عربي ودولي

تتراجع عن موقفها تجاه واشنطن رغم الاتفاق النووي … إيران تدعو سلطات آل سعود إلى وقف «تدخلاتها» في المنطقة و«تحذرها» من تداعيات تنفيذ حكم إعدام «الشيخ النمر»

دعا الرئيس الإيراني حسن روحاني السعودية إلى وقف «تدخلاتها» في المنطقة للسماح بقيام تعاون بين البلدين، في كلمة ألقاها أمام سفراء إيران في الخارج المجتمعين في طهران.
يأتي ذلك في حين حذر النائب في مجلس الشورى الإيراني محمد باقر عبادي سلطات آل سعود من تداعيات تنفيذ حكم الإعدام بحق رجل الدين السعودي الشيخ نمر باقر النمر، مبيناً أن «تنفيذ الحكم سيؤدي إلى انتفاضة شعبية وخروج الأوضاع عن السيطرة». وقال روحاني: «إذا اقتربت رؤية السعودية حول المسائل الإقليمية الكبرى من الواقع وأوقفت تدخلاتها، فسنتمكن من تسوية كثير من المشكلات ولاسيما في العلاقات الثنائية».
وإيران والسعودية تتبنيان مواقف متعارضة بشكل صريح في ما يتعلق بالنزاعات في سورية والعراق واليمن والاضطرابات في البحرين والتوتر في لبنان.
وتندد إيران بحملة القصف الجوي التي يشنها التحالف بقيادة السعودية في اليمن وبالتدخل العسكري السعودي في البحرين وبدعم الرياض للمعارضة السورية، على حين تندد الرياض بالتدخل الإيراني في المنطقة.
وكان نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان حذر الأحد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير من «اختبار حدود صبر الجمهورية الإسلامية»، قائلاً «بدل اتهام الآخرين يجدر بوزير خارجية السعودية، وقف دعمه في العلن وفي السر للإرهابيين في اليمن والعراق وسورية».
وقال روحاني: إن «شبانا بلا خبرة في أحد بلدان المنطقة لن يصلوا إلى أي مكان بمخاطبتهم الكبار بفظاظة» في إشارة إلى الجبير البالغ من العمر 53 عاماً.
ووجه الجبير في الأشهر الأخيرة انتقادات شديدة إلى إيران واتهمها بالتدخل في شؤون دول عربية عدة.
وفي سياق آخر قال عبادي في تصريح لوكالة «فارس» الإيرانية للأنباء: إن «الشيخ النمر هو من علماء الدين والشخصيات المهمة في العالم الإسلامي وتعرض للاعتقال مرات عديدة وحكم عليه بالإعدام»، معرباً عن أسفه لتعرض الشخصيات العلمية والدينية للإبادة في بلد تحكمه أسرة آل سعود المستبدة والمتحجرة. وأشار عبادي إلى كلمة قائد الثورة الإسلامية في إيران السيد علي خامنئي حول عدم كفاءة حكام السعودية وهيمنة رجال يتصفون بالضعف والتطرف على السلطة في البلاد.
وكانت السلطات التابعة لنظام آل سعود اعتقلت الشيخ النمر عدة مرات كان آخرها في تموز 2012 وذلك لدوره في الاحتجاجات الشعبية التي شهدتها المنطقة الشرقية من البلاد عام 2011 للمطالبة بالإصلاحات السياسية والاجتماعية وحكمت عليه بالإعدام كما رفضت السلطات الشهر الماضي طعنا تقدم به محاميه للإفراج عنه.
وفي سياق منفصل رأى قسم كبير من النواب الإيرانيين أمس أن الجمهورية الإسلامية لن تتنازل عن شعار «الموت لأميركا» رغم الاتفاق النووي مع الدول الكبرى وفي مقدمها الولايات المتحدة.
وكتب 192 نائباً من أصل 290 في بيان نشرته وكالة الأنباء الإيرانية «إن إيران أمة الشهداء ليست مستعدة إطلاقاً للتخلي عن شعار (الموت لأميركا) بحجة إبرام الاتفاق النووي». وأكدوا أن هذا الشعار «أصبح رمز الجمهورية الإسلامية، وجميع الأمم المناضلة تعتبر جمهورية إيران الإسلامية نموذجاً لها في هذا النضال». ونشر النواب البيان قبل يومين من الذكرى الـ36 لبدء احتلال السفارة الأميركية في طهران في الرابع من تشرين الثاني 1979 بعد الثورة الإسلامية. وأعقب ذلك احتجاز دبلوماسيين أميركيين رهائن لمدة 444 يوماً وقطع العلاقات الدبلوماسية بين إيران والولايات المتحدة. وفي البيان أكد النواب الإيرانيون أنه بعد الاتفاق النووي المبرم في 14 تموز «على الحكومة ومجلس الشورى التحرك بحذر وفقاً للقيادة الحكيمة لآية اللـه علي خامنئي المرشد الأعلى للتصدي لمؤامرة الاختراق الأميركية».
ورغم موافقته على المفاوضات التي أفضت إلى الاتفاق النووي بين إيران والولايات المتحدة والصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا، حذر خامنئي منذاك مراراً من «الوقاحة» الأميركية ومحاولات واشنطن «التسلل» إلى المجتمع الإيراني.
والأحد أكد المرشد الأعلى أمام دبلوماسيين إيرانيين معتمدين في الخارج أن «الولايات المتحدة مسؤولة عن قسم كبير من مشاكل المنطقة وهي ليست جزءاً من الحل»، وأضاف: «أهداف الولايات المتحدة في المنطقة مختلفة تماما عن أهداف إيران»، وأوضح أن أي مفاوضات غير تلك التي أجريت للتوصل إلى اتفاق حول النووي لا أساس لها. والاتفاق الذي أبرم في فيينا في 14 تموز سيسمح برفع العقوبات الدولية المفروضة على إيران لقاء تعهدها الحد من برنامجها النووي والتخلي عن حيازة السلاح الذري.
(أ ف ب- سانا)

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن