في سيناء، بما في ذلك فرضية العمل الإرهابي، في وقت كشفت شركة «كوغاليم آفيا» المالكة للطائرة الروسية التي سقطت في سيناء عن تفاصيل آخر لحظات التحليق.
وقال دميتري بيسكوف الناطق الصحفي باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس، إنه لا يجوز استبعاد أي فرضية في المرحلة الراهنة من التحقيق، ودعا إلى انتظار النتائج بصبر، دون الانخراط في التخمين والإدلاء بتصريحات لا أساس لها حول أسباب الكارثة.
وقدمت الشركة الروسية خلال مؤتمر صحفي عقدته أمس استنتاجاتها حول آخر لحظات تحليق طائرة الرحلة «9268» من شرم الشيخ إلى سان بطرسبورغ يوم 31 تشرين الأول، لكنها امتنعت عن التعليق على طبيعة السبب الذي أدى إلى تفكك الطائرة في الجو، معتبرة أنه يرتبط بتأثير خارجي. وكشفت الشركة أن الطائرة في آخر لحظاتها، سارعت باتجاه الأرض غير خاضعة لأي سيطرة من الطاقم، وذلك بسبب إلحاق «أضرار كبيرة بهيكل الطائرة». وقال ألكسندر سميرنوف نائب مدير عام شركة «كوغاليم آفيا» صاحبة الطائرة المنكوبة المعني بالتحليقات أن الشركة ترجح تعرض الطائرة لتأثير خارجي، باعتباره التفسير الواقعي الوحيد لما أعلنه المحققون عن تفكك الطائرة وهي في الجو، قبل سقوطها على الأرض.
وأوضحت الشركة أنه بعد حصول الحالة الطارئة، تراجعت سرعة الطائرة في غضون أقل من دقيقة بـ300 كيلومتر في الساعة، بالتزامن مع انخفاضها بـ1.5 كيلومتر.
ووصف المسؤول الحالة الفنية للطائرة لدى إقلاعها من مطار شرم الشيخ، بأنها كانت «ممتازة»، نافيا ورود أي شكاوى بهذا الشأن من الطاقم خلال الرحلات الخمس الماضية التي نفذتها. وفي هذا السياق قال متحدث باسم هيئة الطيران الإيرلندية أمس أن الطائرة الروسية التي تحطمت في شبه جزيرة سيناء المصرية يوم السبت حصلت على شهادة صلاحية للطيران هذا العام.
بدوره أكد أندريه أفيريانوف نائب مدير عام الشركة المعني بالمسائل الفنية والإنتاجية تعرض الطائرة في عام 2001 لحادثة أثناء عملية هبوط أدت إلى إلحاق أضرار بذيلها، لكنه شدد على أنه تم إصلاح الطائرة بالكامل، واستبعد أي دور لهذه الحادثة القديمة في المأساة، التي وقعت في أجواء سيناء. ومن اللافت أن فرضية الشركة الروسية تتعارض مع ما نقلته أمس وكالة «رويترز» عن مصدر في اللجنة المعنية بتحليل تسجيلات الصندوقين الأسودين للطائرة المنكوبة، إذ استبعد تعرض الطائرة لأي تأثير خارجي.
ورفض المصدر الكشف عن مزيد من التفاصيل، لكنه قال إن الاستنتاج المذكور يعتمد على التحليل الأولي لتسجيلات الصندوقين. وأضاف إن قائد الطائرة لم يتصل بالأجهزة الأرضية قبل تحطمها.
بدورها أعلنت وزارة الطوارئ الروسية أن الصندوقين الأسودين للطائرة المنكوبة في «حالة جيدة».
وأكد ذلك وزير الطوارئ الروسي فلاديمير بوتشكوف بعد لقائه وزير النقل المصري، إذ ركزت المحادثات على تنسيق العمل المشترك في إطار عمليات البحث في مكان تحطم الطائرة وإيصال جثامين الضحايا وأغراضهم الشخصية إلى مدينة سان بطرسبورغ الروسية. من جهتها أكدت لجنة التحقيق الروسية أنه لا توجد في الوقت الراهن أي فرضيات رئيسية في سياق التحقيق في تحطم الطائرة.
وقال الناطق باسم اللجنة فلاديمير ماركين «تنظر لجنة التحقيق في جميع الفرضيات دون استثناء، كما هو الحال لدى وقوع أي كارثة جوية. لكن الحديث عن الفرضيات ذات الأولوية لا يمكن إلا بعد انتهاء عدد من الإجراءات، وأهمها إتمام تحليل تسجيلات الصندوقين الأسودين».
في غضون ذلك دعا رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف أمس إلى تحقيق مستفيض في تحطم الطائرة الروسية في مصر التي كانت في طريقها إلى مدينة سان بطرسبورغ وقتل كل من كانوا على متنها وعددهم 224 شخصاً. هذا ووصلت جثامين مئة وأربعة وأربعين من ضحايا الطائرة الروسية المنكوبة إلى مطار سان بطرسبورغ الروسي، وخبراء روس ومصريون وفرنسيون يحققون في أسباب سقوطها فوق صحراء سيناء.
وكان العديد من الشركات الروسية والعالمية قد أعلنت عن تعليق تحليقاتها فوق سيناء حتى إتمام التحقيق في تحطم طائرة «Airbus 321».
(رويترز– أ ف ب– روسيا اليوم– سانا)

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن