رياضة

اللقب العدل

| محمود قرقورا

بعد طول انتظار أنصفت الكرة التي لا تنصف على الدوام ليونيل ميسي ومنتخب الأرجنتين في كوبا أميركا، فذرف ليو دموع الفرح الذي جافاه مع التانغو خلال محطات كانت ستجعل سيرته أكثر خلوداً في السجلات.

كأس العالم المعيار الحقيقي للحكم على النجوم فاستحق بيليه ومارادونا الركن الأهم في موطن العباقرة، وما زال القاصي والداني يشير إلى مكانة الأسطورتين في عيون محبي الكرة حول العالم قاطبة.

ليس هناك نجم جافاه الحظ مع المنتخب كميسي، إذ خسر نهائي كأس العالم 2014 قبل سبع دقائق من انتهاء الوقت الإضافي الثاني بعدما قدم بطولة تستحق الإشادة، فاختير اللاعب الأفضل بجدارة.

وخسر نهائي كوبا أميركا 2007 و2015 و2016 والمرتان الأخيرتان بركلات الأعصاب الترجيحية، ولم يكن هناك أدنى شك بجدارة الأرجنتين في البطولتين المذكورتين على حساب تشيلي.

مكاسب ليو كانت كثيرة فجر أمس، إذ خاض المباراة الرابعة والثلاثين كرقم قياسي مشترك مع حارس تشيلي ليفينغستون الذي بلغ ذلك في سبع بطولات، بينما ساحر الأرجنتين اهتدى إلى الرقم خلال ست بطولات.

والأهم أن ميسي دخل بقوة على خط سباق الفوز بالكرة الذهبية 2021 لأنه حقق مع برشلونة لقب كأس إسبانيا ونال لقب هداف الدوري، وها هو يحقق التاج اللاتيني مع الأرجنتين فضلاً عن اعتلائه قائمة الهدافين واختياره أفضل لاعب، وعام 2021 أضحى من خلاله عميداً للاعبي التانغو.

اعتلاء العرش سيجعل ميسي مقدماً على موسم جديد بطموحات وتطلعات وردية، وخاصة أن الشكل العام لمنتخب التانغو يوحي بإمكانية الزعامة العالمية بعد سبعة عشر شهراً، فالمنتخب الذي جرح كبرياء البرازيل بعقر دارها قادر على ريادة العالم وخاصة أن سحرة السامبا يمرون بمرحلة مثالية من حيث الأداء والنتائج وقوة الشخصية والحضور الذهني، ومن الصعب الحكم على وجود منتخب أقوى من البرازيل هذه الأيام، ومع ذلك لم يسرق الأرجنتينيون الفوز.

ولأجل ذلك كله فإن تفوق ميسي ورفاقه له نكهة خاصة هذه المرة، وأقل ما يقال عن اللقب إنه لقب العدل والإنصاف.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن