رياضة

معركة ماراكانا وضعت أوزارها بخسارة أولى للسيليساو … إفطار دي ماريا يهدي البرغوث اللقب الأغلى

| خالد عرنوس

انتهت حرب كوبا أميركا 2021 بنسختها السابعة والأربعين بالمعركة الحاسمة والدامية التي أفضت إلى تتويج الألبيسيليستي الأرجنتيني بلقب عزّ عليه طوال 28 عاماً وجاء على حساب السيليساو البرازيلي بعد كرّ وفرّ ودماء على العشب الأخضر بهدف يتيم ليسجل التاريخ حدثاً هاماً سيتذكره أبناء أميركا اللاتينية طويلاً وخاصة أبناء السامبا والتانغو، ولعل الحدث الأبرز كان عودة الأرجنتين لتتزعم بالشراكة قائمة الفائزين بالبطولة الأقدم في العالم على مستوى المنتخبات وكذلك تتويج ليونيل ميسي للمرة الأولى بلقب كبير مع منتخب بلاده بعد 151 مباراة خسر خلالها الكثير من المعارك المهمة التي جعلت المشككين يعتبرونها عقدة نقص لواحد من أساطير الكرة العالمية، وأيضاً سيسجل التاريخ أن البرازيل خسرت أخيراً على أرضها وعلى معقلها المفضل ماراكانا في واحدة من الليالي السوداء الثلاث التي عاشها معبد أهل السامبا، إذاً الأرجنتين بطلة لكوبا أميركا الاستثنائية وتعيش حالياً أفراحها الشعبية، على حين انزوت البرازيل في ركن أحزان متجددة بعد ثلاث سنوات كاملة من الأفراح.

ثلاث سنوات

في هذه السنوات الثلاث لم يخسر السيليساو أي مباراة رسمية وإن كان خسر ودياً أمام الأرجنتين بالذات خلالها لكنه خاض منذ الخسارة أمام بلجيكا في المونديال الروسي 18 مباراة عرف خلالها التعادل في ثلاث مناسبات مقابل 15 انتصاراً توج بها بطلاً لأميركا الجنوبية 2019 وبلغ نهائي البطولة المنتهية تواً وتصدر التصفيات المونديالية بالعلامة الكاملة حتى جاءت الفاجعة بالهزيمة التي حرمته من اللقب العاشر على مستوى الكوبا، وبالمقابل هي ثلاث سنوات عجاف على نجم الأرجنتين المخضرم أنخيل دي ماريا الذي لم يسجل هدفاً واحداً منذ هدفه بمرمى فرنسا في ليلة الخروج من المونديال الروسي، كذلك لم يزر أي شباك قابلها منتخب التانغو فقد لعب 13 مباراة دولية خلال هذه الفترة أخفق بالتسجيل خلالها ليأتي في مباراته رقم 117 ليسجل الهدف الأغلى في حياته.

تحفظ غير مبرر

منذ اللحظة الأولى للمباراة ظهر أن الفريقين سيقاتلان للفوز رغم أن المدربين مالا إلى اللعب بتحفظ كبير وحرص شديد على عدم تلقي الضربة الأولى وخاصة البرازيلي تيتي الذي بدا وكأنه ينتظر الفعل ليقوم بالرد عليه فلم يقدم لاعبوه أي شيء يذكر حتى عندما تأخر بالنتيجة لم يكن الرد مناسباً، ففي الدقيقة 21 وفي إحدى الكرات النادرة الخطيرة من الجانبين مرّر دي بول كرة طولية باتجاه دي ماريا فأخطأ لودي تقديرها لتفلت منه وتذهب إلى حيث نجم باريس سان جيرمان الذي مهدها لنفسه وتقدم بها نحو مرمى إيدرسون وعندما لمحه خرج من مرماه أرسل كرة لوب من فوقه إلى الشباك الخاوية محرزاً هدفاً جميلاً سيكون ثمنه ذهباً، وقد حمل الرقم خمسة لابن الثالثة والثلاثين في مشاركته الخامسة في البطولة خاض خلالها 23 مباراة وهو هدفه الثالث والعشرين منذ ظهوره الأول مع منتخب التانغو عام 2008، وهكذا قدم البرازيليون الشوط الأسوأ لهم في البطولة فغابت خطورتهم أمام المرمى تماماً وإن كان هناك بعض المناوشات من بعيد من دون أن تظهر تسديدة واحدة التي تستحق وصف فرصة حقيقية فانتهى النصف الأول بتقدم مستحق للضيوف.

معركة دامية

في الاستراحة جاء قرار تيتي بالضغط المبكر في محاولته للعودة بالنتيجة فأدخل فيرمينيو وراء المهاجمين عوضاً عن فريد لاعب الوسط على حين قرر نظيره سكالوني الاعتماد على الدفاع عن الهدف أول بأول بكل الوسائل المشروعة وغير المشروعة وخاصة بمواجهة المحرك الأساسي للهجوم البرازيلي نيمار الذي حاول جاهداً صنع الفرص لرفاقه أو التسجيل بنفسه إلا أن الحائط الأرجنتيني المستميت أفشل كل المحاولات وحتى عندما نجح ريتشارلسون بهز الشباك حرمه الحكم من إكمال فرحته بفعل موقعه المتسلل ونجح إيميليانو مارتينيز في مواصلة تألقه وتكفل بأصعب تسديدتين، الأولى من ريتشارلسون نفسه والثانية من البديل باربوسا الذي سدد (على الطاير) من مشارف الجزاء وعدا ذلك تاهت الكرات البرازيلية على مشارف مرماه وسارت المباراة بخشونة واضحة من الجانبين وظهرت الدماء فعلاً على مدافعين أرجنتينيين بفعل التدخل العنيف على كل شيء أصفر في الملعب.

وفي الوقت القاتل استعاد الأرجنتينيون ذاكرة الانكسارات السابقة في النهائي أمام البرازيل وخاصة عندما أهدر نجمهم ميسي الكرة منفرداً بالحارس إيدرسون ولو أن البرازيليين أدركوا التعادل في الوقت المتبقي لتحول ميسي مجرماً لكن الأمور سارت كما اشتهى وعشاقه حتى صافرة النهاية لتطلق العنان لرقصات التانغو.

الموقعة 33

وجاءت خسارة البرازيل الأولى رسمياً في ثلاث سنوات ليخسر السيليساو اللقب للمرة الأولى في ست مرات استضافت بلاده البطولة وسبق لمنتخب الكناري أن خاض 32 مباراة لم يتلق خلالها سوى هزيمة واحدة عندما يلعب على أرضه بواقع 3 مباريات في 1919 و4 مباريات في نسخة 1922 و7 مباريات في نسخة 1949 ومثلها في نسخة 1989 عندما توج باللقب الرابع في تاريخه علماً أنه لم يفز بالكأس سوى على أرضه حتى ذلك الحين، و6 مباريات في نسخة 2019 وأخيراً 6 مباريات في 2021 حتى ما قبل النهائي، وبالمجمل فقد فاز في 23 منها مقابل 8 تعادلات، أما الهزيمة الأولى فقد كانت أمام الباراغواي في نسخة 1949 بنتيجة 1/2.

ميسي الرابح الأكبر

بعد معاناة استمرت لخمس نسخ سابقة منذ 14 عاماً يوم خسر ليونيل ميسي النهائي برفقة الألبسيليستي أمام نظيره البرازيلي بثلاثية نظيفة على الأراضي الفنزويلية استطاع النجم الملقب بالبرغوث فك عقدته أخيراً بعد 28 مباراة تلت ذاك النهائي وتوج بلقبه الأول بالكوبا والأول على مستوى الكبار (دولياً) بعد مسيرة طويلة من الإنجازات والألقاب على مستوى الأندية، حيث توج بكل الكؤوس المتاحة (34 لقباً مع برشلونة) إضافة إلى العشرات من الجوائز الفردية والأرقام التاريخية على الصعد كافة حتى جاءت ليلة الماراكانا أمس لتزيح الغمة التي رافقت أجواءه الدولية طوال هذه السنوات فأصبح بطلاً لأميركا اللاتينية بعد تجربتين أخريين فاشلتين لامس فيهما الكأس لكن ركلات الترجيح عبست بوجهه وبوجوه أبناء جلدته.

ولم يكتفِ ليونيل ميسي الذي احتفل بميلاده الرابع والثلاثين في أثناء البطولة بهذا الإنجاز فقد توج بالكرة الذهبية الخاصة بالبطولة كأفضل لاعب عن جدارة واستحقاق على ما قدمه خلال مبارياتها السبع، فقد ساهم بتسجيل 9 أهداف من أهداف الأرجنتين، وكذلك توج هدافاً للبطولة للمرة الأولى في مشاركاته الست، وأيضاً بلغ هدفه الثالث عشر فيها في المركز الرابع للهدافين التاريخيين التي يتصدرها مواطنه نوربرتو مينديز برصيد 17 هدفاً برفقة البرازيلي زيزينيو، وأيضاً أصبح صاحب الرقم القياسي في الظهور في البطولة من حيث عدد المباريات (34 مباراة) إلى جانب حارس مرمى تشيلي سيرجيو ليفغنستون الذي ظهر في البطولة بين 1941 و1953.

والهداف

توج ليونيل ميسي هدافاً للبطولة برصيد 4 أهداف سجلها بمرمى تشيلي وبمرمى بوليفيا (هدفان) وبمرمى الإكوادور وجاء هدف بركلة جزاء وهدفان من ركلتين مباشرتين، وسجل الكولومبي لويس دياز 4 أهداف كذلك لكن الجائزة ذهبت لميسي باعتبار عدد الأهداف التي ساهم فيها، وسجل الأرجنتيني الآخر لاوتارو مارتينيز والبيروفي جيان لوكا لابادولا 3 أهداف، وسجل هدفين كل من: البرازيليين نيمار ولوكاس باكيتا والبيروفيين يوشيمار يوتون وأندريه كاريللو والأروغوياني إدينسون كافاني والبوليفي إيروين سافيدارا والإكوادوري بريسيادو والتشيلياني إدواردو فاراغاس والباراغوياني أنخيل روميرو.

بانوراما كوبا أميركا

– 28 مباراة هي مجموع مباريات النسخة 47 وقد انتهت منها 19 مباراة بالفوز وحسمت ثلاث منها بركلات الترجيح في الأدوار الإقصائية فشهدت البطولة تسجيل 65 هدفاً بمعدل 2.32 في المباراة الواحدة.

– أربعة أهداف جاءت عبر النيران الصديقة منها ثلاث في الدور الأول فسجل كوينتروس البوليفي للأورغواي، وييري مينا الكولومبي للبيرو، وتابيا البيروفي لمصلحة الإكوادور، وهدف في ربع النهائي سجله الباراغوياني غوميز لمصلحة البيرو.

– واحتسبت أربع ركلات جزاء سجلت منها أربع جميعها كذلك في الدور الأول، فسجل سافيدارا لبوليفيا بمرمى الباراغواي والباراغواياني ألميرون بمرمى تشيلي والأرجنتيني ميسي بمرمى بوليفيا والبرازيلي نيمار بمرمى فنزويلا والكولومبي بورخا بمرمى البيرو، وأهدر التشيلياني فيدال ركلة جزاء خامسة أمام الأرجنتين.

– شهدت البطولة إشهار 111 بطاقة صفراء أي بمعدل 4 إنذارات تقريباً في المباراة الواحدة وشهدت مباراة نصف النهائي بين كولومبيا والأرجنتين 10 صفراوات مقابل صفراوين فقط في مباراة الأوروغواي مع بوليفيا.

– شهدت البطولة 6 حالات طرد منها اثنتان في الدور الأول مقابل 4 في ربع النهائي وطرد أربعة لاعبين بالحمراء المباشرة وهم: لويس دياز (كولومبيا) أمام فنزويلا وغابرييل خيسوس (البرازيل) أمام تشيلي وبيترو هينكاري (الإكوادور) أمام الأرجنتين وأندريه كاريللو (البيرو) أمام الباراغواي، وطرد بالإنذار الثاني البوليفي خاومي كويلار أمام الباراغواي، والباراغوياني غوستافو غوميز أمام البيرو.

بطاقة النهائي

– المكان والحضور: ماراكانا بحضور 6500 متفرج.

– الفريقان والنتيجة: الأرجنتين × البرازيل 1/صفر سجله أنخيل دي ماريا (21).

– الاستحواذ: 60% لمصلحة البرازيل.

– التسديدات: 13 للبرازيل مقابل 6 للأرجنتين.

– بين الخشبات: تسديدتان لكل من الفريقين.

– الركنيات: 4/1 لمصلحة البرازيل.

– الأخطاء: 19 على الأرجنتين مقابل 22 على البرازيل.

– الحكم: إستيبان أوستوغيتش (الأورغواي).

– الإنذارات: باريديس، لو سيلسو، دي بول، أوتاميندي، مونتييل (الأرجنتين) فريد، لودي، ماركينيوس، باكيتا (البرزايل).

– مثل الأرجنتين: إيميليانو مارتينيز، غونزالو مونتييل، (كريسيتيان روميرو 79 جيرمان بيزيلا)، نيكولاس أوتاميندي، ماركوس أكونيا، (أنخيل دي ماريا 79 إيزكوسل بالاسيوس)، (لياندرو باريديس 54 غويدو رودريغيز)، رودريغو دي بول، ليونيل ميسي، (لاوتارو مارتينيز 79 نيكولاس غوانزاليس)، (جيوفاني لو سيلسو 63 نيكولاس تاليافيكو)، والمدرب ليونيل سكالوني.

– مثل البرازيل: إيدرسون، دانيللو، تياغو سيلفا، ماركينيوس، (رينان لودي 76 إيمرسون)، كاسيميرو، (إيفرتون 63 فينسيوس جونيور)، (فريد 46 فيرمينيو)، (لوكاس باكيتا 76 غابرييل باربوسا)، نيمار، ريتشارلسون والمدرب أدينور ليونادرو باتشي (تيتي).

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن